"|~|, عندما ~ زرت ~ المقابر ,|~|" - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

فَيْلَـسُــ زَمَانَهُ ـــوفْ · #1 29/05/2010, 02:30 PM

الموت كأس الكل شاربه ~
فلا يغر بطيب العيش انسان ~

في ليلة سطع في ظلمتها نور القمر مبددا ظلمتها الموحشة ..

فبينما هممت بالنوم .. فأذا بعمي يتصل ..

استبشرت خيرا ..لعله يريد امرا من امور الدنيا ..

فإذا هو يصعقني بقوله .. ويلجم كلماتي بكلامه ..

((تعآآآل المستشفى انت وابوك بسرعه ..))

فأحتار عقلي وبدأ يضرب قلبي مبشرا لي بخبر سيئ ..

فأنهضت ابي على الفور ..

وادرت محرك السيارة .. قاصدا ومتوجها نحو المشفى ..

فهمت بالدخول له .. وأنا اشم رآئحة الموت ..

فأنتابني شعور قوي .. بأنه هناك من نالته المنية ..

فادمعت عيناي قطرتان فقط ..

وابي متعجبا .. لحالي ..

فقابلنا عمي .. وقد انهد جسده بكاءا ..

وعيناه اعتصرتا الما .. فيمسك بأبي ..

((محمد مآآتت بنتي ماتت ..))

فأخذه ابي وطلب مني ان اذهب .. لأحاور وانظر في الموضوع ..

ففاجئني الدكتور وقال .. لقد عملنا ما عملنا ولكن .. شاء الله وقدر ..

فقلت انتهت الرواية ..انتها كل شيئ ..؟

فجاوبني سنة الحياة .. والكأس كلن شاربه ..

فعدت الى وكر المشفى ..الى وهو الأستراحة ..

فقابلني ابي ومعه عمي .. الذي لم يصبح يميز ..

من كثرة البكاء .. !!

فأستبقني بسؤال .. اصحيح .. القول ..

فقاطعته مسرعا .. نالتها المنية ..

فأجهش بالبكاء .. خفية

وانا اشعر بذلك في قلبه ..

بينما .. تمنيت ان اذرف ولو دمعة واحدة ..

لكني لم استطع.. لا اعلم لماذا .. مع انه قلبي امتلأ بالبكاء ..

فلم استطع الحديث .. بل هممت بأفكار .. كانت تتدفق الى عقلي ..

كأنها يبنوع ماء ..

فقلت وحيدة عمي بين أخوانها ..

ماذا حدث ..؟ لماذا ..؟ وكيف ..؟ شاء الله وقدر ..

فأخذت عمي وذهبت به الى داره ..

فانهد قلبي .. واعتصر على حاله ..

اراه بهذه الحالة .. وانا مكتوف الأيدي ..

انعقد لساني وانعقد تفكيري ..

فإذا بي امام بيته ..

فخرج ابنه الصغير .. اين اختي يا ابي ..

فقال .. ذهبت الى خالقها ..

وهو لا يكاد يطأ على قدمية ..

فعدت ادراجي الى المشفى او المقبرة الأولية ..

فأرى ابي ينهي الإجراآت التي وكأنها في حالة خروج ..

وليست حالة وفاة ..

فلم حان وقت الصلاة ..

فإذا بالآمام يقول:~

(( الصلاة على الأطفال يرحمكم الله ..))

فاستقمت واقفا .. ناويا الصلاة ..

داعيا لها في ظهر قلب ..

فلما فرغنا من الصلاة ..

حملت على تلك السيارة البيضاء ..

التي كتب عليها .. نقل للأموات ..

وكأنها تهمهم تلك العبارة ..

فكانت اقسى علي تلك العبارة .. التي طالما شاهدتها ..

ولكن لم اشعر بها مثل اليوم ..

فأذا بي ذاهبا على قدماي ..

الى تلك الأسوار المتصعدة ..

ذات الأبواب الحديدة ..

التي تآكلت من الصدأ ..

فإذا بي ارى ابي واعمامي ..

واخوالي ايضا ..

بما اننا ابناء عم ..

فأنهد قلبي .. قبل .. ولأول مرة منذ الحادثة ذرفت عيناي ..

واجهش وجهي من البكاء ..

وانا متحسبا وصابرا .. ولكن لم استطع كتم تلك الدموع اكثر مما كتمت انفسها ..

فإذا بعمي .. يضرب على عاتقي .. ويقول ..

أين كلامك .. انت من توجهنا والآن انت من يريد التوجيه ..

الا تذكر كلامتك ..

فقلت له .. أمرء طارئ لاعزاء له ..

فقال ..كلمات .. اعادت لي رشدي .. ويقضتي ..

الله الي عطانا .. والله متا ما بغى اخذ منا ..

فجلست مراقبا من البعيد لمراسم الدفن ..

متأملا .. واقول اين بيتي ..؟ انا ..؟

ومتى يحين دوري ..؟ ومتى ارى ..بيتي انا .. قبل ام ابي ..؟

واستطردت بالأسئلة على نفسي ..

فأقول عجبا بتفاخرون بالبيوت .. وهذه هي البيوت التي تجمعهم ..

تجمع الغني بالفقير .. والمجنون بالعاقل .. والعالم بالجاهل ..

فعجبا يابن آدم تخلق من تراب .. فتعود الى التراب ..

فأنتهينا .. وفرغنا .. من مراسم الدفن والعزاء داخل المقبرة ..

وأنا ببحور(ن) من التفكير ..

فهممنا بالخروج .. ولم يلحظ احد غيابي .. لأن الجميع فاقد تفكيره ..

لأن عواطفهم هي من تتحكم بهم ..
..........

جمعنا سنرد الى ذلك المكان الموحش ذو الظلمة العتماء ..

الموحشة .. وعندها سيقابلك منكر ونكير فماذا اعددت لهم ..؟

.........
..

قد يكون الموضوع ليس على قد الطرح

وفيه ركاكه ..

لكني لست انا من كتبته ..

ولكن قلبي .. اخرج عصارته ..

وما تأزم بداخله ..

وليس لي غير بيتي الآخر ..

دعوآآتكم لعمي وزوجته بالصبر والسلوان ..

فقد حل بهم .. بلاء واختبار من الله ..

بأن اخذ غاليتهم الوحيدة بين اخوتها ..