لم يكن فريق سامسونج الكوري هو الذي هزم فريق الهلال ، بل الذي هزم الهلال هي كرة القدم وحدها التي تحب العناد كثيراً وتكره التجاوب أكثر !

لو نظرنا إلى عوامل المباراة قبل بدايتها نستطيع الحكم بفوز هلالي ساحق دون أدنى تفكير رغم النقصان الدولي والظروف الإدارية المحيطة ، وكان التشكيل الذي قدمه الكولومبي " ماتورانا " سواء من ناحية الأسماء أو التخطيط خلال شوط المباراة الأولى " مبهراً " وأكرر أن الأداء والتشكيل والتخطيط وحتى التنفيذ كان مبهراً وأكدت حكمي اليوم بعد مشاهدة المباراة للمرة الثانية ، ربما لم أشاهد الهلال حتى في أيام " يوردانسكو " يقدم شوطاً مثالياً راقياً كما قدمه خلال شوط المباراة الأول وأحسست حينها أن " ماتورانا " استفاد من تواجده في المونديال وطبق النظرية الألمانية في حالة وجود الكرة مع الخصم بشكل ربما يطبقه نادي سعودي لأول مرة ، ولم ينسى الجانب المهاري في حالة الهجمة فرأينا كيف تصل الكرة إلى داخل منطقة جزاء الخصم بشكل سلس ومهاري وبسيط دون تعقيد كما كان في السابق ، وربما لفتت طريقة لعب الكرات العرضية بطريقة طولية جميع المتابعين ورأينا كيف لعب النزهان وخالد عزيز ثلاث كور عرضية من منتصف الملعب شكلت منها كرتان خطرتان جداً في ظرف سبع دقائق رغم التكتلات الكورية .

ببساطة شديدة شوط أول ممتع من جميع النواحي وإن كان الغامدي هو الوحيد الذي كان يلعب بسلبية وبرغبة في التجاوز ( كما تعود اللاعبون مع المدربين السابقين ) وهو الشيء الذي كان يرفضه ماتورانا .

نقطة التحول في المباراة هي دخول يوسف الثنيان في وقت مبكر على حساب لاعب مهاجم من نوع ( قناص ) لا نختلف أبداً حول المهاراة والخبرة التي يملكها الثنيان ، ولكن كيف يخفى على ماتورانا أن العلي والكاتو هما المهاجمين الوحيدين في تشكيلة الفريق بعد ( هروب الجمعان ) ! ، في تصوري أن ماتورانا كان يرغب في مشاركة الثنيان بجانب الكاتو والدليل تصريحه التلفزيوني لقناة أوربت والتي قال فيها بعد نهاية الشوط الأول أنه بحاجة إلى تعديل هجومي ! ، ولكنه عرف خطاءه حينما شاهد الثنيان والتمياط يؤديان نفس المهام بل ويتداخلان في نفس المكان ، هذا الأمر أبقى الكاتو وحيداً في خط الهجوم وأبقت الكرات العرضية في صالح الكوريين دوماً .

بضياع هذا الكم من الفرص وارتداد كرتين من العارضة والقائم وإضاعة " الكاتو " لثلاث فرص سهلة أيقنت حينها أن الكأس لن تعود للزعيم بل ستبقى لدى سامسونج مهما فعل لاعبو الهلال .

أخطاء ماتورانا :
@ إشراكه للكولومبي " الكاتو " منذ بداية المباراة رغم أن الكاتو نفسه لم يشارك في أي مباراة رسمية أو حتى ودية منذ عودته من إصابته العام الماضي باستثناء ثلاث مباريات شارك بها مع فريق " الريان القطري " .

@ إخراج حسين العلي في وقت مبكر جداً ، وإدخال الثنيان في وقت لم يكن يتوقعه أحد !

@ إدخال المطرف ( الصغير على مباريات بهذا الحجم ) بدلاً من الغامدي ، في وقت كان الجميع يتقرب دخول نجم مباراة الذهاب فيصل الصالح في مركز الغامدي .

@ عدم توجيهه للاعبي الفريق الذين تناسوا خطة الشوط الأول ومالوا إلى اللعب الفردي وتجاوز اللاعبين ! .

فواصل :
@ من نظر إلى الثنيان في آخر دقيقة من المباراة وكيف حمل الكرة وثبتها كضربة مرمى للكوريون يتيقن أن شعور الثنيان في الرغبة بحمل بطولة جديدة كان مختلفاً لأول مرة منذ عشرين عاماً .. مالسر !

@ رغم تقديري الكامل للحارس حسن العتيبي إلا أن متابعتي لطريقة تجاوبه في صد ضربات الجزاء أكدت أنه لم يتمرن على صد أي ركلة ( بشكل جدي ! ) .

@ إنطلاقة كأس الأمير فيصل تحت سن 23 سنة وتأخر انطلاق الدوري وتجاوز الجمعان لسن 27 سنة كلها أمور مهيأة لإيقاع عقوبة به من ( نوع خاص جداً ) .

@ باستثناء تغيير العلي .. ماتورانا قدم أداءاً تدريبياً رائعاً في مباراتي السوبر .


أخيراً ..

حظ كرة القدم ((( قد )) يقف معك مرة أو مرتين ..
ولكنه سيقف ضدك مرات ومرات وأسألوا الأسبان