{ وسام شرف }

لايخفى على ذوى اللب والإفهام أين ينبغى أن يكون موقع ومقام أمة الإسلام بين الأنام .

تلكم الأمة التى شرفنا بالإنتساب اليها حين إجتبانا الله تعالى لحمل رسالتها إبتداء من بين سائر الأمم , فأنزلنا منزلا وبوأنا مقاما أفصح عنه قول ربنا الأعز الأكرم :

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ(110) ال عمران

فقد قلد جل شأنه أمة الإسلام وسام شرف عندما بين أنها خير أمة أخرجت للناس , ومن تمام نعمته عليها أن جعل باب الخيريه مفتوحا يلجه كل من استفتح بمفتاحه , مؤديا شروط ولوجه التى بينها المولى فى كتابه :

{ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر }.

فالحكام ورعاياهم إن إستقام إيمانهم بالله مولاهم , وعلى طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر سارت خطاهم , غدو إمتدادا لذلك الجيل وورثه ذاك الرعيل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين رفع المولى فى العالمين ذكرهم , وخلد فى الضمائر ذكراهم .

ومن تأمل قوله تعالى { أخرجت } أيقن أن مخرجها هو الله تعالى , وقد حذف لفظ الجلاله للعلم به , إذ ما من أحد يمارى أن إرادة الله وحدها هى التى جعلت من عباد الحجر زعماء للبشر , ومن عبيد الأصنام روادا للأمم , ومن القبائل المتخاصمة المتناحرة أمة واحدة متماسكة ذات حضارة سادت العالم حتى غدت فى سمائه قمرا منيرا , ورفرفت راياتها بعد ذلك فى ربوعه قرونا كثيرة و وأنيط بها مسؤوليات عظيمه , كان جماعها فى قوله تعالى : { أخرجت للناس } .

فأمة الإسلام لم تخرج لتعكف على ذاتها وتنطوى على نفسها , وتعيش لأنانيتها إنما { أخرجت للناس } لتقودهم وتسوسهم وتهديهم لما فيه رشدهم وصلاح أمر دينهم ودنياهم , وإذا كان ذلك فينبغى أن تتبوأ هذة الأمة مقعد القيادة للبشريه , وهذا ما ينبغى أن تدركه الأمة الإسلاميه لتعرف حقيقتها وقيمتها بما انها خير أمة والله سبحانه يريد أن تكون القيادة للخير لا للشر فى هذة الأرض , ومن ثم لا ينبغى أن تتلقى من غيرها من أمم الجاهليه ,إنما ينبغى دائما أن تعطى هذة الأمم ما لديها , وأن يكون لديها ما تعطيه من الإعتقاد الصحيح والنظام الصحيح والخلق الصحيح والمعرفة الصحيحه والعلم الصحيح .

هذا بعض ما جاء فى موضوع ( تبصرة الأنام بمقام أمة الإسلام } د. عيد عبد الحميد – مجلة المجتمع .

موضوع أعجبنى وأحببت نقله لإخوتى ليعرفوا قيمتهم وواجبهم بين الأمم

مــع تحيات :

الـزرقــــــ الفيروسه ـــــاء