| في تصفيات إفريقيا لكأس العالم
منتخب مصر يهدر فرصة تصدير العقدة للمغرب.. بـ6 أهداف ضائعة!
ضربة رأس أحمد حسام في العارضة
كانت إشارة مبكرة.. لجهد الجنرال حظ المغربي!
---------------------------------------------------------------------
بقلم : حسن المستكاوي
-------------------------------
هدف واحد من أية فرصة لاحت للمنتخب الوطني في مواجهته مع المغرب, كان كافيا وكفيلا, بإيقاف الحساب العسير للنفس, الذي سيدور الان, عقب انتهاء المباراة بالتعادل السلبي!
والواقع أنه عندما ردت كرة احمد حسام من العارضة المغربية في بداية مباراة أمس, المثيرة, شعرت أن الحظ والتوفيق, وكل عائلة المرادفات لهذه الكلمات, لن تكون مع المنتخب الوطني!
ومنذ سنوات طويلة لم يلعب المنتخب مع نظيره المغربي, وفرض سيطرته شبه الكاملة, كما لعب في هذه المباراة, ولم تتح للفريق الوطني مثل هذه الفرص المؤكدة تأكيدا للتهديف, علي مدي التسعين دقيقة, والتي يصل عددها إلي ست فرص حقيقية, أي أن نسبة التهديف منها عالية جدا. وقد ضاع نصف هذه الفرص بسبب سوء الحظ, وضاع النصف الآخر, بسبب سوء التصرف, والتسرع, والشعور بالهلع عند الانفراد بالمرمي المغربي!
كان يوم أمس, هو يوم ترويض اسود الأطلسي, وكانت الفرصة مواتية لتصدير العقدة بتحقيق فوز كبير, لم يتحقق علي مدي قرابة40 سنة, منذ الفوز الأول الذي حققه المنتخب عام1961 وكان(2/3) في الدورة العربية, وكان يمكن أن يكون الجوهري, هو محمود الحلو, لو اهتزت شباك المغرب في نصف الفرص التي لاحت, لكن الحلو مايكملش,وقد ثبت أن نصف قوة المنتخب المغربي تكمن في وهمنا ومبالغتنا, بالحديث عن العقدة, فقد كان الفريق الشقيق أمس, عاديا!!
ويحسب للجوهري ولأعضاء الجهاز الفني, إدارة المباراة, بتكتيك ذكي, حد تماما من سلاح المغرب الرئيسي, وهو الهجمات المرتدة, وذلك بالحد من الاندفاع, من جانب خط الدفاع, والضغط بالهجوم لاسيما الجانب الأيسر, بينما فقدت الجبهة اليمني قوتها في معظم شوطي اللقاء, وكانت الـ45 دقيقة الأولي أفضل من جهة المنتخب الوطني, بينما تأثر أداء الفريق في نصف الساعة الأخير من المباراة, بسبب هبوط المعنويات, واللياقة, والتركيز, وزيادة التوتر, وبرغم ذلك ضاع من منتخب مصر فوز كبير, ويا خسارة العقدة التي لم نصدرها, شأن أشياء أخري بسيطة, مثل دبوس في قميص شيك!!
قبل الخوض في التفاصيل الفنية للقاء, أود الإشارة إلي ثلاث حقائق, مختلطة بالمشاعر, وهي:
أولا: البداية كانت شديدة الحذر من الفريقين, مما يعني أن القلق والتوتر, وحتي الخوف, كان متبادلا, وبقدر ما كان الحديث عن العقدة وضح أن الفريق المغربي يحمل هما كبيرا للقاء, برغم كلمات التفاؤل والثقة!
ثانيا: إن الحضور الجماهيري الرائع, وامتلاء مدرجات الاستاد قبل ساعات من بدء المباراة, كان تأكيدا لوعي الجمهور بأهمية اللقاء لكن هذا الحضور الرائع, استنفد طاقة التشجيع مبكرا, وران الصمت في كثير من الأحيان علي المدرجات!
ثالثا: إن الهدف المبكر الذي تصدت له عارضة المنتخب المغربي في الدقيقة الـ(11) من ضربة رأس لأحمد حسام, جعلتنا نشعر بالقلق من الجنرال حظ الذي رافق الفريق المغربي الشقيق, فهذا الهدف كان كفيلا بتغيير سيناريو المباراة منذ البداية!
و.. الآن إلي التفاصيل الفنية:
(1): لعب الفريقان بطريقة واحدة وهي(2/4/4), وبرغم التشكيل الهجومي للمنتخب الوطني, كان هناك حذر في المهام الدفاعية, انعكس علي الجبهة اليمني, التي تضم إبراهيم حسن وأحمد حسن, بينما نشطت جبهة الشمال بقيادة عبدالستار صبري ومحمد عمارة. والرقابة التي فرضها الدفاع المغربي علي حسام حسن, منحت أحمد حسام لمسة من حرية الحركة, وكان واضحا أن الكرات العرضية الشمالية, هي سلاح المنتخب, للتسجيل في الوقت الرائع, أي في بداية المباراة, وقد أهدر أحمد حسام فرصتي تهديف:
الأولي: من تمريرة عرضية أرسلها عبدالستار صبري, حولها أحمد حسام برأسه وتصدت لها العارضة.
الثانية: من تمريرة عرضية أرسلها محمد عمارة, حولها أحمد حسام برأسه بجوار القائم الأيسر للحارس بن ذكري.
ولاحظ أن الفرصتين من الجبهة اليسري, وفي نحو25 دقيقة من صفارة البداية!
(2): منتخب المغرب, حاول الإيحاء بالثقة التي يمتلكها وذلك بعدم التراجع للدفاع, بل بالضغط, ومبادلة الفريق الوطني الهجوم, واعتمد المدرب البرتغالي علي فتح الملعب, عبر تحركات جانبية لرأسي الحربة يوسف شيبو, وكماتشو, وانطلاق مصطفي حاجي من الخلف. ومع ذلك بدا اهتزاز الدفاع المغربي, وارتباكه إزاء انطلاقات عمارة وعبدالستار صبري. لكن يحسب للفريق الشقيق سرعة الهجوم المضاد, وسرعة تبادل الكرة أمام الصندوق, والمناورة ببعض لاعبي الوسط, مثل عادل رمزي, والتكتيك يعكس فكرا برتغاليا أصيلا!
(3): أوراق المناورة المصرية كانت متعددة, فبجانب عبدالستار وعمارة وأحمد حسام, تحرك حازم إمام إلي المساحات الخالية, سواء خلف رأسي الحربة, أو نحو مكان عبدالستار صبري, بينما بذل أحمد حسن جهدا كبيرا في المهام الدفاعية, وشاهدناه يقابل نورالدين نايبت في الجناح الأيمن للمغرب عند راية الكورنر, وموقعه في الملعب وسط أيمن مهاجم, بالجهة العكسية تماما!
(4): عدم مقابلة طارق حلجي لعمارة وعبدالستار, كان وراء قرار استبداله من قبل المدرب البرتغالي كويلهو, ليلعب مكانه يوسف السفري, وهو تغيير مبكر في مثل هذه المباريات, ومع ذلك صنعت الجبهة, فرصة تهديف ثالثة مؤكدة, عبر تمريرة من عمارة إلي حسام حسن الموجود داخل الصندوق, وعندما سدد حسام انشقت الأرض عن الحضريوي لينقذ مرماه من هدف مؤكد.. ونري المدرجات وهي تخبط كفا بكف, فكيف تضيع ثلاثة أهداف مختومة من المنتخب الوطني في مباراة قمة أمام المغرب؟!
هل هو الجنرال حظ.. ابن عم الجنرال توفيق, أو عدم التوفيق؟!
المهم أن جوهر اللقاء, هو انتهاء الشوط الأول بنجاح جوهري, وهو الحد من خطورة الهجمات المرتدة المغربية, وهذا درس من دروس اللقاءات السابقة بين الفريقين.. فكيف نجح المنتخب في ذلك؟!
الحد من اندفاع الفريق ككل, وإنما الاندفاع للاعبي الوسط, أو للمهاجمين, والتزام خط الظهر بواجباته الدفاعية, فلا تقدم علي الإطلاق لعبدالظاهر السقا وإبراهيم سعيد وأمامهما هاني رمزي. وكان ترك المسافة بين الوسط والدفاع اختيارا تكتيكيا مطلوبا, برغم أن تلك المساحة سمحت باستحواذ لاعبي المغرب علي الكرة, لكن بلا خطورة حقيقية, فهو استحواذ شكلي وغير موضوعي, وهذا التكتيك سلب الفريق المغربي أحد أهم وأخطر أسلحته في مواجهة منتخب مصر باستاد القاهرة, وهذا أصاب الأشقاء المغاربة بالحيرة, فقد ظلوا طوال الشوط الأول يتساءلون: كيف نخترق الدفاع المصري.. ونصل إلي نادر السيد؟!
الشوط الثاني
(5): المنتخب الوطني, يصل إلي مرمي المغرب عبر الكرات العرضية, وهناك قصور في الاختراق من العمق, لسقوط أحمد حسن كثيرا للخلف, ولانتقال حازم إمام إلي الجانب الأيسر, وقد ظلت الجبهة اليمني معطلة بالتزام دفاعي من جانب إبراهيم حسن, لرقابة شيبو, أو رمزي, أو كماتشو, ولغياب أحمد حسن بعدم تقدمه, وكذلك عدم تحرك حازم إمام للجبهة نفسها, وهو صاحب حرية حركة تكتيكية يسارا أو يمينا, وليس يسارا فقط!
(6): أجري الجوهري أول تغيير بإشراك طارق السعيد بدلا من حازم إمام, ولكن عبدالستار صبري هو الذي لعب مكان حازم, وكلف بالقيام بالواجبات التي كان يجب أن يقوم بها, بالتحرك إلي المساحة الخالية في الجانبين, لاسيما الأيمن, علي أن يؤدي طارق السعيد نفس مهمة عبدالستار في الجبهة اليسري بالاشتراك مع عمارة, وقد ظلت نسبة استحواذ المنتخب الوطني علي الكرة أعلي من استحواذ المغرب. وكان التغيير الثاني لمصر, بإشراك محمد فاروق بدلا من أحمد حسام الذي بذل مجهودا كبيرا, وأرجح أن استبداله يعود إلي فقدانه التركيز نسبيا, بسبب الفرصتين الضائعتين في الشوط الأول!
(7): ساعة كاملة من المباراة, بلا هجمات مرتدة, بتمريرات مباشرة, أو سريعة لمنتخب المغرب, إلا أن كماتشو قام بهجمتين, خلال ربع الساعة الأول من الشوط الثاني, والأولي كانت هامشية بلا خطورة, لكن الثانية تصدي لها نادر السيد بأظافره, حيث لم يقابل عبدالظاهر السقا الكرة قبل أن تصل إلي رأس الحربة المغربي, وفي أثناء هذه الفرصة علا صوت الصمت بالاستاد, إذا كان للصمت صوت!
منتخب المغرب بدأ يستدرج الفريق الوطني إلي الإيقاع الذي يريده, بالانتشار الجيد, والتحرك إلي المساحات, لاسيما في وسط الملعب, يقابل ذلك هبوط في معنويات لاعبي المنتخب, وذلك بسبب هبوط اللياقة, أو الشعور باليأس, لغياب الأهداف, وترتب علي هذا توقف الضغط علي الخصم, ووجود مساحات ميدانية للوسط المغربي!
(8): العشرون دقيقة الأخيرة من المباراة, هي كل المباراة, فخلالها يضيع التركيز المصري, وتضيع إرادة الفوز, ويقترب منتخب المغرب من تحقيق أحد هدفيه وهو التعادل, الذي يعد مكسبا بالقاهرة, ولذلك كلما مضت دقيقة, توترت الأعصاب في المدرجات, وخرج حسام حسن ولعب رضا سيكا, وتقدم عبدالستار مكان حسام حسن, إلا أن المنتخب الوطني لم يتقدم إلي الهجوم الضاغط, بنفس حماس الساعة الأولي, وبدأ الفريقان في الدقائق العشر الأخيرة رحلة البحث عن الأخطاء القاتلة هنا أو هناك, ووقع الخطأ المغربي الفادح, لتصل الكرة إلي طارق السعيد في حالة الانفراد الكامل, ويراوغ السعيد بن ذكري حارس المغرب, لكنه يسدد الكرة في الشباك من الخارج, ويصاب الجمهور بحالة اكتئاب, والوصف التفصيلي لمشاعر ملايين المصريين في تلك اللحظة لا يوصف!!
-------------------------------------
قدمنا لكم رأي خبير الكرة المصرية حسن مستكاوي
اتمنى انه يكون حايز على اعجابكم
اخوكم الكنكورد-7
------------------------------------- |