نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - جوع وعطش ( الملاعب والتسويق الرياضي ) فكر اوربي

الملاعب والتسويق الرياضي
خالد بن ابراهيم الربيعان – الرياض

في جميع أنحاء العالم وجميع الأندية الرياضية الكبرى أصبحت مسألة التسويق الرياضي مسألة لها أبعاد كثيرة للغاية .. منها على سبيل المثال لا الحصر .. البعد التسويقي لملعب النادي وكيف يستفيد الفريق من تواجد آلاف الجماهير المنتمية له في مكان وتوقيت واحد وبأفضل شكل ممكن.

ولذلك لن تشعر باستغراب اذا كنت في زيارة لمدينة مانشيستر وتجد بعض الأصدقاء يؤكدون لك أنك يجب أن تذهب الى ( الأولد ترافورد – Old Trafford stadium ) لتقضي يومك هناك فهذا أمر طبيعي في مانشيستر وغيرها من المدن التي تمتلك فرقاً كبيرة لها ملاعب ضخمة مثل – مسرح الأحلام – أو الأولد ترافورد،فمسؤولو مانشيستر يونايتد – قرروا أن يجعلوا من ملعبهم مكاناً ترفيهياً ثقافياً ترويجياً من الطراز الأول

فأقاموا متحفاً خاصاً بتاريخ مانشيستر إلى جانب المحلات الخاصة ببيع منتجات مانشيستر يونايتد من قمصان الفريق إلى أي شيء تتخيله عليه شعار النادي إلى جانب ذلك توجد أفضل المطاعم والمتنزهات كل هذا داخل حدود ( الأولد ترافورد – Old Trafford stadium ) وكل ذلك يكون متاحاً للجماهير للتمتع به مقابل تذكرة متغيرة القيمة فإذا كنت تريد مشاهدة المتحف ومشاهدة المباراة التي ستقام على الملعب فهذه لها سعر.

وان كنت تريد أن تشاهد المباراة وتستمتع بوجبة غذاء خاصة من مطاعم مانشيستر يونايتد فهذه لها سعر .. وهكذا.

فملاعب الفرق الكبرى ليست مجرد مكان لإقامة مباريات كرة القدم ولكنها مكان للتسويق الرياضي على أعلى مستوى ولربط المشجع بناديه بكل الطرق الممكنة فهذا المشجع سيتعرف على تاريخ ناديه وسيحصل على قميص ناديه وسيتناول الطعام في مطعم ناديه .. كل هذا بمكان واحد ولهذا تجد هذه الجماهير تنتمي لهذا الكيان أو النادي بشكل كبير لأنها في كل لحظة تجد شيئاً يذكرها بهذا النادي الذي تنتمي إليه .

وعلى الرغم من وضوح الفكرة بالنسبة لمسؤولي التسويق في جميع أنحاء العالم إلا أن الفكرة لدينا في الوطن العربي لم تتحقق حتى الآن بأي شكل من الأشكال .. فالملعب بالنسبة لنا مكان لإقامة مباراة ولم يصل بعد الى مكان تسويقي من الطراز الأول تضمن فيه وجود المشجعين المنتمين لناديك في وقت واحد.

ولكن هذا لن يحدث في وطننا العربي في القريب العاجل . لأن أكبر الأندية العربية ليست لديها ملاعب احترافية خاصة بها والكثير منها يلعب في الإستاد الرئيسي للدولة أو ما شابه وعلى الرغم من ذلك فإن الدولة نفسها لم تفكر في استغلال هذه الملاعب كأكثر من كونها ملاعب لكرة القدم يأتي إليها المشجعون لكي يشجعوا فرقهم لا أكثر ولا أقل.

وقبل أن أختم مقالي دعوني أذكر لكم معلومة قد تثير دهشتكم :

مانشيستر يونايتد يتحصل شهريا على مبلغ 200 ألف استرليني من بيع تذاكر زيارة ( الأولد ترافورد) في غير أوقات إقامة المباريات الخاصة بالنادي المانشيستراوي .. تخيلوا ....... 200 ألف استرليني شهرياً من تذاكر زيارة ملعب ( الأولد ترافورد ) في غير وقت المباريات..... اخيرا هكذا يفكرون !!