07/08/2009, 11:32 PM
|
| (( كاتب الزعيم )) | | تاريخ التسجيل: 18/11/2000 المكان: جدة
مشاركات: 725
| |
|
الأسطورة والأحفورة والأسماء المشهورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
رغم تحفظي على لقب الأسطورة المستمد من الكذب والخيال والقصص القديمة .. إلا أنني انجرفت وراء موجة
استخدام هذا اللقب في مدح لاعب أو الثناء عليه وذكرته في بعض كتاباتي السابقة
لكن اللقب في حد ذاته لا يعنيني في هذهـ المقالة بقدر ما يعنيني موضة المقارنات التي ظهرت على الساحة الإعلامية
والتي بالتأكيد يستفيد منها طرف واحد هو المسوق لهذهـ المقارنات للوصول لهدفه التجاري البحت
وللتعليق على موضوع المقارنات فإن الرأي الذي ارتاح له هو عدم وجود لاعبين أو شخصين يشبهان بعضهما
في المواصفات فبالتالي لا داعي لعمل مقارنة بينهما طالما أن لكل شخص مميزاته وإيجابياته وبالطبع توجد له سلبياته
وطالما أن لكل مقام مقال ولكل زمن دولة ورجال فهذا يقودنا لتصنيف الأزمنة حتى نستطيع أن نعرف رجالها
فالزمن الأول لرياضة كرة القدم هو زمن الملاعب الترابية التي تفوق فيها نجم لم يعلى عليه في ذلك الزمن ألا وهو
النجم الكبير سعيد غراب .. فقد ذكر العديد من الذين عاصروا تلك الفترة بأنه لاعب يستطيع أن يحمل المباراة لوحدهـ
وقد جمعتني الصدفة مع الكاتب والناقد الرياضي المعروف عادل عصام الدين الذي ذكر لي بالحرف الواحد أن سعيد
غراب نجم لا يعرف قيمته إلا من شاهدهـ على الطبيعة ؛ ويكفي الغراب فخراً مقولة الأمير الراحل فيصل بن فهد :
الغراب ثروة قومية لا تقل عن البترول .. وذلك حينما كان يفاوضه أحد رؤساء الأندية الخليجية للعب عندهم .
وبعد زمن الملاعب الترابية أتى زمن الملاعب الصناعية وتنظيم المسابقات وبداية الإنجازات حينها بزغ نجم لاعب
تميز بالتهديف على كل الأشكال والأنواع ويحسب له الف حساب من الفرق المنافسة حتى أن منتخب الصين قد أعد
العدة لمراقبة هذا النجم من خلال الصور التي وزعت على لاعبيه ومعرفة رقم قميصه ولكن الداهية مانيلي وبتكتيك
عسكري أوعز لعبدالله عبد ربه بلبس القميص رقم 9 قبل المباراة وتم بالفعل مراقبته وترك ماجد عبدالله يسرح ويمرح
في دفاع المنتخب الصيني وعندما تنبهوا لهذهـ الخدعة استطاعوا قلب النتيجة لصالحهم والفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين
لذلك نستطيع القول بأن ماجد أحمد عبدالله هو نجم التهديف الأوحد في ذلك الزمن الذي جمع بين أجيال عديدة أولها جيل
الأنجيلة الصناعية الذي تميز بالمواهب الإبداعية رغم أنهم هواة يلعبون ليمتعوا ويجلبوا الفرح بالإنجازات القارية
وبعد عشر سنوات من ظهور ماجد عبدالله أخذ موهبة أخرى فرصته في الفريق المنافس ولكن بطريقة جديدة ومغايرة
فهو خليط من موهبة التهديف وصنع الفرص واللعب خارج المنطقة تماشياً مع الخطط العصرية التي بالغت في التكتل
والمهاجمة من خارج منطقة المناورة ؛ وبالفعل نجح هذا النجم في تكوين أسلوبه وصنع نفسه بالمحافظة على سمعته
والالتزام بواجباته مع بداية زمن الاحتراف ؛ وتعملق رغماً عن كل السهام التي وجهت له وحاربته ؛ وقاد منتخب بلادهـ
للفوز لأول مرة ببطولة تقام على أرضنا وبين جماهيرنا وشارك في 4 نهائيات لكاس العالم حتى وضع اسمه في موقع
الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا مع نجوم عالميين يسجلون أهدافاً في نهائيات متعددة لبطولة كاس العالم .
وأصبح سامي الجابر بعد ذلك النجم الذي يقتدى به في التعامل مع أنظمة الاحتراف ومعرفة ماله وما عليه .
لكن السؤال الذي يفرض نفسه : هل سنتوقف عند أولئك اللاعبون ونتغنى بتأريخهم ونفخر بهم ؟
الجواب : بالطبع لا .. لأن الكرة السعودية معين لا ينضب ومنجم مليء بالكنوز والذهب .
لكن الذي أرتجيه من متابعي معشوقة الجماهير هو احترام رموز الكرة السعودية الذين أفنوا شبابهم في سبيل
اسعادنا والوصول برياضتنا إلى مصاف الامم المتقدمة ؛ وإن كان الشخص منا مادحاً فليمدح لاعبه المفضل
دون الانتقاص من الآخرين ؛ فليس الزاماً لمدح فلان أن يكون على حساب ذم غيرهـ .
ومضة أخيرة :
لو سئلت عن وجهة نظري تجاهـ النجم المفضل فسأبصم بالعشرة على لاعب عاصرت بدايته ورأيت مهاراته
وتشكل لدي عشق الكرة من خلاله ؛ نجم لا يمكن التنبؤ بما يفعل ولا يستطيع أحد قراءة أفكارهـ ؛ المتعة في مشاهدته
والكرة لها طعم بين أقدامه ؛ سبق زمنه وأبدع بحركات أصبحت فيما بعد تمارس في ملاعب الشرق والغرب
يوسف بن ناصر الثنيان فيلسوف الكرة ودكتورها الفخري ؛ ليت الملاعب تجود بمثله .
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 16 / 8 / 1430هـ
|
الوضع الشجري
