تكادان تتشابهان نطقاً وكتابة ، رغم إن إحداهما فصحى والأخرى عامية !
فالحظيظ ( الفصحاوية ) التي تكتب بالعصا تعني كثرة الحظ وأظنها مشتقة
من هذه الكلمة !
أما الحضيض ( العامية ) فهي تعني الأسفل أو القاع !
وبعد :
هذه فلسفة وترف كتابي معها لا أظن هذه الفكرة ستعجب أحد ولكن مارأيكم
بمن يكون ( حظه في الحضيض ) .. وياهو بيكون مريض ..
للتوّ عدت من سفر برّي طويل ، قطعت فيه ما يقارب الثلاثة آلآف كيلو ذهاباً وإياباً ، وبعد القول
مني " آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون " أقول : يا رجال المرور الذين نحترم ونهاب ونهرب
منهم ومن " راداراتهم " هروبنا من الأسد ! مثلما نحن نشد على يدكم وعلى أقلامكم وهي
تدّون مخالفات السرعة في الخطوط الطويلة والقصيرة ! إلا أن الملاحظ أننا بحاجه الى تذكيركم
وأنتم الذين لاتُذكّرون .. بأن هناك مخالفة لم تفلح راداراتكم العتيقة والساهرة في رصدها
وحصارها كحصار ( ونيت ) مظَلَّلْ - بفتح الظاء واللام الأولى - في يوم تفتيش لم تنفع فيه
توسلات ولا واسطات ! ورغم أنها - أي المخالفة - ترى بالعين المجردة رأي العين ، الا أن
أعينكم يامرورنا العزيز تنظر اليها بعين الرضا أحياناً وبعين التجاهل أحياناً أخرى ! المخالفة
يا سادة يامرور هي عدم السرعة ! آسف لدهشتكم ! نعم عدم السرعة في الخطوط الطويلة
قد تتسبب بحوداث أعظم من بنت عمها " السرعة " فمن غير المعقول ، ولا أظنه يلاقي القبول
أن تكون ماشي في الخط بسرعة لا رباع ولاسديس ( يعني وسط ) وتتفاجأ بسيارة أمامك
تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحلُ ! حينها ستكون أمام خيارين أحلاهما حادث ! إما أن
تصطدم في هذه السيارة من الخلف أو تأخذ بعضك على بعضك .. وتلّف وهذي فيها مافيها !
لم يعد غريبا في خطوطنا الطويلة أن تشاهد من يمشي 80 بل و60 كيلومتر في الساعة
والمصيبة أنه بكل تعجرف يمسك المسار الأوسط وكأنه يقول أنا ومن بعدي الأسعاف عفوا
الطوفان ! لا أطالب هنا بأن تتحول طرقنا الى سباق راليات ولكن مثلما نحن لانريدها كذلك
فاننا لا نريدها أيضاً أن تتحول الى سباق سلاحف بطئ مُمل الرابح فيه خسران ! أخيراً ..
السرعة المعقولة تبدأ من 110 ولاتنتهي الا عند 140 ومن زاد أو نقص فورقة المخالفة
الصفراء لابد أن تزيّن طبلون سيارته .. ويشوفونها كل عيال حارته ..؟!!
فلسفة خبز : عندما يكون " الخبز " الآمر الناهي .. يتوارى خجلاً !
( 1 )
" أعط الخبز خبازه ولو أكل نصفه " .. مقولة جميلة بلا شك .. ولكن ماذا
لو أن الخباز أصابه الطمع على حين فجأة وأكل النصف الثاني ! حينها
ستقول متحسراً بملء فيك .. " أعطني خبزي ولو أكلته كله " !!
( 2 )
عندما تظاهر الفرنسيون بحثاً عن الخبز قالت لهم الملكة المترفة ماري انطاونيت
وهي التي لم تعرف جوعا قط لماذا لاتأكلوا الكيك ؟! هل تجرأ أحدهم وقال لها :
حسناً أيها الملكة نحن علينا " الأكل " وأنتِ عليك " الكيك " ..؟!
( 3 )
مثلما هو الآمر الناهي على موائد الفقراء ! فإن الخبز يتوارى
خجلاً على موائد الأغنياء ! هذا إن وجد له مكان أصلاً ؟!
( 4 )
سوبرماركت : خير وبركة !
سوبرماركت مع مخبز : خير وبركة .. وزبائن بالهبل !!
( 5 )
النكتة التي ظلمت الخبز كثيرا هي التي تتحدث عن أحد المجانين
عندما وقف طويلا أمام البحر يتأمل وحينها سأله الدكتور وقد أستبشر
خيرا بصمته وتأمله فيم يفكر فقال : " إذا كان هذا البحر حساء فكم
رغيف خبز يكفيه " !!
أقول : ظلمت الخبز لأنه لا البحر سيكون حساء ولا الخبز سيكفيه !
( 6 )
خبز خبزتيه يالرفلا كليه !
مثل شعبي موغل في التشفي والظلم ! ماهو ذنب الرفلا إن لم يكن
المجتمع موجها لها في كيفية صنع الخبز الناضج المفيد الذي إن أحسنت
صنعه سيأكل الجميع معها فرحين و ..محتفلين سوياً بـ ( عجينة ) النجاح !
( 7 )
مع كثرة أنواع الخبز ، التي أصبحت تمتلئ بها أرفف المحلات من خبز
التورتيلا الى الخبز الشامي الى خبز التوست الا أن أفضلها وأجملها
وأحلاها و .. أنفعها هو " خبز أمي " ..
أيها المواطن الذي لا نرتجي شكره : " راجعنا بكرة " !!
راجعنا بكرة ..
قالها موظف .. كأنه..
على خدمتنا مُكرة !
راجعنا بكرة ..
ما هي قصة مسلسل ..
أو أحدث فيلم وفكرة ..
هي التي تصيبنا بالغثيان ..
وهي التي أكثر ما نكرة !
حين سماعها ..
بصيبنا ما يشبه السُكرة ..
راجعنا بكرة ..
الأكثر تداولاً في بلدي ..
حتى تكاد تكون محتكرة !
يا " بابا " أسناني " واوا " .. لا تبّكيني عند " المول " !!
قبل ليلتين تقريباً ، كنت في أحد " المولات " المنتشرة هذه الأيام انتشار النار في الهشيم ! وكنت
أمّني النفس بتسوق هادئ لا تنغصه زحمة متسوقين ، أو صدمة من عربة أطفال رائقين ! كل هذا
تبّخر وتحول الى مجرد حديث للنفس الحالمة بالراحة والدعة دائماً ، قبل أن أدخل المول من إحدى
جهاته الأربع كانت الإستحالة الكبرى هي في إيجاد موقف للسيارة قلت ربما أن الزحمة بسبب
التسوق الرمضاني المعهود والتي ستكون منحصرة في هايبر ماركت السوق ولكن بمجرد انفتاح
الباب الكهربائي ودخولي للسوق صدمت بوجود مئات الأطفال فرادى ومع أهاليهم وهم يسرحون
ويمرحون ويشيرون الى أعلى المول بحديث فيه الكثير من اللهفة والاشتياق ! لم تطل حيرتي
فقد سألت " واللي يسأل ما يتوهش " كما قالوا في أرض الكنانة ! وجاءني الجواب أن هناك حفلة
لفرقة " طيور الجنة " في الدور الثاني من المول ؟ وأن هؤلاء الأطفال ومع إدمانهم لمشاهدة القناة
أجبروا أهاليهم على إحضارهم - مكرهين لا كرماء - إلى السوق لمشاهدة الفرقة ورأيها رأي العين !
الى هنا والأمر والفرقة والطيور لا " غبار " عليها ! ولكن الغبار الذي أثار زوبعة لم تهدأ حتى بعد أن
عزفت الفرقة لحن الوداع هو في قيمة التذكرة المبالغ فيها ، والتي وصلت في السوق البيضاء جهاراً
نهاراً الى مائة وخمسين ريالاً ! وحقيقة لا أعلم عن سعرها في دهاليز السوق الخلفية والتي قد تكون
تضاعفت وربت وأنبتت ! ربما غاب عن " مسيّري " القناة ومن أحضرهم أن جُلّ مشاهديهم من أطفال
الأسر محدودة الدخل الذين يتقاسمون حبات الخبز فيما بينهم ! وأن المائة والخمسين كفيلة بإحضار
بعض ما خف وزنه وغلا " ثمنه " من مقاضي رمضان المرهقة بكل ما تحمله الكلمة من إرهاق !
أما أطفال الشابعين الممتلئة بطونهم فرسيفر قنواتهم قد لا توجد فيه القناة أصلاً فما بالك بمشاهدتها
إنهم يديرون الريموت فقط على " والت ديزني " وما دز دزها ! وقد يحضرون الفعاليات هناك في ولاية
كاليفورنيا غير آبهين بقيمة التذكرة ولا السَفرة بكبرها ! أعود للحفلة وشجونها وطيورها وأقول : لا
أظن دموع الأطفال - المحرجة لأهاليهم - والذين مُنعوا من الدخول بسبب عدم مقدرة آبائهم على
دفع قيمة التذكرة تعني للمنظمين شيئاً ، ولكنها تعني لأهاليهم الشئ الكثير ، ربما تعني الحسرة
وهم يشاهدون براءة الأطفال تغتالها " أوراق البنكنوت " ! وبدلاً من أن " ينشد " أطفالهم مستقبلاً
يا " بابا " أسناني " واوا " وديني عند الطبيب ، سينشدون بلحنٍ حزين يقطّع القلب يا بابا أسناني
" واوا " لا تبّكيني عند " المول " !!
في ملاعب إنجلترا .. " ويمبلي " تحديداً ..
كان " الذيب " و .. كانت الكرة ..
وكان - الأبداع - حاضراً .. لا يغيب !
فـي ويمبلي الشـــهير
ــــــــــــــــــــــــــــ كشّر الذيب بانيابه
جندلهم وسحب الظهير
ـــــــــــــــــــ وجمهورهم صفق طرابه
المـدافع أصبح مستحير
ــــــــــــــــــــ من هول ماجــــــــرا به
في الفــــن ماله خشير
ـــــــــــــــــــــــ حاز المــــجد واعجابه
لو أن الكـــــرة تستجير
ـــــــــــــــــــــــ ماوقفت الا عند بـــابه
يا أهل " هونج كونج " ! عندنا وعندكم " خير خونج " !!
الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الألمانية ، وكان يتحدث بشأن تسليم طفلتين من
حديثي الولادة لأمين غير والدتيهما في " هونج كونج " أثار حالة من الأستنفار
القصوى في هذه الهونج كونج ! حتى أن وزير صحتهم أمر بمعاقبة المتسببين
وشمس تطلع خبر بـ يبين ! أقول : يا أهل هونج وليس بالضرورة أن أكمل كونج !
عندنا وعندكم خير ! أنتم على الأقل المصيبة منكم وفيكم التبديل حصل بين
طفلتين هونج كونجيتين ! إن صحت التثنية ! أما نحن فقد سبقناكم في هذا
المجال واتجهت بنا الأخطاء الطبية الى " الأستبدال الدولي " ! كما حصل في
منطقة لدينا اسمها " نجران " ! حينما تم تسليم طفل " سعودي " إلى اسرة
تركية على أساس أنه طفلهم ! وتم تسليم طفل الأسرة " التركية " الحقيقي
الى الأسرة السعودية ربما يكون هذا من باب تحسين النسل وإدخال جينات
جديدة في مجتمعنا ! يا أهل هونج كونج - لا يكثر بس - هاتان الطفلتان
ردت إليكم ! أما نحن فما زال " طفلنا " يحلف أنه ما " يعرفنا " !!