الدكتور والبلطان والاحتقان!!
عادل التويجري

أحترم وأقدر وأجل الدكتور حافظ المدلج، وأعده من العقليات الأكاديمية التي كسبناها في الوسط الرياضي، لما يتمتع به من ثقافة واسعة، أهلته لتبؤ مناصب عليا في الاتحاد السعودي والمكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي. وذات الأمر يسري على خالد البلطان رئيس الشباب، وهو أحد الرؤساء الذين أثروا الساحة الرياضية بالعمل المهني. لكنني لا أتفق مع الاثنين في أمر أخاله جد خطير! الرئيس الشبابي في لقاء مباشر بعيد نهاية نزال الشباب والهلال أكد أنه (لا يدري لماذا هذا الاحتقان)! يا ساتر! خيل لي أن البلطان لا يعيش في البلد أبداً! خيل لي أن خالد قد أتى إلى الملز مباشرة من إحدى جزر الموز! ألا تدري يا رئيس الشباب لماذا البلد يغلي (رياضيا) والكل محتقن! أتجهل الأسباب والمسببات! ألم تتابع الأحداث المصاحبة لنهائي كأس ولي العهد على سبيل المثال! ألم توقع على ميثاق الشرف لرؤساء الأندية! ألم تتابع قضية المحياني، ومن قبله عبد الملك الخيبري، ومانسو وتطول القائمة! ِألم تدرك الأسباب والدوافع الحقيقة لذاك الميثاق! لم وقعته إذا! وعلام وقعت يا أبا الوليد! ألم تقرأ البيانات الهلالية المتتالية الداعية جماهير الهلال لضبط النفس، والالتزام بالأخلاق الإسلامية والرياضية! ألا تدرك أننا نمر بأحرج مرحلة في رياضتنا السعودية! أو هكذا أراها! إن لم تكن تعي كل هذا، فتلك مصيبة! وإن كنت تعي، وأنا متأكد من ذلك كما لو كنت أمامي الآن، وتدعي عدم المعرفة، فالمصيبة أكبر! ولن أقول (أخطر)!

أما الدكتور حافظ المدلج، فجاء مقاله الأخير في الزميلة الرياضية على النسق ذاته! تساءل الرجل (المسؤول) عن حالة الاحتقان التي نعيشها، وكأنه أيضاً لا يعي الأسباب التي قادتنا إلى هذا الأمر! يتساءل الدكتور (ما الذي حل بالعقل الرياضي لتتحول المدرجات إلى حلبات مصارعة يتعرض فيها الناس للضرب والصفع والركل؟)! وأنا أسأل الدكتور، ألا تدري ما الأسباب! ألا تدرك كيف ولماذا بات وسطنا الرياضي يعيش حالة غليان لم نر مثلها إطلاقاً! كارثة إن كنت لا تدري! وكارثة أعم وأطم إن كنت، ومن معك من المسؤولين، تفتقرون إلى الحلول! يسأل الدكتور (متى نقدم أنفسنا للعالم أننا مجتمع راق يتعاطى كرة القدم بوعي؟)! وأنا أسأله هو وبقية المسؤولين! متى يا دكتور! متى يا مسؤول!

عتب الدكتور، ومعه كل الحق بل وأشاطره الرأي، على بعض المنتديات الرياضية، واللغة والعقول التي وصلت بحال بعض أطروحاتنا! سب، وشتم، وتعرض للآباء والأمهات، والعرض، والدين، والشرف! قرأت الأطروحات ذاتها التي قرأها الدكتور حافظ، ويحق لي، ولكل منتم للرياضة وطننا الحبيب أن نسأل الدكتور سؤال بسيط، لماذا؟ لماذا المسؤول لدينا يعمل أطرافا أخرى في القضية لتذويبها والابتعاد عنها قدر المستطاع! لماذا لم يقدم لنا الدكتور المسؤول حلولا، أو بعضاً من الحلول، طالما كتب هو نفسه منذ سنوات عن حالة الاحتقان التي تشهدها رياضتنا السعودية، بدلاً من إثبات ما هو مثبت، في تصرف فيه شيء من التنصل عن المسؤولية! اسأل أي طفل يتابع كرة القدم حالياً، ستجده محتقنا! لماذا؟ وأنا أسأل، ومعي ملايين الأطفال والكبار والصغار، لماذا يا دكتور؟ لماذا؟!

المقطع الأخير لمقالة الدكتور فيها أمر جد خطير. الرجل، وهو المسؤول، يتنبأ بكارثة كروية ستحدث، وسنعض أصابع الندم إن نحن سكتنا! لا يا دكتور، لن نسكت، وسنستمر في طرح هذه الـ (لماذا)؟ أخشى، كما يخشى الدكتور، والمسؤول معه، من أن تصل رياضتنا لما وصلت إليه الحالة في بلجيكا، والضحايا في شيفلد، وحوادث أخرى! لكنني أسأل مرة أخرى الدكتور، والمسؤول، السؤال ذاته الذي قد تعييه إجابته، لماذا؟ وماذا فعل المسؤول على أرض الواقع لتجنب هذا الأمر! هذه جملة من الاستفسارات ما كنت لأطرحها لولا مكانة الدكتور عندي، والمسؤول، وهو يعرف ذاك جيداً! لكنها الأمانة يا دكتور! يا (مسؤول)، أمانة القلم، وأمانة الموقف!

برأي المتواضع، الأمر لا يحتمل أن نتعامل معه بطريقة النعامة. يا جماعة، ويا مسؤول، ويا جماهير، ويا إعلام ، ويا أندية، الشارع الرياضي يغلي! علينا الهدوء، ومن ثم التفكير، ومن ثم تلمس الأسباب الحقيقة لهذا الغليان! يجب علينا ألا نتنصل من مسؤوليتنا جميعا! علينا ولنا في هذه القضية الكثير والكثير!