السلام عليكم ،،

في الحقيقة ومنذ فترة طويلة لم أكتب فيها موضوعا لاكتفائي بما يخطه الزعماء من إبداعات ، ولعدم وجود ما يستدعي

الكتابة لمجرد الكتابة ..

حدثني أحد زملائي وهو مدرس تربية بدنية في أحد المدارس الابتدائية في مدينة الرياض حول قصة حدثت في مدرسته

وقد رواها لي بنفسه قائلا :

بحكم تخصصي كمعلم تربية بدنية في المدرسة فأنا أعتبر المدرس المفضل لدى التلاميذ في المدرسة

فأنا الوحيد الذي أسمح لهم باللعب بل وآمرهم به فيما غيري من الزملاء يمنعهم من اللعب ـ طبعا في الفصل ـ

ويكلفهم بما لا يحبون من واجبات وغيرها ..

ومن خلال وظيفتي استطعت التعرف على ميول الطلاب بطرق مباشرة وغير مباشرة دون التدخل في فرض رأيي

أو التسلط عليهم بتشجيع فريقي المفضل مثلا وطوال سنوات طويلة لم تكن انتماءات التلاميذ الرياضية

تشكل لي أهمية كبرى فأنا أؤمن بحرية الاختيار أولا وبضرورة تعدد الانتماءات ثانيا وهو مظهر صحي للغاية ، لأنه لولا

التنافس لما أصبح للرياضة طعما ولولا الله ثم نادي النصر مثلا ـ أقول مثلا ـ لما شعرنا بنعمة تشجيع نادي الهلال

..

المهم في هذه السنة لفت نظري أحد التلاميذ الصغار الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره بعشقه اللافت للهلال وحبه

المبهر للنجم ياسر القحطاني لدرجة أنه ورغم حبه لكرة القدم كان يغيب في الأيام الأولى من الفصل الدراسي عن

المدرسة بسبب عدم شراء أهله لفانيلة الهلال والتي تحمل الرقم 20 !!

وهذا الشيء هو ما أثار فضولي فأنا أعرف شقيقه الذي يدرس في مرحلة أعلى في المدرسة مشجعا نصراويا !!

وقد لاحظت في هذا الطالب الهلالي طبعا تقليده لسهم ياسر في حال تسجيله للأهداف وما أكثرها في الحصة

الواحدة أو من خلال تقليده لحركة طارق الباص العيون التي يحاول الكثير من التلاميذ تقليدها ولكن بدلا من

تمرير الكرة لزملائهم أصبحوا يمررونها غالبا لدورة المياه في مدرستنا المستأجرة

إلى الآن والوضع طبيعي ولكن جاءني هذا الطالب في آخر حصة للتربية البدنية وقد ارتدى وعلى غير العادة فانيلة

ناد آخر من أندية الرياض يقطن مقره في شمال الرياض وقد حقق بطولة محلية هذه السنة

فسألته ببرود : أحلى يا عبده أشوفك صاير شبابي اليوم ؟

فصعقني بإجابة تمنيت أنني لم أسأله هذا السؤال

حيث قال : خلاص .. أنا صرت أكره الهلال علشان ياسر !! هكذا قالها ،،

فبادرته مستغربا : ليييييييييييييه ؟؟

فأجاب قائلا : لأن ياسر مسكوه الشرطة وهو يسرق بنات

وفانيلة الهلال اللي كنت ألبسها رميتها في الزبالة ..

قلت ـ والكلام لزميلي ـ ومن اللي قايل لك هذا الكلام ؟

قال : أنا دريت ..

فقلت : لا تصدق وما يصلح نتكلم في ناس مسلمين وحنا غير متأكدين وبعدين لو كان سارق بنات كان حطوه في

السجن ،،،

قاطعني التلميذ قائلا : إلا أنا متأكد وبعدين هم طلعوه !!!!!!!!!

قلت له : مهوب لازم تشجع الهلال لكن ما يجوز نتكلم بهذا الكلام وحنا ما شفناه ..

طبعا هو ما يعرف معنى الغيبة والتحدث في أعراض المسلمين وخطورة ذلك ..

انتهى كلامه ،،،


لكن الشيء المؤلم في الموضوع أن كره الهلال قد وصل عند بعض الناس إلى غسل مخ لطفل صغير لم يتجاوز الثامنة

من عمره ولا أستغرب مطلقا أن يتم إطلاق بعض الألفاظ الشائنة والسيئة في حق من ينتمي للهلال واستغلال

الموقف بطريقة قذرة ولو كان المقابل نهش عرض المسلم من أجل أهداف دنيوية وكان من الواجب لكل من يهتم

بأمر أبنائه وتربيتهم أن يتجنب الحديث معهم في مثل هذه المواضيع وكان بإمكانه إذا أراد أن يغري طفلا لتغيير ميوله

أن يشتري له لعبه بعشرة ريالات أو عشرين وحتما سيحقق مراده ولكن !!!


::: قفلة :::