كان كماتشو لاعب الشباب السعودي محط أنظار الجميع طوال الموسم بأدائه الرائع الذي يعد استمراراً لما كان يقدمه في الهلال. وهو يعترف بأنه وجد نفسه في السعودية بعد طول معاناة، وأصبح يشعر بالسعادة والأمل بعد المشاكل والصعوبات التي واجهها في طفولته في مدينته ريو دي جانيرو. فلقد تطور كماتشو مثلما تطورت كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة، رغم أنه ما زال ينقصها بعض الأشياء لتخطو خطوات أكبر. وفي هذا الصدد يشير لاعب الشباب إلى المدرب البلجيكي للهلال إيريك جيريتس الذي فرض النظام والانضباط وقواعد الاحتراف منذ توليه مهام منصبه، مثلما تحدث حصرياً مع "سوبر" عن أمور أخرى كثيرة. وفي ما يأتي نص الحوار:
** ما تقييمك الشخصي للموسم المنتهي؟
بالنسبة لي كان موسماً جيداً، ليست لدي أي شكوى من أي شيء، فالأمور سارت على ما يرام، أعتقد أن شهرتي قد زادت في هذه المنطقة، وأحمد الله أنني حافظت على اسمي وعلى مستواي.
** بدأ الشباب الموسم بداية قوية ثم تعثر.. ما السبب؟
ما تقوله صحيح، فقد كانت البداية مبشرة وواعدة بدرجة كبيرة، ولكننا عانينا بعد ذلك من الإصابات الكثيرة، وللأسف فقد خسرنا جهود عدد من أبرز لاعبينا، وصادفنا سوء حظ أدى إلى سلسلة من النتائج السيئة التي زادت من معاناتنا ، وأثرت على أدائنا.
** ما هو انطباعك عن المدرب جيمي باتشيكو، وما السبب الحقيقي لرحيله عن الشباب؟
أعتقد أنه مدرب جيد، وإنسان رائع أيضاً، ولكن كما قلت فإن الإصابات أثرت على المستوى الفني للفريق. كانت مجموعة اللاعبين في النادي جيدة ومتوازنة, عندما تفقد لاعبين أو ثلاثة فمن الممكن أن تجد البديل المناسب لهم الذي يتوافر فيه الحد الأدنى من المطلوب ، ولكن ماذا تفعل إذا أصيب فجأة ستة أو سبعة لاعبين من أعمدة الفريق؟ هذا ما ضاعف من أزمتنا، لأننا افتقدنا جهودهم في وقت صعب. هذا ما تعرض له فريقنا هذا الموسم ، فقد واجهتنا عقبات كثيرة تؤثر في أي فريق، لذلك كان من الصعب الحفاظ على المستوى أو النتائج . وإذا لم تخني ذاكرتي، فإننا في سبع مباريات خسرنا أربعة منها وتعادلنا في واحدة، مما أدى إلى رحيل المدرب.
** هل كان من المستحيل منافسة الهلال على اللقب؟
فريقنا كان قوياً للغاية، ولكن مشكلتنا لم تكن مع الهلال أو الفرق القوية.نظرياً فإننا لم نكن نعاني من أية مشكلة أو صعوبة في مواجهتهم. مشكلتنا الأساسية مع الفرق الصغيرة وليست الكبيرة.
لقد قاتلنا في معظم مباريات البطولة وخاصة مع المنافسين على اللقب، وعلى سبيل المثال فإننا تعادلنا مع الهلال2/2 في مباراتنا في الدور الأول، وهي المباراة التي أصبت فيها، وأصيب فيها أيضاً عدد من زملائي( أحرز كماتشو في تلك المباراة هدفين). كما أننا لعبنا بصورة رائعة مع فرق المقدمة الأخرى مثل النصر والإتحاد، وكنا أكثر من ند لهم.
** لعبت في فريقين كبيرين هما الهلال والشباب، ما هو الفرق بينهما؟
الفروق قليلة للغاية، فهما فريقان قويان كما قلت، وهما يضمان مجموعة كبيرة من اللاعبين البارزين، ولكن الفارق في حجم الشعبية، فالهلال يتمتع بشعبية أكبر، وذلك يخلق نوعاً من الضغط على اللاعبين، ولكنه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي أيضاً.
إذ تقف تلك الجماهير بجانب فريقها وتسانده وقت الحاجة، مما يخلق الحافز لدى اللاعبين ويدفعهم لبذل أقصى جهدهم. وأعتقد أنه من المهم جداً للاعب أن يشعر بتشجيع الجمهور وحبهم له.
الشباب أيضاً يقع تحت نفس الضغط، ولكنه غير ملحوظ بنفس الدرجة لأن شعبيته أقل من الهلال نسبياً، هناك ضغط ولكن من بعض أفراد الإدارة.
** قضيت حتى الآن سبع سنوات في منطقة الخليج، بعيداً عن البرازيل ، هل يمكن أن نقول إنك تشعر بالسعادة هنا؟
نعم بكل تأكيد.لقد واجهت في البداية صعوبة في التكيف والتأقلم ، ولكنني الآن على خير مايرام. لقد بدأت اندمج إجتماعياً، وأصبح لي كثير من الأصدقاء، والحياة هنا جميلة سهلة.
** هل تعيش مع أسرتك؟
يعيش معي أخي، ولكن هناك برازيليين كثيرين في المنطقة.
** وهل تستمتع بحفلات الشواء؟
بالطبع أستمتع بالشواء كثيراً، كما ألعب الورق أيضاً، وأنا الآن عائد لمنزلي بصحبة عدد من أصدقائي لنلعب هناك.
** هل صحيح أنك تلقيت هدايا عديدة في السعودية؟
هذا صحيح، ولكن معظمها عندما كنت ألعب في الهلال، لأن هناك عدداً كبيراً من الأمراء يشجعونه.كنت أتلقى دائماً هدايا عندما أحرز هدفاً جميلاً، أو عندما نفوز بالبطولة. وعندما تزوجت تلقيت هدايا كثيرة لزوجتي مثل عقود وساعات.
** في العام الماضي أحرزت للشباب هدفين في مرمى الهلال، هل كان لهما طعم خاص؟
اللعب ضد النادي السابق له دائماً طعم مختلف،ولكني ما زلت أحتفظ بذكريات طيبة عن الفترة التي لعبت فيها للهلال، ولا أشعر بأي حزن أو مرارة تجاه النادي . لقد كنت مدللاً هناك، وعندما ألتقي مشجعي الهلال في الشارع أشعر أنهم مازالوا يحبونني، ويحملون لي معزة خاصة، وهم يطالبونني بالعودة لناديهم، وهذا يسعدني.
** ماذا بالنسبة لعقدك مع الشباب ؟
مازال يتبقى في العقد موسم آخر.
** وهل تتمنى تجديده، ماهي الاحتمالات الأخرى؟
أعتقد أنهم يفكرون في التجديد لي، وأنا أشعر حقيقة بالراحة هنا في الشباب. أشعر بمحبة رئيس النادي والمشجعين، وأحس حقيقة أنني في بيتي. مازال هناك عام آخر، وعندما ينتهي سأفكر في الخطوة المقبلة. ولكن كل شيء يعتمد على العروض التي سأتلقاها حينذاك، ربما ألعب في الإمارات أو قطر،وحقيقة أشعر أنني بحاجة لقضاء ثلاث سنوات أخرى في تلك المنطقة.
** بعد ست سنوات في السعودية وسنة في قطر، كسبت خلالها أموالاً ، هل هناك تناقض حاد بين الحاضر والماضي؟ كيف كانت طفولتك في ريو دي جانيرو؟
لقد عانيت من الفقر في طفولتي، ولكنني لم أعاني أبداً من الجوع.كان الطعام متوفراً دائماً على المائدة ، ولكن الحياة كانت صعبة ، كنت أستقل الحافلة( الباص) لكي أذهب للتمرين، وكنت مثل معظم البرازيليين وقتها أعاني بشدة وأواجه صعوبات كثيرة. الآن أستطيع أن أقول إنني كسبت كثيراً من كرة القدم ، ولكني لايمكن أن أنسى أبداً تلك الأيام الصعبة.
** هل تعلم أن لويز فيليب سكولاري درب الشباب من قبل، وكانت تلك أول تجربة له خارج البرازيل؟
لقد اكتشفت ذلك مؤخراً ، أخبرني بذلك زملائي، في أحد الأيام لعبت في أوزبكستان ليس مع فريقه(بونيودكور) ولكن مع بختاكور، وهو أيضاً من طشقند ، وذلك فى دوري أبطال آسيا، وقابلت سكولاري في المطار، وتحدثنا يومها كثيراً ولاحظت أنه ما زال يذكر أشخاصاً كثيرين في الشباب.
** مادمت تحدثت عن دوري أبطال آسيا، ما هي فرص الشباب وخاصة في المباراة القادمة ضد الاستقلال؟
ستكون مباراة صعبة، ولكننا نمر بمرحلة عالية من التركيز، سنلعب على أرضنا، وكل الظروف مهيأة لنا لكي نكسب المباراة، بغض النظر عن المنافس الذي نحترمه كثيراً.
الاستقلال حقق المركز الثاني في المجموعة، ولكنه فريق قوي.
** ما هي انطباعاتك عن الكرة السعودية؟
أشعر أن هناك تطوراً ملموساً، فاللاعبون والمدربون الأجانب ساهموا في ترسيخ الانضباط والنظام، وهو ما كان المشكلة الرئيسية في السعودية. هناك التزام دقيق بمواعيد التدريب، وحرص على التدريب بقوة، وبالتأكيد فإن الأمور تحسنت كثيراً مقارنة بما كانت عليه في بداية لعبي هنا،ولكن ما زال أمامها بعض الخطوات لكي تصل إلى المستوى الأوروبي، أو البرازيل على سبيل المثال.
بالنسبة للبنية الأساسية والملاعب وأساليب التدريب وأحوال اللاعبين فهي على أفضل ما يكون، وإذا استمروا في إحضار الأشخاص المناسبين من لاعبين ومدربين فإنهم سيتطورون بسرعة أكبر.
والهلال على سبيل المثال لديه مدرب رائع، فقد استطاع إيريك جيريتس فرض درجة عالية من الانضباط والاحترافية. أعرف ذلك لأن لي صديق في الهلال هو ثياجو نيفيز وهو الذي أخبرني بذلك، وبفضل ذلك الانضباط استطاع الهلال الفوز بالبطولات في الموسم الحالي، وهذا هو الطريق والأسلوب الأمثل لمن يريد أن ينجح، الانضباط والالتزام وروح الاحتراف هي مفاتيح النجاح والبطولات.
** ألا تشعر أن التوقفات الكثيرة للبطولة تؤثر عليها بالسلب؟
هذه واحدة من الصعوبات التي نواجهها وخاصة في الفترة مابين أغسطس وديسمبر.فنحن نلعب يوماً ثم قد نتوقف عن اللعب لمدة 15 يوماً ، ثم نضطر للعب مباراتين أو ثلاثة في الأسبوع، وهو أمر يبعث على الملل، وينبغي أن تتحسن الأمور في تلك النقطة.
** ما رأيك كلاعب محترف في تزايد حالات المنشطات في كرة القدم؟
هنا، بعكس أوروبا والبرازيل، نادراً مايتم التوعية بخطر المنشطات، أو اجراء الاختبارات ، وذلك أمر هام للرياضي، وبالنسبة لي أتمنى أن أجري ذلك الاختبار يومياً، لا أدري شيئاً عن ذلك ، وليست لدي معلومات عن وجود حالات عديدة، ولكني سمعت عن لاعب مصري استأنف ضد قرار إيقافه بسبب المنشطات.
** ماتعليقك عن غياب السعودية عن كأس العالم بعد المشاركة فى البطولات الخمس الماضية؟
موقف حزين بلاشك ، ولكن ذلك حدث لأننا خسرنا على أرضنا. المنتخب السعودي قوي ويضم لاعبين أكفاء، وكان يجب أن يشارك في كأس العالم.لقد شعرت بالحزن لأني أعرف هؤلاء اللاعبين جيداً، وأتمنى أن تتطور الكرة السعودية وتشارك في البطولة القادمة.
** هل تعتقد أن البرازيل هي المرشح الأول للبطولة؟
نعم البرازيل وأسبانيا
الوضع العادي
