 
			
				16/04/2009, 05:38 PM
			
			
			     |  
      |    زعيــم مميــز   |   |    تاريخ التسجيل: 29/07/2004  المكان: أرض الله الواسعة !  
						مشاركات: 2,160
					        |        |  
  |     
				
				مَنْ يأخذُ بيَدِ هذَا الفتَى ؟!                  
كان يمشي مرهقاً من تعب ِ السنين ... قد هدَّ التعب أركانه, عبثت به الحياة و نازعها و نازعته .  
تكالبت عليه الضروف  فجعلت من ذلك الفتى الغض رجلاً قبل أوانه . 
كان مُثقل بهمومه , مُرتهن لآماله و له نفسٌ أبيّة لا ترضى بالدون , بل ترتفع إلى ما دون النجوم !  
و رغم ما هو فيه كان فتىً لمّاحا ً ذكياً بشوشاً ذا خُلق جم و أدب رفيع . 
لا يعرف من جهات الأرض ِ الأربعة شيئاً إلا من فوق هامته ! 
 فإذا ما ادلهمّ عليه خطبٌ و نزل به ما لا يطيقه من العناء , 
 يمم وجهه إلى السماء  و ناجى من سوِّاهن سبعاً طِباقا ً .   
لم يكن من أبناء الدنيا الذين يتقلبون في النعيم فلقد كان تعيساً في عُرف القوم . 
 و رُبَّ تعاسةٍ تتسامى بصاحبها إلى  
السماء , و رُبّ سعادةٍ سافلةٍ تهبطُ بصاحبها إلى الأرض !! 
لكن الطريق طويل , و الزاد قليل , و الوسيلة تكاد تُعدم !            على رصيف الحياة ... 
يغـُذ خطاه ماشيا ً وحيدا ًً إلى لا نهاية ..! 
يسير ليُنقـِّـب في البلادِ عن ذاتـِه المفقودة  و أحلامه المكتسبة   
و يبحث في وجوه العابرين تحت سقف السماء... 
 و يُـقـلب النظر ذات اليمين وذات الشمال  ...  
علـَّه يجد على النار هدى ! 
هُناك ... 
حيث السكن لمن لا سُـكنى لهم .. 
يهيمُ على وجههِ الممتلئ { هماً } ... 
 ويصْطنِع ُ رَسم ابتِسَامةٍ زائفةٍ على مُحيَّاه , ليُسعِدَ بِهَا غيْرِه !! 
عبثا ً .. 
يُحاولُ البَحثَ عَـن ظِلالٍ يتفيَّأ بِهِ من لَهِيب الشمس ِ الحارقة .. 
و لا ظِلال حوله .... لا ظلال !!     
فياللمحزونين القابعين خلف جدران أحزانهم لا يلوون على شيئ غيره 
و يا من يسقون شجرة { بؤسهم } بمداد ٍ من مدامعهم  
من يفكُ { قيود } الألم التي تستدير على معاصمهم  .... 
 فتُمِيت من أنفسهم انطلاقتها و تحرُرها نحو فضاءات الأمل !            
و بعد , 
فكم من أمثال هذا الفتى من  يعيش بيننا و  يحتاج يداً حانية تمتد إليه لتنتشله من براثن العوزِ و الحاجة ؟! 
و لو أنـَّا بحثنا في وجوه الفقراء و المعدمين لوجدنا فيهم من العباقرة و الأذكياء و من أصحاب المواهب الذين صدَّتهم أحوالهم عن الإهتمام بها و تطويرها و الإستفادة منها . 
 و قد يصبحوا في أحد الأيام لبنات صالحة تُساعد في بناء مجتمعاتهم .   
و لكن من يأخذ بأيدي هؤلاء ليعبر بهم إلى الضفة الأُخرى من النهر ؟!        |