
11/01/2010, 03:05 PM
|
 | زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 03/01/2008 المكان: في رحاب الله الواسعة
مشاركات: 765
| |
(14) الإجازة الصيفية بعد السنة الثانية ومختبر الأبحاث
انهيت سنتي الجامعية الثانية بنجاح ولله الحمد وبدأت الإجازة الصيفية ..
مجموعة من الطلبة فضل قضاء الصيف في إجازة واستجمام وسياحة ..
والبعض منهم فضل ان يقضيها باكتساب خبرات اضافية..
ونظراً لكون نتيجتي المكتسبة في الخبرات البحثيه لم تكن مرضية فقد قرررت ان اكتساب مااخفقت في اكتسابه في الصيف الماضي من خبرات بحثية في معمل أقضي فيه سنة البحث المتطلبة مني اختاره انا لاغيري ..
كانت الجامعة في ذلك الحين تضج بالأخبار بأن أحد بروفسوراتها حصل على منحة مالية كبيرة من الولايات المتحدة لإنجاز بحث معين ..
اعجبتني كثيراً فكرة بحثه ، فخطرت لي فكرة الاتصال بهذا البرفسور فاتصالي وتعاملي مع مثل هذا البرفسور قد يكسبني خبرةً جديدة بل خبرات قد ترفع من رصيدي العلمي والمعرفي والمعملي والبحثي ...
استخرت الله كثيراً ووجدت قلبي مطمئناً للفكرة فسارعت بالاتصال بهذا البروفسور مبدياً رغبتي بالإنضمام لمعمله والعمل في الصيف تحت إشرافه ..كم كانت سعادتي حينما وجدت رداً منه بالبريد الإلكتروني يطالب مني حجز موعدٍ لمقابلته..
اتصلت بالسكرتيره مباشرةً ، حددت لي موعداً لمقابلته يكون بعد غدٍ شرط ان تكون مدة المقابلة قصيرة
واذا كان الوقت المطلوب طويلاً فالموعد يكون بعد اسبوعين...
كتمت ضحكتي وطلبت موعداً قصيرا ًفخبرتي العلمية والبحثية المحدودة يمكن الحديث عنها في دقائق معدودة.
توجهت لمكتب البروفسور في موعدنا المحدد ..
كان مكتبه يقع في احد الأدوار العليا للمكتبة التي طالما قضيت فيها الليالي للمذاكرة...
دخلت على البروفسور الذي افزعني مظهره.. فقد كان طويل القامة ، ذو شنب طويلاً جداً حتى خيل لي وكأني اتكلم مع حارس لمبنى لابروفسور مشهور.!!!
كان يغمز في عينه كثيراً ويحرك يديه في كل اتجاه لدرجة أني اصبت بالصداع من متابعته.
عرفت فيما بعد أنه ألماني يهودي وليس انجليزي ( بالمناسبة يهوديته لم تكن عائقاً أمامي و لله الحمد في التعامل معه بل كان الاحترام المتبادل بيننا هو اساس تعاملنا)
كانت الغرفة مليئة بالأوراق والكتب المتناثرة على طاولته في كل اتجاه ..
وكانت ملابسه الرياضية معلقة على جدار الغرفة بشكل مضحك ..
تساءلت كثيراً حينها أهذا الذي ملئت صوره جنبات الجامعة ويشار له بالبنان !!!
في تلك اللحظات دخل علينا شاب انجليزي ذو شعر طويل .. جلس معنا عرفني عليه كان أحد المحاضرين في القسم وانه من سيتولى الإشراف على بحثي.
كان هذا المحاضر يشرف على طالب سعودي يدرس الماجستير في نفس القسم ..
لم اعلم عنه الا بعد البدء معهم...
كنت مستمعاً أكثر من كوني متحدثاً..عرفت بعد سنوات مضت أن أكثر ما أعجب به البروفسور في تلك الأيام على حد قوله أني ظهرت له بمظهر المصصم والواثق..
كم تمنيت أن أملك فعلاً هذه الصفة ففي الإمتحانات أكون في حال لا يعلمها الا الله من خوف وقلق يتطور إلى أرق وقلة نوم...
انتهى اجتماعنا على أن اعود له بعد اسبوعين للبدء في البحث..
كان الجو مشجعاً ومخيفاً في نفس الوقت!!
فمن منا لم يساروه الخوف من خوض تجربة جديدة عليه في الحياة...!!
من خلال لقائي مع هذا البروفسور بدا لي وكأنه يعاني من عاهة عقلية مما جعلني اتردد في البدء معه ولكن بعد قيامي بالاستخاره أيقنت أن الله سبحانه وتعالى سيختار لي الأصلح.
بعد ذلك ذهبت في اجازة للسعودية لمدة عشرة ايام في أثنائها تلقيت رسالة عبر البريد الإلكتروني من البروفسور السابق ذكره يطلب مني لقائه بشكل عاجل لمناقشة امر ما.
على الفور رددت عليه وأخبرته اني في زيارة للاهل واذا كان الأمر ولا بد فسأحضر على أقرب رحلة ..
فرد علي أن لاداعي للقلق ويمكننا ان نتقابل حينما أعود.
عرفت فيما بعد أن هذه الرسائل المزعجة الغير مترابطة، صفة ارتبطت بهذا البروفسور وكانت تلك الصفة ثمناً باهظاً لطالما دفعته طول مدة إشرافه علي.
فلم أتعجب مطلقاً حينما كنت اقابله صباحاً وأتفق معه على شئ معين ثم اجده بعد حين يرسل رسالة بالبريد الإلكتروني يطلب مني القيام بأمر مخالفاً لما اتفقنا عليه في وقت سابق.
عدت من الإجازة وفي أول يوم عقد البروفسور اجتماعاً حضرته دكتورة صينية بدى لي انها على مشارف الخمسين من العمر. كانت تتحدث الإنجليزية بصعوبة بالغة وكان الهدف من هذا الاجتماع هو اخباري بقيام تلك الدكتورة بالإشراف علي بدلاً من المحاضر الإنجليزي، وافقت على مضض وحزنت جداً ..
حقيقة إن ما دفعني للموافقة هو وجود ( تيم) والذي بدى لي انه طيب المظهر وكنت قد سمعت عنه بعض الأخبار الطيبة وانه متعاون لدرجة كبيرة. بالاضافة إلى قيامي بصلاة الإستخارة ..
ولكن أمر لحكمة لا يعلمها الا الله ( سبحانه وتعالى ) لم يمكن مشرفي ....فقد ظهر لي وجهه الخفي فكم عانيت من هذا الأنجليزي اللئيم الأمرين ..
كان مراراً وتكراراً يتندر علي ويصفني بأني من الشعوب ( الهمجية ) التي لا تحترم المرأة على حسب زعمه.. وكانهم هم من يؤدون حقوق المرأه كاملة بدون امتهان ..!!
وخذ من هذا الكلام التافه ..
ومع مرور الزمان وحيث ان قضيت فترة من الوقت معهم بعد الأختبار الشامل أصبحت أتصدى له وارد عليه وازددت قوة في الحق ..بعد ان كنت ضعيفا في الرد والمواجهة ..
خرجت من هذه التجربة بفائدة قد تبدو بسيطة في نظر البعض لكن من ظفر بها عرف قدرها ..
وهي عليك ان لا تبين لمن حولك نقاط ضعفك .. احط شخصيتك بشئ من الغموض حتى لاتخترق وتستغل نقاط ضعفك ضدك ..
فنحن وللأسف نعيش في زمن زالت منه كل قيم الشهامه والمرؤة والرجولة وحسن الخلق ،خصوصاً في تلك المجتمعات الغربية التي تحولت فيها كل معاني الأنسانية الى معاني تحكمها المادة وسلطة القانون والنظام.ايضا مجتمعاتنا المسلمة آراها الان تحذو حذو تلك الغربية فضيعت الامانة وتخلينا عن القيم وسآءت الاخلاق.. فبعد قضائي سنوات عديدة في بلاد الغربة وصلت إلى قناعة تامة الا وهي أن هذه المجتمعات لو غابت عنها سلطة القانون ولو لساعات محدودة لتحولت لغابة ليس لها حاكم وماحصل بلوس انجلوس حينما ثارت احداث الشغب وماحصل في ولاية ليوزانا بعد اعصار كاترينا خير شاهد على ذلك. ما اود ان اقوله هو أن القانون هو من يحكم هذه الشعوب وليس القيم أو الأخلاق او التربية أو التقاليد كما في مجتمعاتنا والتي وللاسف بدأت تحذو حذوهم..!! كل هذا حديث يطول شجونه وقد اكتب الصفحات والصفحات ولن أوفي هذه الموضوع حقه .. معذرةً على خروجي من النص ..
لنعد لمختبر البحث
بدأت البحث العلمي وكان من يدربني تلك العجوز الصينية والتي لاحظت عليها من البداية التجهم وعدم الرد على التحية وبالكاد كنت افهم ما تقول فقد كانت تتحدث كلمة واحدة مفهومه وعشر غير مفهومات وكن حديثها ( صراخ في صراخ) حتى انني أحترت ماذا اعمل ..!!!
عقدت العزم على العمل بصمت وتوكلت على الله ..
كنت ارى ذاك الفتى الأنجليزي في البداية واتحسر على عدم إشرافه علي ..
ولكن بعد فترة لاحظت وجود ( فتاة ) من اصول هندية دائماً معه عرفت فيما بعد انها طالبة جديدة انضمت له..
بعدها وجدت تحليلاً لما حدث فهذا المحاضر فضل تلك الفتاة علي انا ( الرجل ذو اللحية الخفيفة و الشعر المجعد)
حمدت الله فيما بعد مراراً وتكراراً أنني لم أكن معه فقد سمعت ان هذه الفتاة تشتكي مراراً من مضايقته لها والتي تصل احياناً لحد التحرش الجنسي..!!!!
اضف الى ذلك انه لا يعرف أي شئ عن موضوع البحث ولا يعرف كيف يتصرف حينما تحدث مشكلة في البحث وكل هذه صفات تنفرك من أي مشرف يشرف على بحثك العلمي..
أما العجوز الصينية فقد ساءت علاقتي معها جداً ، مما دفعني لإرتكاب خطأ فاحش وهو توجهي لمكتب البروفسور الألماني وتقديمي شكوى عليها وليتني لم أفعل ذلك، فقد أصبح يحرك يديه كثيراً حتى بدا لي وكأنه متفهم للأمر ..
ولكن الطامة الكبرى التي علمت عنها فيما بعد انه من الخطأ أن تشتكي مديرك لمديره ..
حقيقة انقلبت الشكوى علي فبيّن لي فيما بعد انني أنا السبب في سوء الفهم ..
كانت الشكوى هذه في الأسبوع الثالث من العمل وبعدها انتشر الخبر في المختبر كانتشار النار في الهشيم. !!!
كان إجراء البحث العلمي بعد المرحلة العلمية متطلب من متطلبات الدراسة فلا يمكن أن أصل للمرحلة الثانية ( السريرية) الا بعد عمل بحث علمي واجتياز الامتحان فيه.
حقيقة قد تورطت مع هذا البروفسور فكان علي اصلاح ما تم افساده.!!
في تلك الفترة كانت حديثي مع المشرفة الصينية محدود جداً فلم تعد تتحدث لي وتعلمني بل كنت وكاني اتسول المعلومات منها وممن حولي ..!!!!
طالب الماجستير السعودي كان يعمل في نفس المعمل لاحظت عليه كثيراً التضايق والتبرم علمت فيما بعد انه كان يحاول الحصول على قبول لدرجة الدكتوراه عندهم وقد ضايقه وجود طالب ربما اخذ مكانه في المعمل الذي اكتمل العدد فيه ولا يوجد أي مكان لشخص آخر وكانت تلك ميزة من مميزات هذا البروفسور أنه لا يقبل الا عدداً محدوداً من الطلاب يشرف عليهم فيعطيهم افضل ماعنده.
حينما قارب الصيف على الانتهاء وقبل انتهائي بيومين جاءتني الدكتورة الصينية وطلبت مني كتابة تقريرٍ عما عملته في المعمل لمناقشته مع البروفسور بعد غد.
توترت جداً فيومين ليست بكافية لإعداد التقرير المطلوب ولكني توكلت على الله وحاولت جاهداً عمل التقرير وانجازه على افضل وجه
وفي يوم الاجتماع بدأ البروفسور بمراجعة تقريري وبدى عليه الإمتعاض والتجهم ..
فلم يكن يتصور ان يظهر التقرير بهذا السوء على حسب قوله.
خرجت من الاجتماع وأنا في حالة يرثى لها ساءت نفسيتي جداً فقد احسست بأن ما حاولت جاهدا اكتسابه من خبرة في الصيف قد ضاعت وتبخرت .
بعد ذلك قام البروفسور الألماني بإرسال خطاب لنائب العميد مبيناً له ان هذا الطالب لم يستطيع عمل البحث فهو لا يملك الخبرة الكافية وبين له البرفسور خوفه من كوني سأبدأ ولكن الفشل سيكون مصيري في النهاية.
وحينما بدأت الدراسة تم استدعائي لمكتب الوكيل الأكاديمي ( البروفسور بيتر) وتم اللقاء على عجل لم يسألني مالذي حصل ولكن وضع امامي 3 أمور :
اولها هل مازلت عازما على المواصلة والبدء في البحث أو أن لي رغبة في تغييره أو انه سيقوم بمساعدتي بنفسه.
كان جوابي واضحاً وهو انني أرغب مواصلة ما بدأته في ذلك المختبر فقد عرفت أين سينتهي بي الطريق..
وبصراحة لم يكن هذا التصميم مني ولكنه فضل من الله ودعم نفسي وجدته من صلاة الأستخارة. كان الكثير ممن حولي ومن عايش وضعي يقولي لي انت تراهن على حصانٍ خاسر فانت حتماً ستفشل. !!!
الغريب في الأمر ان البروفسور بيتر على الرغم من شدته قد بدى مسروراً من تصميمي واصراري على المواصلة وعدم استسلامي ..
بعدها أخذ يحدثني عن بحثه وكيف كانت الصعوبات تواجهه، صراحة كانت أتذكر حديثه وهو من الوسائل التي استعنت بها بعد الله سبحانه وتعالى في انهاء ذلك البحث والذي بدأته بعد الأمتحان الشامل .. |