المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05/04/2009, 08:53 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة فاطر (4)

[‏29 - 30‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ‏}‏

‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها‏.‏
ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاة التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، والنفقة على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكاة والكفارات والنذور والصدقات‏.‏ ‏{‏سِرًّا وَعَلَانِيَةً‏}‏ في جميع الأوقات‏.‏
‏{‏يَرْجُونَ‏}‏ ‏[‏بذلك‏]‏ ‏{‏تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ‏}‏ أي‏:‏ لن تكسد وتفسد، بل تجارة، هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئًا‏.‏
وذكر أنهم حصل لهم ما رجوه فقال‏:‏ ‏{‏لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُم‏}‏ أي‏:‏ أجور أعمالهم، على حسب قلتها وكثرتها، وحسنها وعدمه، ‏{‏وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ زيادة عن أجورهم‏.‏ ‏{‏إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ‏}‏ غفر لهم السيئات، وقبل منهم القليل من الحسنات‏.‏
‏[‏31 - 35‏]‏ ‏{‏وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ * ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ‏}‏
يذكر تعالى أن الكتاب الذي أوحاه إلى رسوله ‏{‏هُوَ الْحَقُّ‏}‏ من كثرة ما اشتمل عليه من الحق، كأن الحق منحصر فيه، فلا يكن في قلوبكم حرج منه، ولا تتبرموا منه، ولا تستهينوا به، فإذا كان هو الحق، لزم أن كل ما دل عليه من المسائل الإلهية والغيبية وغيرها، مطابق لما في الواقع، فلا يجوز أن يراد به ما يخالف ظاهره وما دل عليه‏.‏
‏{‏مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ‏}‏ من الكتب والرسل، لأنها أخبرت به، فلما وجد وظهر، ظهر به صدقها‏.‏ فهي بشرت به وأخبرت، وهو صدقها، ولهذا لا يمكن أحدا أن يؤمن بالكتب السابقة، وهو كافر بالقرآن أبدا، لأن كفره به، ينقض إيمانه بها، لأن من جملة أخبارها الخبر عن القرآن، ولأن أخبارها مطابقة لأخبار القرآن‏.‏
‏{‏إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ‏}‏ فيعطي كل أمة وكل شخص، ما هو اللائق بحاله‏.‏ ومن ذلك، أن الشرائع السابقة لا تليق إلا بوقتها وزمانها، ولهذا، ما زال اللّه يرسل الرسل رسولا بعد رسول، حتى ختمهم بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجاء بهذا الشرع، الذي يصلح لمصالح الخلق إلى يوم القيامة، ويتكفل بما هو الخير في كل وقت‏.‏
ولهذا، لما كانت هذه الأمة أكمل الأمم عقولا، وأحسنهم أفكارا، وأرقهم قلوبا، وأزكاهم أنفسا، اصطفاهم الله تعالى، واصطفى لهم دين الإسلام، وأورثهم الكتاب المهيمن على سائر الكتب، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا‏}‏ وهم هذه الأمة‏.‏ ‏{‏فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ‏}‏ بالمعاصي، ‏[‏التي‏]‏ هي دون الكفر‏.‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ‏}‏ مقتصر على ما يجب عليه، تارك للمحرم‏.‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ‏}‏ أي‏:‏ سارع فيها واجتهد، فسبق غيره، وهو المؤدي للفرائض، المكثر من النوافل، التارك للمحرم والمكروه‏.‏
فكلهم اصطفاه اللّه تعالى، لوراثة هذا الكتاب، وإن تفاوتت مراتبهم، وتميزت أحوالهم، فلكل منهم قسط من وراثته، حتى الظالم لنفسه، فإن ما معه من أصل الإيمان، وعلوم الإيمان، وأعمال الإيمان، من وراثة الكتاب، لأن المراد بوراثة الكتاب، وراثة علمه وعمله، ودراسة ألفاظه، واستخراج معانيه‏.‏
وقوله ‏{‏بِإِذْنِ اللَّهِ‏}‏ راجع إلى السابق إلى الخيرات، لئلا يغتر بعمله، بل ما سبق إلى الخيرات إلا بتوفيق اللّه تعالى ومعونته، فينبغي له أن يشتغل بشكر اللّه تعالى على ما أنعم به عليه‏.‏
‏{‏ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ‏}‏ أي‏:‏ وراثة الكتاب الجليل، لمن اصطفى تعالى من عباده، هو الفضل الكبير، الذي جميع النعم بالنسبة إليه، كالعدم، فأجل النعم على الإطلاق، وأكبر الفضل، وراثة هذا الكتاب‏.‏
ثم ذكر جزاء الذين أورثهم كتابه فقال‏:‏ ‏{‏جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا‏}‏ أي‏:‏ جنات مشتملات على الأشجار، والظل، والظليل، والحدائق الحسنة، والأنهار المتدفقة، والقصور العالية، والمنازل المزخرفة، في أبد لا يزول، وعيش لا ينفد‏.‏
والعدن ‏"‏الإقامة‏"‏ فجنات عدن أي‏:‏ جنات إقامة، أضافها للإقامة، لأن الإقامة والخلود وصفها ووصف أهلها‏.‏
‏{‏يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ‏}‏ وهو الحلي الذي يجعل في اليدين، على ما يحبون، ويرون أنه أحسن من غيره، الرجال والنساء في الحلية في الجنة سواء‏.‏
‏{‏و‏}‏ يحلون فيها ‏{‏لُؤْلُؤًا‏}‏ ينظم في ثيابهم وأجسادهم‏.‏ ‏{‏وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ‏}‏ من سندس، ومن إستبرق أخضر‏.‏
‏{‏و‏}‏ لما تم نعيمهم، وكملت لذتهم ‏{‏قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ‏}‏ وهذا يشمل كل حزن، فلا حزن يعرض لهم بسبب نقص في جمالهم، ولا في طعامهم وشرابهم، ولا في لذاتهم ولا في أجسادهم، ولا في دوام لبثهم، فهم في نعيم ما يرون عليه مزيدا، وهو في تزايد أبد الآباد‏.‏
‏{‏إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ‏}‏ حيث غفر لنا الزلات ‏{‏شَكُورٌ‏}‏ حيث قبل منا الحسنات وضاعفها، وأعطانا من فضله ما لم تبلغه أعمالنا ولا أمانينا، فبمغفرته نجوا من كل مكروه ومرهوب، وبشكره وفضله حصل لهم كل مرغوب محبوب‏.‏
‏{‏الَّذِي أَحَلَّنَا‏}‏ أي‏:‏ أنزلنا نزول حلول واستقرار، لا نزول معبر واعتبار‏.‏ ‏{‏دَارَ الْمُقَامَةِ‏}‏ أي‏:‏ الدار التي تدوم فيها الإقامة، والدار التي يرغب في المقام فيها، لكثرة خيراتها، وتوالي مسراتها، وزوال كدوراتها، وذلك الإحلال ‏{‏مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ علينا وكرمه، لا بأعمالنا، فلولا فضله، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه‏.‏
‏{‏لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ‏}‏ أي‏:‏ لا تعب في الأبدان ولا في القلب والقوى، ولا في كثرة التمتع، وهذا يدل على أن اللّه تعالى يجعل أبدانهم في نشأة كاملة، ويهيئ لهم من أسباب الراحة على الدوام، ما يكونون بهذه الصفة، بحيث لا يمسهم نصب ولا لغوب، ولا هم ولا حزن‏.‏
ويدل على أنهم لا ينامون في الجنة، لأن النوم فائدته زوال التعب، وحصول الراحة به، وأهل الجنة بخلاف ذلك، ولأنه موت أصغر، وأهل الجنة لا يموتون، جعلنا اللّه منهم، بمنه وكرمه‏.‏
‏[‏36 - 37‏]‏ ‏{‏وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ‏}‏
لما ذكر تعالى حال أهل الجنة ونعيمهم، ذكر حال أهل النار وعذابهم فقال‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ أي‏:‏ جحدوا ما جاءتهم به رسلهم من الآيات، وأنكروا لقاء ربهم‏.‏

‏{‏لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ‏}‏ يعذبون فيها أشد العذاب، وأبلغ العقاب‏.‏ ‏{‏لَا يُقْضَى عَلَيْهِم‏}‏ بالموت ‏{‏فَيَمُوتُوا‏}‏ فيستريحوا، ‏{‏وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا‏}‏ فشدة العذاب وعظمه، مستمر عليهم في جميع الآنات واللحظات‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05/04/2009, 09:02 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/07/2001
المكان: في قلب الزعيم
مشاركات: 2,585
جزاك الله خيرر يا غالي والله يجعله في موازين اعمالك
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05/04/2009, 10:23 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/02/2008
المكان: فى قلب الزعيم
مشاركات: 2,349
جزاك الله خيرر يا غالي والله يجعله في موازين اعمالك </B>
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06/04/2009, 09:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ abo.ziad
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 26/03/2009
المكان: الـــK.S.Aـــرياض
مشاركات: 122
الله يعطيك الصحة والعافيه...
ومشكور على هالابداع..
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:24 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube