نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - الفيفا لن تحترم شعائر المسلمين..إذا لم يحترموا هم قدسية الصيام

حين يذكر يوم العاشر من رمضان.. تذكر الكرامة المصرية التى استعادها المقاتل المصرى بعد سبع سنوات من الهوان والذل الذى تعرض له من دون ذنب اقترفه أو تقصير ارتكبه فى حرب يونيو 67 التى خسرها الجندى المصرى من دون أن يقاتل.. خسرها بسبب فساد من كانوا يقودونه وتهاونهم وتخاذلهم، لكن النكسة التى ألحقت بالمقاتل المصرى لم تكسر عزيمته ولم تصبه باليأس، وحين استفاقت القيادة. وحين توحدت النوايا تحت راية الله أكبر وابتعد الفاسدون والمفسدون تمت عملية استعادة الكرامة.. تمت أثناء صيام شهر رمضان.. تمت مع إعلان عقارب ساعة يوم العاشر من رمضان فى تمام الثانية ظهراً.. تمت من دون أن يلهث قادة القوات المسلحة نحو دار الإفتاء أو مشيخة الأزهر الشريف من أجل الحصول على فتوى تجيز حصول خير جنود الأرض على فتوى تبيح لهم الإفطار كى يعبروا قناة السويس وخط بارليف فى عز النهار رغم أنهم كانوا يدافعون عن كرامة وطن انتهكت.. ويقومون بمهمة جليلة.. وليس هناك ما هو أهم وأسمى من مهمة الجهاد فى سبيل الله فتمت عملية العبور ثم استمرت المعارك حتى نهاية أكتوبر والمقاتلون صائمون.. وحتى إن كان بعضهم لم يحصل على حقه حتى الآن من التكريم سواء كان حياً أو استشهد فى المعارك أو توفاه الله بعد ذلك.. فإنه فى النهاية قام بواجبه على أكمل وجه من دون أن يصرخ فى البرية معلناً أنه كان صاحب الفضل فى عودة الكرامة المصرية والعربية.. كان من الضرورى أن أذكر هذا المثل الذى نعتز به جميعاً كمصريين قبل أن نتحدث عن الجدل المثار حول حصول لاعبى منتخب مصر على رخصة تبيح لهم الإفطار فى نهار رمضان من أجل أداء مباراة رواندا فى الجولة الرابعة بتصفيات كأس العالم يوم 5 سبتمبر الجارى.

ومع احترامى للفتوى «العصرية» التى أعلنتها دار الإفتاء بأحقية لاعبى المنتخب فى الإفطار.. فإن أداء 90 دقيقة فى نهار رمضان هو أقل بكثير من خوض حرب عسكرية تستمر أسابيع أياً كانت التحديات.. لكننى لن أتوقف فقط عند الجدل المثار بشأن صوم أو إفطار لاعبى الكرة المسلمين من أجل خوض المباريات.. ومحاولات إجبارهم على الإفطار مثلما حدث مع أكثر من نجم عالمى وكان آخرهم النجم الغانى الكبير على سولى مونتارى لاعب خط وسط نادى الإنتر الإيطالى الذى استبدله مديره الفنى جوزيه مورينيو البرتغالى بعد 20 دقيقة فقط من بداية لقاء الإنتر وبارى فى الكالتشيو الإيطالى. ونسبت تصريحات إلى مورينيو مفادها أن سبب استبداله للاعب أنه كان صائماً ونسب إليه أيضاً قوله «لماذا جاء رمضان الآن.. عليه أن يختار وقتاً آخر !!» هذه التصريحات وجدت من يتصدى لها داخل هيئة علماء المسلمين فى إيطاليا التى اعترضت على تصريحات مورينيو وطلبت منه تفسيراً ما جعله يعقد مؤتمراً صحفياً يؤكد من خلاله أنه يحترم شعائر المسلمين وأن تصريحاته تعرضت للتحريف!!

هذا الموقف يجعلنى أتساءل.. لماذا لا تقوم الدول الإسلامية بدور أكثر فاعلية من أجل الضغط على الفيفا حتى تقام جميع المباريات التى يشارك فيها لاعبون مسلمون تحت الأضواء الكاشفة خلال شهر رمضان خاصة أن تنفيذ هذا الخيار بات متاحاً فى معظم دول العالم؟! إنه تساؤل منطقى يجب أن يجد آذاناً صاغية بدلاً من البحث عن مبررات من أجل السماح للاعبين بالإفطار فى نهار رمضان وهدم الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة بدعوى أن «العمل عبادة» وهو بالمناسبة أيضاً قول مغلوط لأن العمل لا يمكن أبداً أن يغنى عن العبادة بنص الحديث الشريف «لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة».. ومن أحسن من رسول الله قولاً يا حضرات العلماء!

أخيراً.. الفيفا لن تحترم شعائر المسلمين.. ماداموا هم أنفسهم لا يحترمون قدسية هذه الشعائر ومنها صيام شهر رمضان.

[email protected]
أحمد جلال
مدير تحرير جريدة "شووت" المصرية

** منقووووووووول للفائدة **

المصـــدر