
08/05/2010, 01:15 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 13/01/2010 المكان: الرياض و فانكوفر
مشاركات: 288
| |
بين النقد و المديح : تضيع الأوقات وتُبدد الطاقات وتوغر الصدور بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا بحث بسيط أحببت مشاركتكم به وقد يكون ثقيلاً أو خفيفاً يختلف الأمر من شخص إلى آخر ولكن عزآءي في هذا أننا نحتاجه في الوقت بالذات، والحقيقة لم أتوقع أننا سنكون بحاجة للتذكير بمثل هذه الأمور ولكن كلنا معرضون للخطأ والزلل.
... هل نعرف ما هو النقد فعلا ؟ هل نعلم ما ذا يعني النقد فعلا أم أننا ننقد لمجرد النقد فقط ليقال عنا لسننا مجاملون .. أننا ناقدون .. أم هو حب للوصاية وكأننا نحن الأوحدين في الفهم !
دون الدخول في مقدمات سأتكلم عن النقد باختصار ..
قد يرتسم في أذهاننا أن النقد لا يهتم إلا بذكر المساوئ والعيوب؛ سواء كان النقد موجه الى شخص , موضوع , لاعب , فريق .. إلخ .. وهذا الاعتقاد الخاطئ الدارج عن مفهومنا للنقد في حين أن النقد العادل هو : أن تقيم ما أمامك من عمل أو شخص ..إلخ من كل النواحي ليس سلبيا فقط .. بل و إيجابيا ايضا فتذكر العيوب وكيف يمكن تلافيها وتذكر الصواب وتشكره عليها .. هكذا يكون النقد بصورته الصحيحه ويكون مثمراً ودافعا للتطور
وهكذا يكون النقد محبوبا ومرغوبا لدى الناس .. وعلى الناقد أن يعلم أنه يعلم أنه الحكم فيجب عليه أن يتحرى الامانه ويتخلى عن العواطف إذا أراد أن ينتقد موضوعا أو شخصا .. ويبعتد كل البعد عن انفعالاته الشخصيه وتوجهاته .. كذلك عليه اختيار الوقت والظروف الصحيحه للنقد و الاسلوب المناسب ومن الممكن أن يكون النقد موجها بالاشاره وليس لزاما ان يكون موجه بلفظ صريح كما فعل صلى الله عليه وسلم مع ابن عمر رضي الله عنهما
عندما اراد ان يوجهه فقال : ( نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل ) !
وقبل هذا كله يجب أن يسأل الشخص نفسه؛ هل أمتلك مقومات وشخصية الناقد ؟
ومن أهم شروط الناقد النزاهة، والإنصاف .. فالحق والإنصاف هما جوهر النقد؛ لا مجاملة في النقد ولا مجازفة ولا تحامل أو تهريج لأنه ميزان.
... المدحُ : نقيضُ الهجاءِ ، وهو : حسن الثناء؛ الثناء باللسان على الصفات الجميلة خلقية كانت أو اختيارية.
والمدح له ضوابط فهو مُقيّد وليس مُطلَق من جهة المادح والممدوح ولست أقصد "عماد" هنا !
وأهم ضوابط المدح موافقة القول للحقيقة وهو أن يكونَ الممدوح أهلاً لما يُقال فيه ، ولا يتجاوز المادح الصفاتِ الحقيقيةَ الصادقةَ في الممدوح، التوسط في المدح وعدم المبالغة ومجاوزة الحد، الأمن من فتنة الممدوح .
فيوجد المدح المباح إذا تحققت ضوابط المدح ، فإن الممدوح لا يزداد بها إلا كمالاً ، إما بالنشاط في فعل الخير والازدياد منه ، أو بالدوام عليه . خاصة إذا كان المادح من ذوي المكانة والحكمة الذين يقدِّرون الأمور بقدرها ويحرصون على درء المفاسد وجلب المصالح؛ إذن هو ميزان أيضاً.
المدحُ المذمومُ وهو ما انعدمت فيه ضوابط المدح المباح . فانعدم فيه الصدق ، أوصاحبه النفاق ، أو اتُخِذَ مهنةً للتكسب ، وزادَ الممدوحَ بطراً وتكبراً وظلماً ورئاءً .
آفاتُ المدحِ المذمومِ :
قال الغزالي ـ رحمه الله ـ : في المدح المذموم ست آفات، أربع على المادح وهي :
1 ـ قد يفرط فيه فيذكره بما ليس فيه فيكون كاذباً .
2 ـ وقد يُظهر له من الحب ما لا يعتقده فيكون منافقاً .
3 ـ وقد يقول له ما لا يتحققه ولا سبيل إلى الإطلاع عليه فيكون مجازفاً .
4 ـ وقد يُفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق فيكون مناصراً لظالم .
وآفتان على الممدوح : ـ
1 ـ قد يُحدث فيه كبراً وإعجاباً وهما مهلكان .
2 ـ قد يفرح فيفسد عمله ، أو يفتر .
... إذن يتبين لنا أحبابي معشر الزعمآء بأن مثل هذه الأمور العظيمة التي نتصدر لها ونبحث عنها لها "ميزان" وقد تختل الموازين لأسباب كثيرة مذكورة سابقاً ومنها الإنفعال الشديد، والجهل، قصر النظر، النظرة الوقتية المحددوة، طبيعة الشخص إلخ ..
غالبية الجماهير الهلالية ولله الحمد هي جماهير متعقلّة وهذا مايظهر غالباً في منتدياتهم فغالباً ما تجد إلاّ ما يسرك من طرح وهذا يُحسب للشخصية الهلالية أولاً و للقائمين على هذه المواقع وعلى النقيض يوجد ما تشيب له الرؤوس في مواقع الأندية الأخرى، وبالتأكيد هناك من يشذ عن هذه القاعدة وهؤلاء لا يظهرون إلاّ في أوقات الفتنة بعيداً عن هذا وذاك هي تبقى حالات شاذة والشاذ لاحكم له !
أعود لما ذكرته سابقاً بخصوص الجماهير الهلالية وهو هناك عيب متأصل فينا نحن كجماهير وهو الجشع والشراهة .. نريد كل شيء وبأي ثمن كان .. ويحق لنا ذلك لأن عوامل الفوز والحصاد متوفرة ولكن لا يعني هذا أن نقرن عشقنا للكيان، واحترامنا لإدارته، وتقديرنا للاعبيه بتحصيل بطولات "شرفية" .. أو نجعل الإخفاق ذريعة للوقوع في الهلاليين.
...
الحقيقة أقولها كل منتقد ستجد له من يرد نقده عليه بمديح، وكل مادح ستجد له من يرد عليه بانتقاد .. وهات وشيل وحط .. وأنت ماتفهم وأنا أحسن واحد في العالم .. ثم قد تصل إلى السباب والشتام بين أفراد البيت الواحد .. ويشمت بنا "العدا" والخاسر في الأول والأخير هو نحن ..
أحبابي .. أرجو أن يكون هناك "ميزان" أمامنا دائماً .. نزن به الأمور .. ونضع الأشيآء في نصابها ..
الله يوفّق الجميع.
...
دعوة
إن لم تخني الذاكرة يتواجد أعضآء يتحفوننا في البطولة الآسيوية بمعلومات ثرية عن الأندية التي نواجهها .. فأتمنى من هؤلآء خاصة ومن الجماهير الهلالية الحبيبة بشكل عام أن يسعوا من الآن بتكثيف الجهود والتركيز على خصمنا في دور الستة عشر "بونديكور" وأنا متفائل جداً جداً بالفوز على خصمنا هذا، لماذا ؟ لأنه خصم قوي، ولعب منظم جماعي ومدرب عالمي وإدارة تبذل الملايين لذا سيكون الهلال بإذن الله حاضراً ..
أما الملعب فأتوقع بأن يمتلأ عن بكرة أبيه بسبعين ألف هلالي .. وأتمنى أن يتم الإستعداد لها من الآن سوآء من أعضآء الشرف أو الراعي الرسمي أو مجلس الجمهور الهلالي أو المتبرعين بتسيير الباصات من مناطق المملكة المختلفة. |