[ حكايات من ديربي الرياض ] للكاتب الكويتي " غازي شريف " - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

[الزعيم 2008] · #1 10/02/2010, 05:35 AM

حكايات من «ديربي الرياض»

غازي شريف : جريدة النهار
[email protected]

ستاد الملك فهد سيشهد الليلة فصلاً جديداً من الصراع بين الهلال والنصر

تقاس شعبية الأندية بعدد الجماهير التي تؤازر الفريق في كل أنحاء العالم، لذلك يعتبر دربي الرياض
الذي يجمع النصر والهلال الليلة على ستاد الملك فهد في ربع النهائي كأس ولي العهد السعودي الأشهر في منطقة الخليج.

وتمثل لقاءات عملاقي الرياض جزءا كبيرا من تاريخ الرياضة السعودية، وتطغى أحداث الدربي على جميع فئات المجتمع، كما ساهم انتشار الانترنت في اتساع رقعة الدربي وأصبحت المنتديات ساحة لصراعات المعسكرين، فتجد الأجواء متوترة من خلال التحديات وتبادل الاتهامات قبل انطلاق المباراة، فيما يتفرغ أنصار الفريق الفائز الى اطلاق «النكت» والسخرية من المهزوم بعد نهاية اللقاء. ويقول قائد الهلال صالح النعيمة ان الدربي يحمل معاني كبيرة لايمكن حصرها في 22 لاعبا يركضون خلف كرة لمدة تسعين دقيقة، لأن الرياض تصبح شبه خاوية عندما يلعب الكبيران في قمة القمم. ويضيف النعيمة في اتصاله الهاتفي أجرته معه «النهار»: الدربي لا يخضع لأي مقاييس منطقية فكثيرا ما نشاهد الفريق الأكثر جهوزية يتعرض لانهيار مفاجئ في المباراة ويخسر كل شيء». ويرى النعيمة ان أجواء الدربي باتت أكثر توترا وعنفا من السابق بسبب آفة التعصب التي بدأت تفتك بالجماهير خصوصا بعد انتشار المنتديات الالكترونية التي تتيح أمام الجميع الحديث دون رقابة أو محاذير، الأمر الذي أسهم في زيادة حالة الاحتقان بين الجماهير.

وتوقع النعيمة ان تنتهي قمة الليلة بفوز الهلال لأسباب عدة أهمها فوز الفريق قبل مدة قصيرة بلقب الدوري ووصول اللاعبين الى درجة كبيرة من التفاهم، بالاضافة الى رغبتهم الكبيرة في تعويض الهزيمة أمام النصر في الدوري 1 2.

ويصف النعيمة لقاءات الدربي بأنها الأروع له طيلة مشواره مع نادي القرن الآسيوي لأنه يستمتع كثيرا عندما يلعب أمام منافس كبير يضم في صفوفه عناصر مميزة. ويقول النعيمة انه مر بعدد من المواقف الطريفة خلال مواجهات الهلال والنصر لكن يبقى ما حدث بينه وبين الثنيان في أول دربي يخوضانه معاً في بداية الثمانينيات الأبرز في ذاكرته وذلك عندما صرخ بصوت عال على الثنيان الذي لا يحب تلقي الأوامر، فغضب الأخير ووضع يديه على خصره ولم يتحرك لمدة 10 دقائق الى أن انتهى الشوط الأول.

وأضاف: «اجتمعت معه بين الشوطين وأوضحت له دوري كقائد فتفهم ذلك، وأطرب الحضور في الشوط الثاني و«هد» الملعب بتحركاته». مشاغبات الثنيان طالت لاعبي النصر حتى وهو خارج الملعب، فقد علق وهو محلل لأحد لقاءات الدربي عندما تخطى ياسر القحطاني حارس النصر محمد خوجلي بعبارة: «خوجلي جالس يدور على مفاتيحه».

وأوضح قائد الهلال السابق أن حادثة سقوط النجم ماجد عبدالله هي الأكثر رعبا طيلة لقاءات الدربي التي وجد بها في الملعب وقال النعيمة الذي كان وقتها مديرا لفريق الهلال: «لم أتمالك نفسي وأنا أشاهد ماجد طريحا على الأرض دون حراك، فركضت أنا والجهاز الطبي في الهلال بلا شعور صوب أبوعبد الله». وأضاف: «قمت أنا والطبيب بيرلمبوكو بفتح فم ماجد بكل ما أوتينا من قوة لدرجة أن أسنانه طبعت على يدي ، ولحسن الحظ ان بيرلمبوكو كان لديه ملقطا طويلا استطعنا بواسطته سحب لسان ماجد من الحلقوم».

وتابع: «شهق ماجد شهقة قوية أرعبت كل من حوله، الا أن بيرلمبوكو طمأننا عندما صاح الحمدالله». وتعيش الأسر التي تضم مشجعين من الطرفين أوقاتاً عصيبة بسبب رفض الأبناء مبدأ الهزيمة، في حين يعيش الابن الذي يخالف ميول والده ساعات من الاضطهاد الاجباري.

خصوصا اذا فاز فريقه. وعاتبت الجماهير النصراوية بشدة نجمها السابق محيسن الجمعان لتسجيل ولده عبدالعزيز في صفوف ناشئين الهلال بعد تألق «عزوز» في دورة الاتصالات السعودية. وتبقى تصريحات الرئيس الراحل للنصر الأمير عبدالرحمن بن سعود فاكهة «الدربي» ومواقف يوسف الثنيان المضحكة وقفزات ماجد عبدالله العالية وروح صالح النعيمة القتالية
و«سحبات» فهد الغشيان جزءا مهما من هوية الدربي لا يمكن تجاهله اطلاقاً.

فاستراحة الثمامة أصبحت المكان المفضل لجماهير الفريق الأزرق للاحتفال بهزيمة «العالمي» عقب تصريح الأمير عبدالرحمن في العام 2000 قبل لقاء الفريقين في نهائي كأس الكؤوس العربية الذي توج به الهلال، عندما قال: «أنصح جماهير الهلال بالتوجه الى منتجع الثمامة للاستمتاع بالأجواء الربيعية وعدم الحضور للملعب لأن اللقاء محسوم للنصر»!.

في حين يبقى التصريح الأشهر لرئيس الهلال الراحل الأمير عبدالله بن سعد بعد لقاءات النصر والهلال الثلاثة في العام 1993 والتي انتهت بفوز الأخير 3-2، 4-1 و 3-0 عندما قال: «المنافسة بين الهلال والنصر انتهت، فقد سجلنا في مرماهم 10 أهداف في 3 لقاءات». كما أن أحداً لا ينسى احتجاج الأمير عبدالرحمن على أحد الحكام واتهامه بالانحياز للخصم لمجرد أنه لعب لفريق ناشئي الكرة الطائرة في الهلال، في حين تتذكر جماهير الهلال جيداً الموقف الصعب الذي تعرض له فريقها قبل مواجهة النصر في نهائي كأس الملك عام 1989 (فاز فيه الهلال 3-1) عندما تعطلت حافلة الفريق وهي في طريقها الى الملعب قبل أن يقوم الأمير عبدالله بن سعد بايقاف احدى الحافلات والتحدث مع الركاب وشرح الموقف لهم، ليتفهموا ذلك ويسمحوا للفريق باستغلال الحافلة حيث وصلوا الى الملعب قبل بداية المباراة بــ 45 دقيقة فقط.

تحياتي للجميع وبالتوفيق لـ نادي القرن الآسيوي