نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - إقحام الريال السعودي في ابتزاز الفضائيات

إقحام الريال السعودي في ابتزاز الفضائيات

د. نايف الفراج

من المعلوم أن العملة النقدية هي وحدة التبادل التجاري لكل بلد، لذلك تعتبر رمزا لسيادة وهيبة وكرامة ذلك البلد، وهذا يعني أن العبث والإضرار بها يمس بهيبة الدولة الاقتصادية وسلطاتها وتشريعاتها. لوحظ في الفترات الأخيرة تزايد عدد المسابقات التلفزيونية والإذاعية في كثير من المحطات التي تدعو المشاهدين أو المستمعين إلى الاتصال برقم هاتفي للإجابة على أسئلة ساذجة أو ترشيح لفنان معين أو تصويت لسباق أغان مقابل جوائز مالية غالباً ماتكون (بالريال السعودي)، وأحياناً تستخدم فيها فتيات رخيصات كوسيلة إغراء لاستقطاب وجذب أكبر قدر من المشاركين لغرض الربح المادي فقط دون تقديم المعلومة المفيدة الهادفة للمجتمع. الغريب في الموضوع أن أغلب تلك المسابقات تبث من خارج المملكة سواء من بيروت أو القاهرة أو دبي ومع هذا تكون الجوائز بالريال السعودي، والسؤال هنا لماذا يتم إقحام العملة السعودية في هذا النوع الرخيص المشبوه من المسابقات؟ هل هو تقليل من شأنها أم احتقار واستخفاف بعقول مستخدميها؟ لماذا لم نر تلك المسابقات بالدينار الكويتي أو الريال القطري ؟ هل لغياب الرقابة والمحاسبة دور في ذلك؟

تحاول مثلاً أثناء وجودك في سيارتك أن تستمع إلى مادة إعلامية مفيدة ولكن تفاجأ وعلى مدار الساعة بالكم الهائل من تلك المسابقات عديمة الفائدة التي تستغل أحلام السذج وتدغدغ أمانيهم الكبيرة فتجعلهم يتسابقون بعشرات الرسائل والاتصالات لربح الملايين أو تحقيق الأحلام بما في ذلك مسابقات مراكز الأغاني الأولى وترشيح المطرب أو المطربة المفضلة ومسابقات مملة أخرى. وأحياناً بلغة تهكمية استفزازية يتظاهر فيها المذيع العربي بالحماسة والإثارة من أجل تكثيف الاتصالات والتجييش السطحي و يتساءل أين أهل الطائف، فأهل القصيم وحائل سبقوهم بالتصويت، وأحياناً يطالب أهل الرياض والجوف بسرعة الاتصال وترشيح مطربهم المفضل قبل أن يسبقهم بذلك سكان الشرقية وجدة.

المراهقون والبسطاء هم أكثر الضحايا سقوطاً في مصيدة هذه المسابقات التافهة حيث يكررون الاتصال أكثر من مرة مما يكسب تلك المحطات مبالغ خيالية وأرباحا هائلة بسهولة ودون عناء نتيجة ذلك النوع من النصب والاحتيال من خلال اقتسام عوائد المكالمات والرسائل النصية. المسألة بالطبع لاتخلو من استخفاف بذائقة المستمعين واستغفال صريح بعقول وجيوب المتصلين وكأنه لايوجد بهذا المجتمع سوى المغفلين. وطالما أن القانون لايحمي المغفلين فمن الواجب أن يتدخل ويحمي عملة الوطن من عبث واستهتار هؤلاء المتطاولين.

أكثر مايثير اشمئزازي في هذا الموضوع حينما أرى إحداهن ممسكة بورقة من فئة الخمسمائة وتلوح بها خلف الشاشة لغرض الحصول على أكبر قدر من الاتصالات. إذا كانت الجهات المختصة غير قادرة على إيقاف هذه المسابقات فمن الأنسب في هذه الحالة أن تتدخل وزارة المالية أو مؤسسة النقد لإيجاد حل لهذه الظاهرة وترد اعتبار وكرامة المواطن السعودي وتمنع على الأقل التلويح والاستخفاف والتحقير بالعملة السعودية خلف الشاشات وتحافظ على سمعة ومكانة الريال السعودي الذي يمثل هيبة الدولة ووثيقة رسمية لايمكن التلاعب والطعن فيها إلى جانب أنه يحمل صور أعلام ورموز وطنية يقف المرء لها احتراماً وتقديراً.

http://www.alriyadh.com/2010/06/21/article536676.html