السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِِ ﴾[ البقرة:102] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ فال:الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )[ رواه البخاري ومسلم] .
عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما- أنه قال
نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، فجاءه ليشهده على صدقتى فقال: "أكل ولدك نحلت مثله؟ قال: لا، فقال: اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة) [ متفق عليه] . حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار ) [ رواه البخاري ومسلم ] حبستها أي بدون طعام.
شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكبائر فقال: ( الشرك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور)[ متفق عليه] .
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذية المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعرض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفي.
فيـا أيهـا الظـالـم لغيـره:
اعلـم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب ) فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:
لاتظلمن إذا ما كنت مقتـدراً .... فالظلم آخره يأتيك بالنـدم
نامت عيونك والمظلوم منتبه .... يدعوعليك وعين الله لم تنم
فتذكر أيها الظالم قول الله عز وجل: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴿42﴾ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ﴾[ ابراهيم:43،42]، وقوله سبحانه : ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾[ القيامة:36]، وقوله تعالى: ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿44﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [ القلم:45،44] .
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾[ هود:102] ، وقوله تعالى: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾[ الشعراء:227] .
وتـذكـر أيهـا الظـالـم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله.
تـذكـر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتـذكـر أيهـا الظـالـم: قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )[ رواه مسلم] .
والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) [ رواه البخاري] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار )[ رواه مسلم].
ولكـن أبشـر أيهـا الظـالـم:
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) [ رواه مسلم]، وفي رواية للترمذي وحسنه ( إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغرر
)
وصلـى الله على نبينـا محمـد وعلى آله وصحبـه وسلـم.
منقول للفائدة