المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 27/10/2009, 08:55 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة المؤمنون (3)

فلما رأى نوح أنه لا يفيدهم دعاؤه إلا فرارا ‏{‏قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ‏}‏ فاستنصر ربه عليهم، غضبا لله، حيث ضيعوا أمره، وكذبوا رسوله وقال‏:‏ ‏{‏رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا‏}‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ‏}‏
‏{‏فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ‏}‏ عند استجابتنا له، سببا ووسيلة للنجاة، قبل وقوع أسبابه، ‏{‏أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ‏}‏ أي‏:‏ السفينة ‏{‏بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا‏}‏ أي‏:‏ بأمرنا لك ومعونتنا، وأنت في حفظنا وكلاءتنا بحيث نراك ونسمعك‏.‏
‏{‏فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا‏}‏ بإرسال الطوفان الذي عذبوا به ‏{‏وَفَارَ التَّنُّورُ‏}‏ أي‏:‏ فارت الأرض، وتفجرت عيونا، حتى محل النار، الذي لم تجر العادة إلا ببعده عن الماء، ‏{‏فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ‏}‏ أي‏:‏ أدخل في الفلك من كل جنس من الحيوانات، ذكرا وأنثى، تبقى مادة النسل لسائر الحيوانات، التي اقتضت الحكمة الربانية إيجادها في الأرض، ‏{‏وَأَهْلَكَ‏}‏ أي‏:‏ أدخلهم ‏{‏إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ‏}‏ كابنه، ‏{‏وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا‏}‏ أي‏:‏ لا تدعني أن أنجيهم، فإن القضاء والقدر، قد حتم أنهم مغرقون‏.‏
‏{‏فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ‏}‏ أي‏:‏ علوتم عليها، واستقلت بكم في تيار الأمواج، ولجج اليم، فاحمدوا الله على النجاة والسلامة‏.‏ فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين، وهذا تعليم منه له ولمن معه، أن يقولوا هذا شكرا له وحمدا على نجاتهم من القوم الظالمين في عملهم وعذابهم‏.‏
‏{‏وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ‏}‏ أي‏:‏ وبقيت عليكم نعمة أخرى، فادعوا الله فيها، وهي أن ييسر الله لكم منزلا مباركا، فاستجاب الله دعاءه، قال الله‏:‏ ‏{‏وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏}‏ إلى أن قال‏:‏ ‏{‏قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ‏}‏ الآية‏.‏
‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ‏}‏ أي‏:‏ في هذه القصة ‏{‏لَآيَاتٍ‏}‏ تدل على أن الله وحده المعبود، وعلى أن رسوله نوحا صادق، وأن قومه كاذبون، وعلى رحمة الله بعباده، حيث حملهم في صلب أبيهم نوح، في الفلك لما غرق أهل الأرض‏.‏
والفلك أيضا من آيات الله، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ‏}‏ ولهذا جمعها هنا لأنها تدل على عدة آيات ومطالب‏.‏ ‏{‏وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ‏}‏
‏[‏31 - 41‏]‏ ‏{‏ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ * فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ * وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ * أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ * قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ * قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏}‏
لما ذكر نوحا وقومه، وكيف أهلكهم قال‏:‏ ‏{‏ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ‏}‏ الظاهر أنهم ‏"‏ ثمود ‏"‏ قوم صالح عليه السلام، لأن هذه القصة تشبه قصتهم‏.‏
‏{‏فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ‏}‏ من جنسهم، يعرفون نسبه وحسبه وصدقه، ليكون ذلك أسرع لانقيادهم، إذا كان منهم، وأبعد عن اشمئزازهم، فدعا إلى ما دعت إليه الرسل أممهم ‏{‏أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ‏}‏ فكلهم اتفقوا على هذه الدعوة، وهي أول دعوة يدعون بها أممهم، الأمر بعبادة الله، والإخبار أنه المستحق لذلك، والنهي عن عبادة ما سواه، والإخبار ببطلان ذلك وفساده، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أَفَلَا تَتَّقُونَ‏}‏ ربكم، فتجتنبوا هذه الأوثان والأصنام‏.‏
‏{‏وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ أي‏:‏ قال الرؤساء الذين جمعوا بين الكفر والمعاندة، وأطغاهم ترفهم في الحياة الدنيا، معارضة لنبيهم، وتكذيبا وتحذيرا منه‏:‏ ‏{‏مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ من جنسكم ‏{‏يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ‏}‏ فما الذي يفضله عليكم‏؟‏ فهلا كان ملكا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب ، ‏{‏وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ‏}‏ أي‏:‏ إن تبعتموه وجعلتموه لكم رئيسا، وهو مثلكم إنكم لمسلوبو العقل، نادمون على ما فعلتم‏.‏ وهذا من العجب، فإن الخسارة والندامة حقيقة لمن لم يتابعه ولم ينقد له‏.‏ والجهل والسفه العظيم لمن تكبر عن الانقياد لبشر، خصه الله بوحيه، وفضله برسالته، وابتلي بعبادة الشجر والحجر‏.‏
وهذا نظير قولهم‏:‏ ‏{‏قَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ‏}‏ فلما أنكروا رسالته وردوها، أنكروا ما جاء به من البعث بعد الموت، والمجازاة على الأعمال فقالوا‏:‏ ‏{‏أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ* هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ‏}‏ أي‏:‏ بعيد بعيد ما يعدكم به، من البعث، بعد أن تمزقتم وكنتم ترابا وعظاما، فنظروا نظرا قاصرا، ورأوا هذا بالنسبة إلى قدرهم غير ممكن، فقاسوا قدرة الخالق بقدرهم، تعالى الله‏.‏ فأنكروا قدرته على إحياء الموتى، وعجزوه غاية التعجيز، ونسوا خلقهم أول مرة، وأن الذي أنشأهم من العدم، فإعادته لهم بعد البلى أهون عليه، وكلاهما هين لديه، فلم لا ينكرون أول خلقهم، ويكابرون المحسوسات، ويقولون‏:‏ إننا لم نزل موجودين، حتى يسلم لهم إنكارهم للبعث، وينتقلوا معهم إلى الاحتجاج على إثبات وجود الخالق العظيم‏؟‏‏.‏
وهنا دليل آخر، وهو‏:‏ أن الذي أحيا الأرض بعد موتها، إن ذلك لمحيي الموتى، إنه على كل شيء قدير، وثم دليل آخر، وهو ما أجاب به المنكرين للبعث في قوله‏:‏ ‏{‏بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ‏}‏ فقال في جوابهم‏:‏ ‏{‏قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ‏}‏ أي في البلى، ‏{‏وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ‏}‏
‏{‏إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا‏}‏ أي‏:‏ يموت أناس، ويحيا أناس ‏{‏وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ‏}‏
‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ‏}‏ فلهذا أتى بما أتى به، من توحيد الله، وإثبات المعاد ‏{‏فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ‏}‏ أي‏:‏ ارفعوا عنه العقوبة بالقتل وغيره، احتراما له، ولأنه مجنون غير مؤاخذ بما يتكلم به، أي‏:‏ فلم يبق بزعمهم الباطل مجادلة معه، لصحة ما جاء به، فإنهم قد عرفوا بطلانه، وإنما بقي الكلام، هل يوقعون به أم لا‏؟‏، فبزعمهم أن عقولهم الرزينة، اقتضت الإبقاء عليه، وترك الإيقاع به، مع قيام الموجب، فهل فوق هذا العناد والكفر غاية‏؟‏‏"‏ ولهذا لما اشتد كفرهم، ولم ينفع فيهم الإنذار، دعا عليهم نبيهم فقال‏:‏ ‏{‏رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ‏}‏ أي‏:‏ بإهلاكهم، وخزيهم الدنيوي، قبل الآخرة‏.‏ ‏{‏قَالَ‏}‏ الله مجيبا لدعوته‏:‏ ‏{‏عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ‏}‏ لا بالظلم والجور، بل بالعدل وظلمهم، أخذتهم الصيحة، فأهلكتهم عن آخرهم‏.‏
‏{‏فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً‏}‏ أي‏:‏ هشيما يبسا بمنزلة غثاء السيل الملقى في جنبات الوادي، وقال في الآية الأخرى ‏{‏إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ‏}‏

‏{‏فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏}‏ أي‏:‏ أتبعوا مع عذابهم، البعد واللعنة والذم من العالمين ‏{‏فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ‏}‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:13 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube