في الفترة الماضية اتضحت بشكل كبير شخصية الهلال الجديدة / القديمة وللهلاليين الحق في فترة التوقف الحالية التغزل بفريقها الذي قدم مستويات أكثر من رائعة لم يسبق أن قدمها منذ سنين كان الهلال فيها يُعاني في الفوز ولم يعد ينقص الهلال إلا القليل كي تكتمل جمالية الآداء ولمن يقول بأن الهلال لم يواجه إلى الآن إلا فرق ضعيفة يستطيع أن يتجه إلى آخر فقرة في الموضوع..
هذا الموضوع أوجه فيه رسائل عدة لإدارة النادي والجمهور والجزء الأكبر منها للاعبين الذين أتمنى أن تصل إليهم كي يكتمل بهاء الهلال..
×××
أول حديثي سأجعله لمن يطالب بتعاقدات مع مُهاجمين جدد مع أني لا أود تكرار كلام سبق أن ذكرته ولكن أجد نفسي بحاجة إلى تجلية العديد من الأمور التي استجدت منذ آخر مرة كتبت عن هذا الموضوع قبل أن تبدأ مباريات الهلال هذا الموسم..
أكرر للمرة الألف بأن لاعبو الهلال من حارس المرمى إلى المهاجمين هم الأفضل على مستوى آسيا بل إنهم استطاعوا تحقيق بطولات وحملوا الفريق مع وجود خطط تدريبية عقيمة تكبل الفريق.
بعد فترة التسجيل الثانية إذا ما تم إحضار مهاجم جديد فإننا لن يتبقى إلا القليل من المباريات بل وحتى بطولة آسيا..
متى سيجد اللاعب الجديد الذي تطالبون به كي يتأقلم مع خطط الفريق..؟؟
متى نتعلم بأن اللاعب لا يتأقلم مباشرة مع النادي إلا نادراً ولنا مشاهدات كثيرة من اللاعبين الذين حضروا إلى المملكة بل حتى في الفرق العالمية.. هذا مع إغفال احتمالية أن يكون اللاعب "مقلب" ووقتها سنبكي على اللبن المسكوب ونندم على التفريط في أحد الأجانب الموجودين الآن والذين بدأوا ينسجمون مع الفريق لأبعد حد.
×××
في السنين الماضية كان هَم المدربين هو الأسلوب الدفاعي على حساب الهجوم؛ حتى أن طلباتهم في التعاقد كانت مع مدافعين "تفاريس / رادوي" وللأسف أن الهلال كان يُعاني في خلل كبير في بناء الهجمة وذلك أمر يُلاحظه كل من لديه عينان في رأسه وكما سبق أن قال "أزرق كايدهم" أن أفضل تنظيم دفاعي الذي كان يتغزل به البعض لم يجعل الهلال يتحصل على أي جائزة بل جعلنا نخسر الكثير.
هذا الاهتمام بالتنظيم الدفاعي إضافة إلى خلل بناء الهجمات المُستعصي كان يكفي معه أن يتم مراقبة المُهاجم الوحيد في الفريق كي يتم تعطيل الهلال ورأينا كيف أن الهلال كانت أهدافه تأتي من صدف تكتيكية وليس بناء على تناقل احترافي للكرات كما يحدث الآن فبعد العشوائية واللف والدوران في وسط الملعب يتم تشتيت الكرة كيفما اتفق ثم تنقطع أنفاس المُهاجم كي يلحق بها ثم يسجلها وبعد ذلك يأتي للأسف من الجمهور من يقول بأن لاعبي الوسط كانوا يمررون كرات "أنت وضميرك..!!" بينما الأصح أن يطلق عليها كرات "أنت وأنفاسك وسرعتك ولياقتك البدنية والذهنية يا ياسر..!!"..
ياسر المواسم الماضية هو ياسر الموجود معنا بل إن لياقته وسرعته زادت "تأملوا هدف الفتح الثالث" الذي اختلف فقط هو فعالية الفريق بأكمله..
فلم يعد هناك لت وعجن في وسط الملعب بعد أن تواجد الشلهوب في تشكيلة الفريق وأصبح الخصم عندما يراقب ياسر فإن ذلك يُتيح للوسط بأكمله أن يُسجل كومة من الأهداف كما نشاهد الآن وبالتالي تنوعت مَصادر الخطورة..
أتمنى من الإخوة الأعزاء الذين ينتقدون ياسر أن يُعيدوا مشاهدة المباريات ويُلاحظوا تحركات ياسر فأغلب الأحيان يُلازمه لاعب باستمرار وفي حالة الهجمة لاعبين كل هذا يسمح لزملائه بفرص التسجيل الكثيرة التي شاهدناها مع أن أغلب الفرق التي لعبنا ضدها تلعب بتنظيم دفاعي محكم هذا إضافة إلى كومة الفرص المهدرة من قِبل مختلف أفراد الفريق.
لن أُطيل أكثر من ذلك سوى بالقول أنكم ستشاهدون ياسر مع الفرق التي لا تلعب بأسلوب دفاعي مُزعج مثل الإتحاد والشباب وحينها سترون ياسر بإبداعه المعهود إن شاء الله..
×××
بما أني تحدثت عن ياسر فأود أن أشيد بالتغير الذي حصل له هذا الموسم فهو لم يعد يُكثر من السقوط للحصول على ركلات جزاء؛ ولكن لا ألومه على كثرة فعل ذلك الموسم الماضي؛ فلاعبو الوسط الموسم الماضي لم يكونوا يقومون بأدوارهم الهجومية وفي نفس الوقت لم يكن يحصل هو على الكثير من الكرات والفرص الحقيقية أمام المرمى.
×××
من حقنا نحن الذين راهنا على محمد الشلهوب في نهاية الموسم الماضي أن نتغزل فيه ونفخر بصواب آرائنا في وجه من كان يُطالب بتنسيقه وإعارته؛ لم تكن مراهنة عن غباء أو اعتباطية بل كانت عن معرفة بقدرات الشلهوب التي دمرها باكيتا وكوزمين الذين قتلوه على دكة الاحتياط ولم تكن تتاح له الفرصة لذلك كنا نُشاهد الوسط في الموسم الماضي يمارس قتل الهجمات والعشوائية في وسط الملعب..
كُنا نشاهد المهارات والكعوب أمام الفرق الصغيرة وتختفي تلك المهارات أمام الإتحاد والأهلي..
يوجد مشكلة يُعانيها الشلهوب لوحده في المباريات الأخيرة..
وهي أنه يريد أن يؤثر زملائه في التسجيل على حساب نفسه؛ ورأينا كيف أنه أضاع فرصة حقيقية للتسجيل في بداية مباراة الرائد بسبب رغبته في التمرير أمام المرمى المكشوف..
الشلهوب لاعب من المُفترض أن يتخذه الجميع قدوة.. مهارات وإخلاص للنادي وأخلاق عالية واحترام للمدرب وحب كبير لجماهير الهلال؛ يحب زملائه اللاعبين ويؤثرهم على نفسه وليس يضربهم كما كاد يفعل أحدهم الموسم الماضي ولم يقذف بقارورة الماء في وجه المدرب أو يبصق على الجمهور..!!
الموسم الماضي كان يوجد نقطة سوداء في وجه جمال الهلال والحمد لله زالت.
×××
في مباراة الهلال والفتح حدث أمر لم يسبق أن شاهدته في الهلال.
نفذ نيفيز ضربة زاوية في الدقيقة الثانية والثانية الأربعين "2:40" وبصعوبة استطاع شريفي حارس الفتح أن يبعدها والسبب أنه خرج لإبعادها إلا أن الكرة "انحرفت" وتغير اتجاهها لأن نيفيز نفذها لولبية..!!
مثل تلك الكرة هي أصعب ما يكون على حارس المرمى.
لماذا لا يتدرب اللاعبين على تنفيذ ركلات الزاوية بنفس الأسلوب؛ الهلال تحصل في جميع مبارياته على عدد "..سبعين.." ركلة زاوية ومعدل الاستفادة منها كان صفر في المائة..!!
وللأسف لم يتم تنفيذ ركلة بأسلوب نيفيز في تلك المباراة إلا مرة واحدة وحتى نيفيز لم يكررها.
لو تم تنفيذ الـ سبعين ركلة زاوية بنفس ذلك الأسلوب لشاهدنا كومة أهداف من ركلات الزاوية..!!
×××
أصبح لدى الهلال سرعة في بناء الهجمة "وإن كانت ليست بالمثالية" والسبب في أخطاء مهارية عقلية تافهة ولكن لها تأثيرات سلبية في بناء الهجمة..!!
فعندما يهجم الفريق بأكمله للأسف بعض اللاعبين الذين يمتلكون الكرة في النقطة والموقع الذي يكون زميله فيه وليس في المكان الذي سيتواجد فيه وهو يركض..!!
عندما تمرر الكرة حيث يتواجد اللاعب فإنه يتوقف لأخذ الكرة ويفقد ثوان ثمينة في بناء الهجمة يكون فيها لاعبو الخصم قد ارتدوا إلى مرماهم وإلى نصف ملعبهم..
تمرير الكرات حيث المُفترض أن يكون اللاعب لم أرى يجيد ذلك سوى الكوري لي يونغ باحترافية منقطة ثم يليه نيفيز ووليهامبسون والشهلوب بمستوى عالٍِ ثم رادوي وياسر نوعاً ما.
هذه الثواني التي يتوقفها اللاعب لتلقي الكرة تعني الكثير في كرة القدم الحديثة ونتمنى أن يتنبه لها لاعبو الهلال.
إضافة إلى ذلك يوجد مشكلة بسيطة فقط لدى بعض اللاعبين وليس جميعهم وهي عدم ملاحظة اللاعب الذي يقوم بفتح الخانات وذلك أحياناً وليس دائماً
×××
القتالية من أجل الحصول على الكرة أمر مُهم فعلى اللاعب أن لا ينتظر إلى أن تأتيه الكرة جاهزة بل عليه اللحاق بها ومحاولة قطع حتى الكرات التي يقوم الخصم بتمريرها وللأسف أننا لا نشاهد إلا الشلهوب وويلي والكوري لي يونغ هم الوحيدون الذين يقومون بذلك عدا ياسر ربما في لقطة الهدف الثالث في مجهوده الخرافي في مباراة الفتح.
بالمناسبة..
ياسر في تلك اللقطة ركض تقريباً أكثر من خمسين متراً في أقل من عشر ثوان..
×××
في حالة امتلاك الخصم للكرة..
ليس على اللاعبين فقط الضغط على حامل الكرة بل يجب أن يقوموا بمراقبة لاعبي الخصم الذين لا يملكون الكرة حتى تقل أمام لاعب الخصم "الذي يحمل الكرة" خيارات التمرير فيكون فريسة سهلة لاقتناص الكرة منه وقد شاهدنا ذلك كثيراً من الهلال الموسم هذا إلا أنها اللقطات لم تكن مثالية تماماً ولكن اعتقد أنهم مع مرور الوقت سيتشربونها ويصبحون الأفضل في ذلك.
×××
في حالة امتلاك الكرة "من قِبل لاعبي الهلال"..
التحرك بدون كرة لدى لاعبينا جميل في أحيان كثيرة ولكن للأسف المُساندة ضعيفة.
فلا يكفي أن يفتح اللاعب لزميله خانة بل يجب أن يجد من يمتلك الكرة من يُسانده في حالة أن تم الضغط عليه من قِبل لاعب الخصم..
على اللاعبين الآخرين الذين لا يملكون الكرة أن يتحركون في زوايا يستطيع فيها زميلهم التمرير لهم وليس التحرك بشكل عشوائي.
×××
الدعيع تسبب في 3 من الست أهداف في الهلال كانت تلك الثلاث أهداف تسديدات بعيدة.
أتمنى أن يتم تدريب الدعيع على التصدي للكرات البعيدة فهي نقطة ضعف أصبح جميع لاعبي المملكة العربية السعودية يعرفونها ويحفظونها عن الدعيع وليس عيباً أن يُنتقد لاعب في ذلك وهذه كلمة أوجهها له.
أجمل ما في الدعيع أنه بعد احتفالية القناة الرياضية لم يعد يتصدى للكرات بيد واحدة بعد أن طلب منه الأمير خالد بن الوليد ذلك في تلك الاحتفالية..
×××
التسديد من بعيد ميزة جميلة في هلال الموسم هذا ولكن لازالت التسديدات ضعيفة عدا تسديدات نيفيز..
أتمنى تدريب اللاعبين على قوة التسديد من كرات متحركة كما يتدربون على ذلك من كرات ثابتة..
×××
لا أدري لماذا الكثير منا يكرر بأن الهلال لم يقابل إلى الآن إلا فرق ضعيفة وأن الخوف هو من الإتحاد والشباب وغيرهم.
أقول لهؤلاء..
لا خوف على الهلال من الاتحاد والشباب والأهلي..
فلدينا من يقوم بتأديبهم..