
04/09/2009, 08:13 AM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 18/03/2006 المكان: مانشستر يونايتد
مشاركات: 4,831
| |
مــقـــابـــلة بـيـربـاتـوف مع موقع fifa.com بيرباتوف أمام ساعة الحقيقة قبل أربع جولات فقط من نهاية التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، لم يعد مصير بلغاريا بيدها. فقد بات حضورها في العرس الكروي بالقارة السمراء مشروطاً بانتظار تعثر منافسيها الآخرين مقابل الفوز في جميع مبارياتها المتبقية في مشوار التصفيات. هذا يعني بكلمة أخرى أنها بحاجة إلى معجزة، ولكن من حسن حظ بلغاريا أن لديها ديميتار بيرباتوف، ذلك العبقري الفذ القادر على صنع المعجزات بفضل مواهبه الخارقة وشخصيته الفولاذية.
تحتل بلغاريا المركز الثالث ضمن المجموعة الثامنة متخلفة بثماني نقاط عن إيطاليا صاحبة الصدارة وبخمس عن جمهورية أيرلندا صاحبة المركز الثاني ولكن بمباراة أقل منهما، وستكون بحاجة ملحة إلى قائدها الموهوب في مواجهاتها الحاسمة مع كل من مونتينجرو وجورجيا أولاً، ثم إيطاليا وقبرص لإعادة تكرار موقعة نوفمبر 1993 المشهودة عندما سجل إميل كوستادينوف هدفا في شباك فرنسا ضمن من خلاله تأهل منتخب بلاده في آخر دقيقة من عمر آخر مباراة (1-2).
دخل بيرباتوف (28 سنة) في واقع الأمر تاريخ كرة القدم البلغارية بتسجيله 41 هدفا في67 مباراة مع المنتخب الوطني متقدما على المهاجم الأسطورة ريستو ستويشكوف (37 هدفا) ولم تعد تفصله سوى ستة أهداف عن حامل الرقم القياسي للتشكيلة الوطنية ريستو بونيف (47). أناقة وتوتر لم يتأخر الدولي البلغاري السابق ديميتار بنيف كثيرا في اكتشاف مواهب بيرباتوف، الذي تعلّم مبادئ الكرة في سيسكا صوفيا، على غرار أجيال كاملة من الدوليين البلغار وأسوة بوالده إفان بيرباتوف. وكان عمره لا يتجاوز ثمانية عشر ربيعا عندما سجّل 14 هدفا في 27 مباراة وبرهن بذلك على مواهبه كظاهرة تهديفية، بيد أن علاقته بالمشجعين لم تكن على ما يرام، إذ كان يعوزها التفاعل والحب المتبادل. وحول هذه العلاقة المتوترة يقول المهاجم الرشيق، الذي يتميز بطول قامته (1.88) وبراعته في الكرات العالية، إن "كون والدي مرّ بالنادي لم يساعدني كثيرا، على العكس من ذلك تماما شعرت بالغيرة وكانوا قساة حيالي أكثر من أي لاعب آخر. كان هناك أمر ما لديّ لم يكن يعجب المتفرجين". لا ريب في أن هذا الأمر كان شعوراً خاطئا لدى الجمهور بنوع من عدم الحماس والفتور لدى بيرباتوف، ربما بسبب أناقته اللافتة وهدوئه الكبير في التعامل مع الكرة مما يولّد الانطباع بأن كل مناوراته الجميلة لا تكلّفه أي جهد مقارنة بزملائه. أنا مهووس بالكمال. كل عمل أقوم به أريد له أن يكون متقنا وأدرك أن ذلك لا يمكن تحقيقه على الدوام، إلا أن ذلك يبقى هدفي. فكلما اقتربت من الكمال كلما ازددت سعادة وارتياحا
ومع ذلك يبقى بيرباتوف أكثر من هداف بسيط، فهو أولا وقبل كل شيء فنان كما يقر هو شخصيا بذلك: "أنا مهووس بالكمال. كل عمل أقوم به أريد له أن يكون متقنا وأدرك أن ذلك لا يمكن تحقيقه على الدوام، إلا أن ذلك يبقى هدفي. فكلما اقتربت من الكمال كلما ازددت سعادة وارتياحاً".
وفي شهادة على ذلك يقول مدربه السابق في فريق باير ليفركوسن، كلاوز توبمولير: "حاولت أن أفهمه أن الهداف لا قيمة له إذا لم يسجّل حداً أدنى من الأهداف في كل موسم، بيد أنه كان يعير اهتماما أكبر إلى المناورات الكروية الجميلة". ويأمل بيرباتوف في أن "يقدّر الناس بنفس الدرجة تمريراتي مثل أهدافي، لأني أحيانا أشعر بمتعة أكبر عندما أرسل تمريرة متقنة، قد يفرحني ذلك أكثر من التسجيل. أحب المساهمة في صنع الأهداف بقدر حبي للتهديف". وحول من يأخذون عليه تستره المزعوم خلف مهاراته الفنية لعدم تقديم مجهود كبير على الصعيد البدني، يرد بيرباتوف قائلا: "أنا لا أركض كثيرا ما لم تكن هناك حاجة إلى ذلك. وعلى كل حال لست سريعا في الجري." ساحر في بلاد الإنجليز لكن عندما قدم بيرباتوف إلى إنجلترا للعب في الدوري الممتاز ضمن صفوف توتنهام، فُتن به جميع زملائه ولم يكن هناك أي جدل حول مهاراته الخلاقة. يقول جيماين جيناس، أحد رفاقه السابقين في الفريق اللندني، "إنه أفضل مهاجم لعبت معه على الإطلاق. كنت أحيانا أشعر بالرغبة في التوقف عن اللعب من أجل التصفيق له بحرارة عندما أراه يروّض الكرة أو يحوّل مسارها بلمسة ساحرة. إنه رائع حقا". أمّا جلين هودل، الذي أُعجب هو الآخر بمهارات المهاجم البلغاري، فيؤكد أنه "كان بمقدوره أن يكون صانع ألعاب، لكن بالنسبة لي فهو أفضل مهاجم لأن طريقة لعبه البطيئة في بعض الأحيان تسمح للاعبي خط الوسط بالتقدم. لا أعرف أي لاعب آخر في إنجلترا بوسعه القيام بهذا. نحن هنا نفضّل اللاعبين الحماسيين الذين يضايقون اللاعب الذي بحوزته الكرة". بيد أنه عندما التحق بفريق مانشستر يونايتد في إطار صفقة بلغت قيمتها 38 مليون يورو، وجد بيرباتوف نفسه فجأة تحت الضغوط الهائلة لعملية الانتقال المكلّفة من جهة، وفي تنافس مباشر مع مهاجمين كبار من حجم كارلوس تيفيز وواين روني وكريستيانو رونالدو من جهة أخرى، فبدأت الشكوك تحوم حول إمكانياته وبدأ البحث عن الذات فضاع الموسم تقريبا على المهاجم البلغاري. لحظة العودة لم تكن مشاركته مع المنتخب الوطني البلغاري أحسن حالاً، فقد أصيب اللاعبون بالانهيار البدني والمعنوي جراء الهزيمة الثقيلة التي مني بها الفريق في مباراة ودية مع صربيا (1-6) في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008، وبدأ بيرباتوف يلمح إلى إمكانية هجران التشكيلة. ورغم قدوم المدرب الجديد ستانمير ستويلوف بداية العام الجاري، فإن بيرباتوف لم يستعد بعد حسه التهديفي ولم يسجّل في أي من مباريات التصفيات الأربع التي خاضها.
وقد تأتي الصحوة المرتقبة على يد مانشستر يونايتد، حيث يؤكد مدرب الشياطين الحمر السير أليكس فرجسون أن "الموسم الماضي كان غريبا بالنسبة له وربما نكون أسأنا استعماله"، فيما يقول بريان روبسون، أسطورة النادي، إنه "حان الأوان له (بيرباتوف) لطي صفحة الماضي لكي يبرهن على ما يحسن القيام به على الميدان. بعد رحيل رونالدو وتيفيز، سيبحث يونايتد عن لاعبين يأخذون زمام المبادرة بأيديهم وأنا على يقين أنه بوسعه أن يتبوأ هذا الدور". وفي السياق ذاته يؤكد النجم البلغاري أنه "قادر على تقديم الأفضل ومستعد لتقديم المزيد"، ما يؤشر على أن الصحوة قد تأتي قريبا. وهذا قد يكون في مصلحة بلغاريا التي باتت في حاجة إلى قائدها أكثر من أي وقت مضى، خصوصا عشية المباراة ضد منوتينجرو في الخامس من الشهر الجاري والتي ستكون مصيرية في مشوار التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا. fifa.com
|