لا هنت يا أبا مساعد

ل ( محمد الشهري )

رغم اعجابي بقدرات زميلنا الوردي صالح الطريقي الكتابية وبأسلوبه الرشيق.. إلا أنني أجد نفسي في حيرة أمام الكثير مما يطرحه من أفكار أكثر اغراقاً في الغرابة والحداثة معاً.. وبالتالي استعصاء فهم ما يدور في جمجمته، وما يرمي إليه«؟!».
* آخر ما طرحه الزميل الطريقي في هذا الاتجاه يتمثل في موضوعه عن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد المنشور يوم السبت الماضي والذي صب من خلاله جام «....» على الشيخ ابن سعيد وعلى جيله من كبار السن المرموقين «!!!».
* وليعلم كل من يقرأ هذا الكلام وأولهم الطريقي انني لست هنا بصدد الدفاع أو المنافحة عن ابن سعيد.. فالشيخ أطول هامة من أن يكون موضع هجوم مقذع مصدره الطريقي أو خلافه... فضلاً عن انه أعلى قيمة وقامة من أن يتصدى قلم متواضع بحجم قلم العبد الفقير إلى ربه للدفاع عنه فسجله ومآثره هي التي تجعل من محاولة النيل منه عبارة عن «نعيق».
* فقط: أستعجب واستغرب في آن واحد من الحاحات الأخ صالح في معظم اطروحاته بالخروج عن المألوف، وعن الثوابت«؟!!».
* فهو لم يكتف «هدانا الله وإياه» بمحاولة النيل من قدرات الشيخ الفكرية والعقلية .. بل زاد على ذلك بالسخرية منه على طريقة «إذا ضربت فأوجع»؟!.
* الغريب في الموضوع ان الطريقي يطالب بالغاء العقل والحكمة والتجربة في إدارة ومعالجة الأمور الطارئة.. والاحتكام فقط إلى النظريات الفلسفية والحداثيات المتورمة .. والأغرب من ذلك انه يطالب باستمرار بالتمرد على المثل والأعراف النبيلة المتوارثة على اعتبار انها لا تتماشى مع النهضة العلمية والعلمانية ومع تقنيات دعاة الحداثة حتى وان كانت تلك المثل والاعراف تنسجم كلية مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومع القيم الأصيلة وأدبياتها «؟!».
** ولا أدري حقيقة هل ضمن ما يحويه مخزون الزميل المعلوماتي «معلومة» دينية واجتماعية وانسانية عظيمة تحث الصغير بل تأمره باحترام مقام من هو أكبر منه سناً في مقابل أن يكون الأكبر اكثر رحمة بمن هو أصغر منه في السن.. ثم اطمئن الأخ صالح بأنه حتى وان رضي هو وطالب بضرورة تصدر ابن ال «15» عاماً للمجلس وبقاء ابن ال «70» وال «80» عاماً في المكان المجاور لمكان الأحذية على حد تعبيره وضرورة تبادل المواقع، فقط من أجل كسر عادة يرى انها «دميمة» قد تساهم من وجهة نظره في احتفاظ كبار السن بمواقعهم التقديرية والمعنوية على حساب الجيل الصاعد.. أطمئنه انه لن يرضى أو يقبل بتلك الانقلابات إلا قلة قليلة هي في حكم من يشذ عن القاعدة.. لا لأن ذلك يعتبر خروجاً عن المألوف الأخلاقي والقيمي فحسب وانما لاعتبارات أخرى أيضاً لها علاقة باختلال موازين الأشياء «؟!».
* كيف يستنكر الطريقي تمرد الجمعان ويطالب بشنقه عقاباً له على تمرده في الوقت الذي يطالب جيلاً بأكمله بالتمرد على أدبيات وأسس تربوية ودينية واخلاقية واجتماعية حميدة ترفع ولا تنتقص من قدر أو قيمة أي طرف«؟!!».
* بالقطع لا أحد يقر تصرف الجمعان إلا من سعى لاقحامه في وحل فعلته والذين يروق لهم ما حدث وقد كشفوا عن أنفسهم... إلا أن ذلك لا يمنح الطريقي ومن يسير في ركابه مسوغ التطاول على الرموز تحت أي ذريعة.
* وأعجب أكثر لبراءة الأطفال التي هبطت على الزميل فجأة فيما يتعلق ببعض من يعبثون في الوسط الرياضي أمثال البلوي مستعينين ببعض أصحاب السوابق المرفوضة وهم من عناهم الشيخ باشارته التي لم تعجب الطريقي على اعتبار انها ثقافة قديمة من وجهة نظره تعتمد على تدمير وتفكيك الآخر.. مع ان ابن سعيد أشار إلى حقيقة ثابتة وموثقة يعلمها القاصي والداني ولا تحتمل أية فلسفات ..إلا إذا كان الزميل قد تحول لسبب أول لآخر إلى محام عن الشلة إياها«؟!».
* عموماً: عبدالرحمن بن سعيد لا يضيره كرمز وكأبرز مؤسس رياضي أن تطاله الخربشات المليئة بالمتناقضات والسفاهات والأفكار المهلهلة.. فتاريخه الطويل والمؤطر بكافة أشكال النجاحات وباعه الطويل في تسنم قمة الريادات في فن الأعمال التأسيسية والإدارية الفذة... وما نتج عنها من ثمار اعجازية، لن تنتقص منها أو تلغيها جرة قلم حاقد.. أو آخر منغلق أو ثالث يبحث عن مصلحة عند هذا أو ذاك «؟؟».
* كنا سنصفق بحرارة للزميل لو انه اختار الشخصية الملائمة لمعاني وأهداف طرحه ذاك وخصوصاً فيما يتعلق ببعض عباراته الواردة في ثنايا ذلك الطرح مثل «الهدم» و «زرع المشاكل بين الأندية» وغيرها من التخريبات غير المنضبطة وغير المهذبة .. أما أن يستهدف أحد أكثر الشخصيات القيادية الرياضية نجاحاً وفكراً نيراً وتجربة مشهوداً لها بالتميز المطلق فذاك ما يشير إلى أن في الأمر شيئا أو سراً لا يعلم كنهه إلا الله ثم الراسخون في علم التحليل النفسي «؟!!».
* وما دام الحديث عن الانضباطية وما أدراك ما الانضباطية فأعتقد أن من حقي ومعي بقية القراء توجيه السؤال التالي إلى الزميل العزيز «ما نصيب الالتزام والانضباطية من مجمل ممارساته الرياضية والكتابية؟!».
* واتساءل باندهاش: أي قدر وأي نوع من السذاجة ذلك الذي مارسه في نهاية موضوعه والمتمثل بدعوته إلى تكريم ابن سعيد على طريقة «شرهوه» بينما هو يعلم أن شيخ الرياضيين اكبر من أن يكرم على الشاكلة التقليدية التي عادة ما تلهث خلفها هذه أو تلك من الشخصيات التي تستهويها مثل تلك النوعيات من البهرجات المزيفة «؟!».
* سؤال أخير: ما الفرق يا عزيزي بين أن تكون من فئة الشياطين الخرس.. أو من الفئة الأخرى «المفوهة» طالما أن المسألة برمتها تصب في خانة الأعمال الشيطانية.. أعوذ بالله من جميع الشياطين، أخرسهم وناطقهم وكبيرهم وصغيرهم قديمهم وحديثهم.