بسم الله الرحمن الرحيم

،،، ،،، ،،،
،،،

بما أن الحديث عن العقوق ، فباختصار شديد العقوق هو سلب الحقوق ، فكما نعلم أن ديننا الحنيف حذر من عقوق الوالدين – الذي نسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من البارين لوالديهم ويجنبنا جميعاً عقوق الوالدين ، و قد ورد الحث على بر الوالدين في القرآن والسنة ، وليس أكبر من قوله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ... الآية ) حيث قرن الله بين الأمر بتوحيده وبين بر الوالدين دلالة على أهمية بر الوالدين ..

:
،
.


بفضل الله تأهل الهلال لدور الستة عشر في دوري أبطال آسيا ، ولا غرابة في ذلك فهذا كان متوقعاً عطفاً على المستويات الكبيرة التي قدمها الفريق الأزرق هذا الموسم في دوري زين ، وتحطيمه للأرقام القياسية ، وكذلك حصوله على اللقب الثاني هذا الموسم وهو بطولة كاس ولي العهد .. ولكن هل هذا كافي لتجاوز دور الستة عشر في دوري أبطال آسيا ؟؟ ..

قبل أن أجيب على هذا السؤال المهم .. هناك تساؤلات "أهم" تطرح نفسها وبقوة ..و هي :

هل الأرض ترشح صاحبها لدور الثمانية ؟؟
و إذا كان الهلال يرغب في لعب النهائي في طوكيو ، فكيف يخشى اللعب خارج أرضه في دور الستة عشر ؟؟
علماً بأن مباراة دور الستة عشر هي مباراة تماثل في أهميتها المباراة النهائية في طوكيو فهي مباراة واحدة لا تحتمل التعويض ..

.

وقبل الإجابة على هذا السؤال أو ذاك هذه إحصائية لما حصل لأصحاب الأرض في البطولة الماضية التي بدأ فيها تطبيق مبدأ الأرض لمصلحة المتصدر ، ولننظر سوياً لما أل إليه مصير أصحاب الأرض من عقوق أرضهم !! :

1- في مباريات دور الستة عشر في بطولة 2009 لعبت بالطبع ثمان مباريات انتهت بخسارة خمسة من أصحاب الأرض من أصل ثمانية !!

2- نتائج أصحاب الأرض الخاسرة هي كالتالي :
أ- خسارة الهلال من أم صلال
ب - خسارة بيروزي من بونيودكور
ج – خسارة الاتفاق من باختكور
د – خسارة كاشيما انتلرز الياباني من سيئول الكوري
هـ - خسارة جامبا أوساكا من كاواساكي فرونتالي


3- مما سبق نستنتج أن نسبة فوز أصحاب الأرض هي : 37.5 % فقط و خسارة أصحاب الأرض تعادل 62.5 % !!

4- بلغت نسبة الخسارة لأصحاب الأرض في غرب آسيا نسبة 75 % !!

5- بقية الثلاث فرق الفائزة من أصحاب الأرض كان فوزها بفارق هدف واحد فقط باستثناء بطل المسابقة بوهانج ستيلرز الذي فاز بستة أهداف نظيفة !!

6- مما سبق نصل إلى نتيجة مهمة وهي أن الركون للأرض قد يكلف الفريق الكثير ، وهذا ما حصل مع أغلب تلك الفرق التي ظن لاعبوها و جماهيرها أن فوزهم محقق بحكم أنهم يلعبون على أرضهم فكانت العواقب وخيمة والخسارة مريرة في معقل الأحباب !!

7- يصاب بعض الفرق بالتراخي الفسيولوجي الطبيعي نتيجة لميزة الأرض الوهمية .. باعتبار أن من يرغب في آسيا لا يضيره لو لعب خارج أرضه كونه في الأخير سيلعب النهائي في طوكيو ..

.

** ملاحظة هامة :: أنا هنا لا أقفل جانب مهم كميزة تفضيلية للعب على أرضك ، وهي الخروج من مسألة مشقة وعنا السفر فقط ، والتفرغ لإعداد الفريق من النواحي الفنية ، مع ميزة أخرى نسبية وهي تواجد الجمهور على افتراض امتلاء الملعب بسبعين ألف متفرج من الجمهور الإيجابي الفعال طوال وقت المباراة ..

** يفرح الفريق صاحب الأرض بتلك الميزة فينسى الإعداد النفسي المهم للفريق ..

** تعمدت عدم التطرق لهذا الموضوع .. والحديث عن عقوق الأرض إلا بعد أن ضمن الهلال المركز الأول .. حتى لا يفهم من حديثي هو المطالبة بالتخاذل عن المركز الأول .. والاكتفاء بالمركز الثاني .. ولكن ذكرته من باب التحذير من الركون للأرض التي قد لا ترحم أصحابها .. بل أنها قد تكون ناراً تلظى .. و كثير من الشواهد تؤكد ذلك .. علماً بأن هذا الأمر كان يقلقني كثيراً من قبل بدء البطولة ولكني أرجأته لحينه .. و حتى لا نقع في نفس الخطأ ، ونخسر آسيا بسبب خسارة مباراة ، ولعل ما زاد من قلقي هو تصريح الأسطورة سامي الجابر حيث قال في تصريح له بعد مباراة الأهلي الإماراتي :



لاحظتم ما كتب باللون الأحمر ، مع علمي وثقتي بسامي الجابر من يوم كان لاعباً ، حيث كان لاعب حسم خارج الأرض وداخلها فسامي الجابر يملك الخبرة الكافية في هذا المجال .. لكن حديثه هذا ، وحديث رئيس الهلال أو غيرهما من أصحاب القرار قد يفهم منه اللاعبين أن الأرض ستتعاطف مع أصحابها .. فأرجو تهيئة الفريق نفسياً لمثل تلك الأمور ، ولعب مباراة دور الستة عشر على أنها مباراة تتكافئ فيها الفرص للطرفين ..


كل ذلك أكد لي ضرورة التنبيه من الوقوع في فخ .. عقوق الأرض .. الذي تنصبه آسيا باقتدار وجدارة لأصحاب الصدارة دون هوادة ..


** عقوق الأرض .. هو موضوع يؤكد أهمية وجود أخصائي أو خبير في الشؤون النفسية مع الفريق بحيث يملك إلمام واسع بخبرة ميدانية .. حتى يجير الأفضلية الموجودة لفريق ما لصالحه بحيث لا تشكل ضغطاً وحاجزاً نفسياً سلبياً على صاحب تلك الأفضلية .. وهذا ما يهتم به أكبر الفرق الأوروبية العريقة .. بل أن الاهتمام باختيار مثل ذاك الجهاز يعادل الاهتمام بمدير الفريق الفني !!


** ذكرى الأطلال تتجدد .. فالحذر الحذر من عقوق الأرض .. و من يرغب في الوصول لطوكيو لا يهتم لو كانت المباراة في كابول !!

.

[ دور الجمهور في حرب عقوق الأرض ]

هنا نصل للحلقة المفقودة وهي الجمهور ثم الجمهور ثم الجمهور .. أعزائي جماهير نادي الهلال .. إن حضوركم وبكثافة هو السلاح الوحيد لصاحب الأرض الهلال .. فإذا ما تواجدت الجماهير وملئت أرجاء الملعب فإن الأرض ستغني نشيداً أزرقاًً بديعاً ، وستبرق القيوم البيضاء ، وستهطل الأهداف الزرقاء بغزارة المطر ، وسيفيض الماء ليكون الموج الأزرق ، الذي سيغطي آسيا بالزرقة اللامعة .. هل تذكرون بطل الأفرواسيوية الترجي ، وكيف هزمه الهلال بقيادة النمر يوسف الثنيان صاحب أكبر فلسفة كروية في آسيا ، هل تذكرون ما فعله الذئب سامي الجابر عندما جندل الدفاع وعطل الكمبيوتر الياباني!! أنتم سبب مباشر في كل ذاك الإبداع الذي سطره اللاعبون .. وهناك الكثير من الإبداعات التي لا يسع المجال لطرحها .. فهل أنتم جاهزون ..

**للتأكيد على أهمية الحضور الجماهيري ، يؤكد الخبراء أن نسبة ما يحصل عليه اللاعب من فارق في الأداء عند تناوله للمنشطات هي نسبة لا تتجاوز 20% فقط ، و إن الحماس الجماهيري يولد طاقة لدى اللاعب تلهب حماسه ونشاطه أكثر مما تفعله المنشطات !!

.

[ مليار دعوة حضور ]

هل يحتاج من يعشق الهلال لدعوه ؟؟ هل ننتظر أن يخرج علينا رئيس نادي الهلال في كل القنوات حتى نحضر للملعب ؟؟ إن خروج رئيس نادي الهلال على أي قناة تلفزيونية لن يكلفه سوى بضع دقائق ، و لكن ما فعله سمو الأمير لدعوتكم هو أكبر من ذلك ، فقد دفع ملايين الريالات لم يسبق وأن دفعت لنادي سعودي على مر التاريخ ، إن ما بذله سمو الأمير من جهد ومال يعادل عندي مليار دعوة حضور ، فما أسهل ما يفعله عشاق السماعة من الميول الصفراء ، من "هياط" ، ولكن الرجال أمثال سمو رئيس نادي الهلال تتحدث عنهم أفعالهم ..

[ خارج النص ]

** أخيراً .. هل أدركتم أعزائي بعد رد الفيفا على أحداث مباراة "زعبيل" .. أن حديث سمو رئيس نادي الهلال كله حكمه .. لا أبالغ إن قلت أن هناك حكم أخرى .. لكن كما قيل ، ما كل ما يعلم يقال ..

** بخصوص نصر زعبيل ذكر أحد الأصدقاء أنه كان يتمنى أن يأمر الفيفا بإقامة مباراة فاصلة !! ، فسألته لماذا ؟؟ فقال : هل تظن بأنهم سيستطيعون خوض معركة "زعبيل" مرة أخرى ، قلت له : قد يفعلونها ، فهم لا يدركون عواقب الأمور ، فقال ضاحكاً : إن فعلوها فسوف تتكرر "الزعبلة" من جديد!! ، قلت وما هي "الزعبلة" ؟؟ ، قال : كل ما يفعلونه يسمى كذلك !!