[c][c]الإنسان يا اخوان مدني بطبعه ومع كثرة الفراغ لدى بعض الناس

وانتشار المنتديات العامة والاتصالات الهاتفية والتجمعات الشبابية

توسع كثير من الناس في المزاح مع بعضهم البعض دون ضوابط مما يؤدي إلى المهالك، ويورث العداوة بين الناس

[/c]والمزاح ما هو الا ملاطفة ومؤانسة وتطييب خواطر، وإدخال السرور بين الناس

وقد كان هذا من هدي النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكر البخاري
في باب الانبساط إلى الناس مستدلاً بحديث: { يا أبا عمير ما فعل النغير }

وكذلك ما رواه أبو داود عن أنس أن رجلا أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال
يا رسول الله احملني . فقال النبي : { إنا حاملوك على ولد الناقة }
قال وما أصنع بولد الناقة ؟
فقال النبي : { وهل تلد الإبل إلا النوق }

ولا شك أن الفرح لطرد الملل بالمزاح الخفيف فيه خير كثير،

قال ابن تيمية رحمه الله : " فأما من استعان بالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة"
وقد اشار بعض الفقهاء الى ان المزاح من المروءة وحسن الصحبة

ولاشك أن لذلك ضوابط منها:

@ ألا يكون فيه شيء من الإستهزاء بالدين :

فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى ( وولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )

قال ابن تيمية " الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه "

@ @ الإستهزاء والغمز و اللمز :

الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم
وبعض ضعاف النفوس ( أهل الاستهزاء والغمز واللمز )
قد يجدون شخصا يكون لهم سلما للإضحاك والتندر والعياذ بالله
وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )
قال ابن كثير " المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والإستهزاء بهم
وهذا حرام ويعد من صفات المنافقين "

@ @ @ أن لا يكون المزاح كثيرا :

فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدنا لهم
وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين
والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس

قال عمر بن عبد العزيز " اتقوا المزاح فإنه حمقة تورث الضغينة "

وقال الإمام النووي " المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ويشغل عن ذكر الله تعالى ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار
فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يفعله "

@ @ @ @ معرفة مقدار الناس :

فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار
فللعالم حق وللكبير تقديره وللشيخ توقيره
ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يعرف.

وقال سعد بن أبي وقاص " اقتصر في مزاحك فإن الإفراط فيه يذهب البهاء ويجرىء عليك السفهاء "

فإياك إياك المزاح فإنه &&& يجرىء عليك الطفل والدنس النذلا

ويذهـب مـاء الوجـه بعد بهـاءه &&& ويـورثـه مـن بعـد عزتـه ذلا

واخيرآ احبتي اختيار الوقت المناسب للمزاح

أيهــــا المسلـــم :

قال رجل لسفيان المزاح مستنكر فأجابه قائلا

" بل هو سنة لكن لمن يحسنه ويضعه في مواضعه "

قال صلي الله عليه وسلم : { لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا }


من كتاب الشيخ // عبدالملك القاسم [/c]