الرباط المقدس
 

يعد أهم قرارين في
حياة الإنسان قرار العمل وقرار اختيار شريك حياتك نصفك الآخر من يعينك في إكمال حياتك الطبيعية كأي كائن ينبض بالحياة ترتكز حياته على المأكل والمشرب والمسكن والتكاثر ..

لبناء أي صرح في هذه الحياة نحتاج الى قاعدة ثابتة وعناصر قيمة فما بالنا إذا جئنا لنبني صرح الأسرة أول لبنة في المجتمع ليصلح المجتمع


لنتعرف على هذه العناصر وحتما سيتعرف كلا منا اننا لبناء صرح الأسرة لانستطيع أن نتخلى عن أي ضلع من هذه الأضلاع الثلاثة التي تكون لدينا مثلث متطابق الأضلاع يتميز بالاتزان والمساوة الاوهي :-

العين – العقل – العاطفة

متى ما تم الاختيار على هذه الأسس بإذن الله ستكون لبنة الأساس قوية ومتى ما تم اختيار احدهما أو اثنين منهما دون الثالث لن يكون الاختيار موفق وحتما سيكون لهذا البناء تبيعات منقصة في هذه الحياة مثلا :-

العين*لو اعتمدنا على العين فالجمال لايعد مقياس بالدرجة الأولى ولكن يعدل ثلث العلاقة والشكل المقبول أمر ضروري لابد من أخذه في الاعتبار وهو متفاوت من شخص لآخر يقال أن الجمال الفاتن مع مضي الوقت يُتعود عليه ولكن يستمر الجمال الفاتن إذا كان يميزه تقوى وحسن تدبير وعمل جميل يدعم هذا الجمال

العقل** وهذا هو الثلث الثاني حيث من الصعب أن تكمل حياتك مع آخر مختلف عنك في التفكير والذي يظهر جليا في حسن التصرف في مواقف الحياة

العاطفة***حيث تدخل تحت القبول الأولي وتظهر في المعاملة الحسنة الذي ينتج عنها راحة وطمأنينة تتفوق على إحساس الخوف والخجل الطبيعي فلا يمكن أن تكتمل الحياة مع نصف معروف بالعقل الراجح والجمال الفاتن ولكن لايشعر تجاه بالعاطفة

^^مايفيد شخص صاحب عقل وتفكير ومراتب عليا ولكن لديه نظرة استصغار للأخر^^
^^^مايفيد شخص صاحب جمال وذوق عالي لكن ساذج ^^^
^^^^مايفيد شخص صاحب عاطفة جياشة ولا كن ضعيف الشخصية ليس لديه كنترول على عاطفته^^^^


متى ماتم الاختيار على أساس المثلث الماضي بإذن الله سيصل إلى جوهر الحياة الإنسانية والتي يكمل جوهرها في **المودة والرحمة ** اللتان تحفهما السكن والسكون بمعانيه المادية والمعنوية


من الضروري ان يحدد الطرفان سبب احتياجهم لهذا الرباط المقدس ليكملا نقص بعضهما البعض في وقت مبكر بدل الاكتشافات المتأخرة فالبعض يرتبط من اجل الاستقرار – تكوين أسرة سعيدة مستقلة به –المصلحة -العفاف–سنة الحياة – نصف الدين – الفطرة - من اجل البنوة


""إني مباهٍ بكم الأمم ""

فكل من يقدم على قرار الارتباط يبحث على التماثل أو التكامل فالتماثل يوصل للتوافق الأكثر على سبيل المثال" التقارب في العمر –الثقافة –العقيدة –الحس – مقدار التواصل الاجتماعي –الجاذبية في ا لشكل –تحمل المسؤولية ...


على كل من يقدم على اتخاذ القرار أن ينتبه بأن لا يكون بيته مستقبلا كبيت العنكبوت رقيق قابل للتمزيق لا يحمي داخله مفضوح كاشف لمن في الخارج لأنه نموذج فاشل قابل للهدم ولا يكمن سر ضعفه في خيوطه بينما السر في بعد أفراده عن الأسس السامية الأساسية في بناء الحياة لم تبني حياتهما لا على التماثل ولا على التكامل


حيث التكامل في ان يجد الواحد في نصفه الآخر تكملة له لبنيان قاعدة ثابتة يحاول فيها كلاهما غض الطرف عن السلبيات ودعم الايجابيات التى بداخل كل واحد منهما ^ ^ لأن كلاهما إنسان له ماله وعليه ماعليه فإن أردت صلاح نصفك الآخر أصلح أنت أولا ما بينك وبين الله ^^


فالإنسان الذي يريد العيش بما يرضي الله سيعيش في مساحة الخير التي في الطرف الآخر وحتما ستتلاشى السلبيات متى مالعب كل منهما دوره في الحياة بشكل صحيح
و متى ماترفعا وكان جل اهتمامهما دعم الايجابيات بكل ماتحتاجه هذا كله من اجل بناء أسرة رائعة مترابطة مستقرة


اطرح بين يديكم أطروحة الثلاث تاءات في الحياة الزوجية كما علمنا اياها " أ جاسم المطوع حفظه الله :-

التاء الأولى :-
تاء التعارف وهذه تكون من السنة الأولى وحتى الثالثة يتم فيها اكتشاف الأخر


التاء الثانية :-ت
اء التآلف وهذه تكون من بعد السنة الثالثة وحتى الخامسة يتم فيها تعود كلا الطرفين على بعضهما البعض حيث تزداد في هذه المرحلة المحبة والألفة بينهما

التاء الثالثة :-
تاء التكافل وهذه تكون بعد السنة الخامسة حيث يفترض في هذه المرحلة ان تكون حياتهما انتهت من مرحلة التعارف والتآلف حتى إنهم لا يستغنون عن بعضهم البعض وفي هذه المرحلة يغلب الفهم بدلا من التعبيرات والتعليمات اللغوية حيث تعدت حياتهم مساحة الصوت والصورة وبدأت في طورها الحسي تارة بالنظرة وأخرى بالمشاعر ويصبحا جسدان بروح واحدة


اذا ً..*.. التعامل في الحياة الزوجية فن راقي يحتاج إلى فن القيادة تارة بالمرونة وأخرى بالسيطرة عندما يحتاج الموقف كما أنها تحتاج دوما إلى التجديد واحترام الآراء وأسس الاتفاق

والدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة ولا يكتمل هذا الصلاح الا في وجود صاحب الخلق والدين معا
فزوجة صالحة وزوج طالح= ارتباط ناقص &وزوج صالح وزوجة طالحة =ارتباط ناقص

ولا حاجة للمجتمع في إبقاء بيوت قائمة شكلا يراها صاحب البصر بينما تعاني من الطلاق العاطفي مراعين فيه البرستيج الاجتماعي

لا يعلم هؤلاء إن استمرار الحياة في كيان حائطي مادي ولكن يعاني من الطلاق العاطفي ينتج لنا أجيالا سقيمة منكسرة نفسا وروحا وبدل ان يتخذ اا قرار الانفصال لأنه لايوجد أي توافق بينهما يستمران في هذه الحياة ويتعاونان في إخراج أكثر من نفس مريضة في السلوك والطباع

لا اعلم لما يتناسى الكثير في مجتمعاتنا العربية أن الانفصال الحقيقي في بعض الحالات يعتبر حل جذري بإذن الله لكل المشاكل لماذا المجتمع يحاسب المطلقة حسابا عسيرا وكأن بها مرضاً معديا بينما في عهد الحبيب والصحابة كانت أي امرأة بمجرد انتهاء عدتها مطلقة او أرملة ايا كان وضعها
تجد من يتقدم لخطبتها وكذلك الرجل لا يجد عثرات أمامه فالحياة بسيطة ولا تحتاج كل هذه العقد التي ما أنزل الله بها من سلطان وحتما سيغني الله كلا من فضله ..
نهايةًً لا يسعني إلا أن اختم وأقول إن الحياة الزوجية لها ثلاثة أبواب للدخول آلا وهي:--

>>>>>>>المودة والرحمة والمعروف >>>>>>>

**فحينما يتعذر مجرى الحياة يكون الإحسان ((أو تسريحُُ بإحسان ))**


^^ ومن أدب الاختلاف ((ولا تنسوا الفضل بينكم ))
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)