نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - لو كنت أباً لطفل معاق ماذا ستفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
بين فينة وأخرى تخرج لنا لجان إتحاد كرة القدم بقرارات متخبطة، تطبق اللوائح بحذافيرها للبعض منها دون قيد أو شرط في حين تغض الطرف عن البعض الآخر وتخفي معها بنود اللوائح وموادها إلى حيث لا رجعة إلا إذا كان المقصود فيها والمستهدف نادياً بحجم نادي الهلال.
وأتساءل كغيري لماذا هذه الازدواجية ؟ ولماذا الكيل بمكيالين؟
أشبه حال لجان كرة القدم في إتحادنا السعودي بالرجل الذي أنجب أطفالاً جميعهم أصحاء عدا طفلاً واحداً معاقاً لا يرجى برؤه أو شفائه. ففي هذه الحالة سيلقى ذلك الطفل الدلال الكافي والعطف والحنان كي لا يشعر بأنه يختلف عن أقرانه من الأخوة فيعيش حالة نفسية سيئة.
ولجان إتحاد كرة القدم في المملكة تنتهج هذا النهج منذ أن سيطر الهلال على كافة البطولات المحلية وبجدارة وأصبح الرقم الصعب في جميع البطولات التي يخوض غمارها، فهو إن لم يحققها فحسبه الحصول على مركز الوصافة، ولن يكتب وصيفاً إلا لسبب ما يقبله الهلاليين وحدهم دون غيرهم من أندية الوطن وأقصد به تجريده من أسلحته الفتاكة لدواعي مشاركة المنتخب في استحقاقاته المجدولة. فكم من بطولة محلية وإقليمية وقارية جيرت لغير الهلال وهو يفتقد لعدد من عناصره المؤثرة ومع ذلك كنا دوماً وأبداً كهلاليين نقول بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

والآن دعونا نبحر سوياً لنعرف من هو ذلك النادي الذي يلقى العناية الفائقة من لجان اتحاد كرة القدم فتتحقق كافة رغباته بصفاقة ومع ذلك يقابل هذا المعروف بإساءة من مريديه، ومن ذلك النادي الذي يسلب منه أبسط حقوقه ويعامل بقسوة شديدة بل والطامة الكبرى تصدر بحقه تلك القرارات بسرعة البرق، وكأن الانتظار لصباح الغد هماً يؤرق أعضاء اللجنة ويقضي على منامهم.
ولكن قبل أن نسترسل في ذلك دعوني أعود لعنوان الموضوع "لو كنت أباً لطفل معاق ماذا ستفعل"؟؟؟
الابن المعاق للجان إتحاد كرة القدم أيها السادة والسيدات هو ببساطة فريق النصر، هذا الفريق الذي افتقد طريق البطولات لسنوات طوال فأصبح العويل والامتعاض لديهم طريقاً لتحقيق النصر الاعتباري لهم متناسين أن جوهر الرياضة يتمثل في تحقيق البطولات في المضمار وليس بالاعتراض وكسب الاحتجاج.
والنصر كفريق، يلقى الدعم الكامل من لدن لجان إتحاد كرة القدم في كافة قراراتها سواءً كانت له أو عليه والسبب في ذلك كونه معاقاً يحتاج لعناية فائقة، ولدلال يختلف عن دلال بقية الأندية، وإعاقة نادي النصر ليست إعاقة واحدة بل عدة إعاقات تتمثل في:
الإعاقة الرياضية: فهو بمنء عن تحقيق البطولات لسنوات طويلة، ولم يظفر أخيراً ببطولة إلا بعد أن ساهمت الظروف القاسية بتحقيقها لهم والتي حتمت دخول نادي الهلال أمامهم للمباراة النهائية وهو أمام خيارين أحلاهما مر، فإما بطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم من أمام فريق النصر أو بطولة كأس ولي العهد التي سيخوضها الهلال بعد أقل من ثمان وأربعون ساعة. فكانت الحكمة تقتضي التضحية ببطولة كاس الاتحاد السعودي لنيل البطولة الأغلى وهي كأس ولي العهد فدخل فريق الهلال بناشئيه للمباراة الختامية وخسر البطولة رغماً عنه. وهنا لابد للجان إتحاد كرة القدم أن تراعي هذه الإعاقة وتسعى لتدليل الأصفر على حساب بقية أندية الوطن وبالذات إن كانت المشكلة تتعلق بنادي الهلال أو أن يكون سبباً ذا صلة بها.
الإعاقة الجسدية: منذ أن توارى نجوم النصر في أواسط التسعينات الميلادية بسبب الاعتزال والنصر محطة لجميع اللاعبين الذي تلفظهم أنديتهم إما لكبر سنهم أو لانخفاض مستوياتهم والشواهد كثيرة (عبدالله الواكد، طلال المشعل، حسين عبدالغني وأخيراً أحمد الدوخي) والقائمة تطول. وطالما أن النصر كفريق يحجم عن الالتحاق به النجوم الواعدة بسبب المعاملة الإدارية غير المناسبة فإن القائمة ستطول وستطول إلا ما لانهاية. وهنا كان من الواجب على لجان إتحاد كرة القدم أن تنظر بعين العطف لهذه الإعاقة وتسعى بكل قوة للتقليل من مخاطرها بتدليل الأصفر حتى وإن كان ذلك مخالفاً للمبادئ والتعليمات.
الإعاقة الذهنية: وهذه الإعاقة مقتصرة فقط على إدارة ذلك النادي، فلا أذكر طوال فترة معاصرتي لشؤون الرياضة المحلية أن تقلد منصب رئيس النادي أو نائبه شخصية مثالية تتحلى بالخلق الرياضي الرفيع وتؤمن بأن الرياضة هي المنافسة الشريفة داخل الميدان والتي تقبل بالفوز كما تقبل بالخسارة، ولعل مداخلة كحيلانهم بعد أن حقق الهلال بطولة كأس ولي العهد العام المنصرم لدليل على تلك الإعاقة الذهنية التي يتصف بها رؤسائهم كابر عن كابر بعد أن طالب وبشدة إقالة مدرب نادي الهلال لتصرف غير رياضي بدر منه في حين أنه كرئيس لنادي النصر ليس له علاقة في تلك المباراة وكان الأحرى به اهتمامه بشؤون ناديه المتهالك لا أن يكون المنافح عن الرياضة وأصولها علماً بأننا كهلاليين لا نقبل بالتصرف الذي حدث من كوزمين وقد عاتبه من عاتبه في حينه من داخل البيت الهلالي. وبما أن الإعاقة الذهنية حالة لازمت الإدارات المختلفة في نادي النصر فكان من الواجب على لجان إتحاد كرة القدم مراعاة ذلك خوفاً من أن ينالهم ما ينالهم من سب وشتم وتطاول تصديقاً للمثل القائل أبعد عن الشر وغنيله.

الإعاقة الوطنية: وهي إعاقة تميز جمهور نادي النصر عن غيره من الجماهير، فكم رأينا من أعلام صفراء جنباً إلى جنب مع أعلام الأندية غير السعودية التي تقابل الهلال في مدينة الرياض للدرجة التي توهمنا فيها أن لدينا مليون فلسطيني ومليون يمني ومليون عراقي ومليون إيراني الخ في بلد الخير والنماء المملكة. وهو ما يثير استغراب الكثيرين الذي يعتقدون بأن أبناء المملكة يتصفون باللحمة والتعاضد. ومن هنا كان لزاماً على لجان إتحاد كرة القدم أن تنظر بعين العطف لذلك الجمهور الذي ضرب مثلاً في الصبر والتحمل مالم يقم به غيره من جمهور وهو يرى فريقه متهالكاً يفتقر لتحقيق الإنجازات لافتقاره لأهم مقومات تحقيقها وهي الإدارة الحكيمة واللاعبين ذوي المهارة والجمهور الواعي.

من هنا أيها السيدات والسادة أرى بأن ما تقوم به لجان إتحاد كرة القدم من معاملة فريق النصر معاملة خاصة لها ما يبررها لديهم خاصة ما إن عرفنا بأن تحقيق البطولات بالنسبة لهم معادلة صعبة إن هم ساروا على نهجهم في النيل من الجار وترك فريقهم يتخبط في مشوار تحقيق البطولات.