
02/04/2009, 02:45 PM
|
 | زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 02/10/2008 المكان: الدمام
مشاركات: 570
| |

يــــحــكـــــى . . . أنــــــــــ . . . في إحدى دول العالم ، يوجد شركة متخصصة في إحدى المجالات التي تساهم في نهضة البلد وتقدمه. هذه الشركة لديها إثنا عشر (12 ) شركة تابعة لها تساهم هي بدورها أيضا في تحقيق أهداف الشركة الأم. فالنظام يسمح للشركات التابعة أن تقوم هي بإدارة أعمالها وإختيار الرئيس ومجلس الإدارة والمدير التنفيذي. ولهذه الشركات الحرية في إتخاذ القرارات المتعلقة بسياستها. ما يهم هو أن تساهم جميع هذه الشركات بشكل أو آخر في تحقيق الأهداف المرجوة للشركة الأم ، التي لديها أهداف قصيرة المدى وبعيدة المدى.
وفي آخر كل عام تعلن كل شركة من الشركات التابعة أرباحها السنوية وما تحقق من إنجازات.
من بين الشركات الإثنا عشر يوجد شركة متميزة عن البقية في كل شيئ ، في علو نسبة الأرباح ، في الإدارة والأنظمة ، في كفاءة موظفيها بالإضافة إلى ما تقدمه من أفكار جديدة لم يسبقها إليها غيرها لخدمة أهدافها. حتى عدد المساهمين في هذه الشركة يعتبر الأعلى على مستوى الشركات الأخرى. هذه الشركة المتميزة تعلن سنويا عن أرباح يعجز باقي الشركات عن تحقيقها ، هناك شركة أو شركتين تحقق بعض الأرباح ولكن ليس في قوة الشركة المتميزة ، أما بقية الشركات فهي تتخبط بين سوء إدارة وضعف الإمكانيات.
هذا النجاح اللافت للشركة المتميزة أو لنسميها الشركة الظاهرة ، جعل الحسد والغيرة يتسللان إلى قلوب بعض رؤساء الشركات الأخرى وأعضاء مجالس إداراتها ، اللذين لديهم نفوذ لدى الشركة الأم. وبالأخص شركة يمكننا أن نصفها بأنها الشركة (العالة) على الشركة الأمة وعلى النشاط التي تقوم به. فقد طالبوا قبل فترة ليست بالقصيرة بمدقيقين حسابات أجانب للتدقيق في حسابات الشركات ، لأنهم بزعمهم أن المحاسب المحلي غير كفؤ وأن أرباح الشركة المتميزة غير صحيحة ومبالغ فيها وأن المحاسب الأجنبي سوف يكشف زيف حقيقة أرباح الشركة المتميزة. واستجابت الشركة الأم لمطالب الشركة العالة ، وجيئ بمحاسبين أجانب ، فكانت الطامة الكبرى لهم أن أرباح الشركة المتميزة زادت بشكل ملحوظ بحضور مدققي الحسابات الأجانب ، مما جعل الشركة العالة ومجلس إدارتها يضربون أخماسا في أسداس ، ويعضون أصابع الندم على طلبهم هذا.
لأعطيكم نبذة قصيرة عن الشركة العالة: هذه الشركة لم تحقق أرباح منذ سنين طويلة ، بالإضافة إلى تدني مستوى موظفيها وكادت أن يتم شطبها من قائمة الإثنا عشر شركة ، لولا تدخل الشركة الأم ، التي تحابي هذه الشركة على حساب باقي الشركات على الرغم من فشلها المستمر على مدى سنين طوال.
الشركة المتميزة نجحت قبل سنتين في تعيين مدير تنفيذي شاب ، ساهم بشكل كبير في نقل الشركة المتميزة نقلة نوعية جعلها تسير على خطى شركات عالمية ، وجعل الشركة تبدوا مختلفة تماما ، شهد لها القاصي والداني أنها تغرد خارج سرب الشركات الإحدى عشر الأخرى.
الشركة العالة استغلت نفوذها لدى الشركة الأم وساهمت في إقالة المدير التنفيذي للشركة المتميزة بسبب رفضه قيادة فريق عمل شكلته الشركة الأم للمشاركة في أحد المؤتمرات الدولية ، وكانت الشركة الأم تبحث عن مدير تنفيذي متميز. إلا أن الشركة الأم استجابات لمطالب شركتها المدللة (العالة) وأمرت بإقالة المدير التنفيذي الداهية ، الذي خسرة البلد برحيله قبل أن تخسر الشركة المتميزة.
اعتقد كثيرون ومنهم مسئولوا الشركة العالة أنهم نجحوا في عرقلة سير خطط الشركة المتميزة ، أو لنقل أنهم حلموا أنهم حققوا ذلك ، ولكن لأن الشركة المتميزة لا تقوم على شخص ، بل هي تسير بمنظومة جماعية متناغمة لا يضرها غياب شخص أو رحيله. بل هي تسير على خطى عالمية بقيادة رئيسها ونائبه الذين يقدمون نموذجا فريدا ليس له مثيل في إدارة الشركات. |