عن "عبدالواحد بن زيد" قال: كنت في مركب فطرحتنا الريح الى جزيرة و إذا فيها رجل يعبد صنما!!ا
فقلنا له : يا رجل من تعبد؟ ......... فأومأ الى الصنم !!ا
فقلنا: إن معنا في المركب من يسوّي مثل هذا ! و ليس هو إله يعبد !ا
قال: فأنتم من تعبدون ؟
قلنا: الله
قال: و ما الله ؟!؟
قلنا: الذي في السماء عرشه و في الارض سلطانه و في الاحياء و الاموات قضاؤه
فقال: كيف علمتم به ؟!؟
قلنا: وجّه الينا هذا الملك رسولا كريما فأخبرنا بذلك
فقال: فما فعل الرسول؟
قلنا: أدى الرسالة ثم قبضه الله إليه
قال: فما ترك عندكم علامة ؟!؟
قلنا: بلى ، ترك عندنا كتاب الملك
فقال: إقرأوا عليّ منه
فقرأنا عليه سورة من القرآن، فلم نزل نقرأ و هو يبكي حتى ختمنا السورة
فقال: ما ينبغي لصاحب هذا الكلام ألا يعصى ... ثم أسلم و دخل في الاسلام ، فحملناه معنا في السفينة و علمناه شرائع الاسلام و سورا من القرآن
و كنا اذا أخذنا مضاجعنا بالليل لننام ، يقول لنا : يا قوم هذا الإله الذي دللتموني عليه هل ينام بالليل؟
قلنا: لا !ا يا عبد الله هو عظيم قيوم لا ينام
فقال: بئس العبيد انتم !!ا تنامون بالليل و مولاكم لا ينام؟ ........ فأعجبنا بكلامه
فلما قدمنا الى مدينة "عبادان" جمعنا له بعض المال ليستعين به على نفقته فرده و قال: لا إله الا الله ! دللتموني على طريق ما سلكتها قط! انا كنت في جزائر البحر أعبد صنما من دونه ولم يضيعني و جاءني برزقه فكيف يضيعني و أنا أعرفه ؟!؟
فلما كان بعد أيام قيل لي: إن صاحبك النصراني الذي أسلم في مرض الموت !!ا
فأتيته فقلت له: هل من حاجة أقضيها عنك؟
قال: قضى حوائجي من جاء بكم الى جزيرتي
قال عبدالواحد: فغلبتني عيني و انا جالس بجواره، فنمت فرأيت مقابر "عبدان" روضة من الرياض و فيها قبة، و في القبة سرير عليه جارية لم يُر أحسن منها فقالت لي: سألتك بالله إلا عجلت به ! فقد اشتد شوقي اليه
قال عبدالواحد: فانتبهت من نومي فحركته فاذا به قد فارق الدنيا !!ا فقمت إليه فغسلته و كفنته ثم صلينا عليه و واريناه التراب
فلما جن الليل نمت فرأيته في القبة مع الجارية !! و هو يقرأ قوله تعالى: ( و الملائكةُ يدخلونَ عليهمُ من كلِّ بابٍ سلامٌ عليكمُ بما صبرتُم فنعمَ عُقبى الدار)