بسـم الله الرحمـن الرحيـم


لا ادري لماذا تذكرت مقولة شيخنا الجليل عبدالحميد كشك يرحمه الله وهو يقول في احدى محاضراته : دعونا الله بإمام عادل فابتلانا الله بعادل إمام !! وذلك عندما قرأت تصريحات وزير الخارجية المصري السيد : " أحمد ابو الغيط " في الحرب الجائرة التي يشنها العدو الصهيوني على أهلنا في غزة والتي قال فيها : انه قد حذر ومن لم يستمع الى تحذيراتنا فلا يلومن الا نفسه !!

في وقت سابق من العام الحالي كان لأبو الغيط ايضا موقف مماثل وتصريحات مماثله عندما وقف امام شاشات الأعلام يزهو بتصريح له يقول فيه : انه سوف يكسر اقدام الفلسطينيين اذا ما فكروا بعبور الحدود المصرية !! هذا التصريح العدواني لم يتجرأ به امام المحطات الفضائية في وقت سابق رئيس وزراء الكيان الصهيوني أنذاك ( اسحاق رابين ) الذي اشتهر بسياسة " تكسير العظام " التي مارسها جنود الأحتلال على ابطال الانتفاضة الفلسطينية .. ولكن يبدو ان وزير الخارجية العربي المسلم أكثر جرأة ووقاحة وعدوان على الفلسطينيين من عدوهم الصهيوني !!

لا أدري لماذا يصر السيد ابو الغيط على الاستمرار في هذه التصريحات الاستفزازية ؟ ولماذا يحمل صوته دائما تجاه القضية الفلسطينية نوع من التعالي والغطرسة والغرور والشماتة ؟ ولماذا يكون الحديث عن الفلسطينيين في تصريحاته كانه يتحدث عن مساع للوساطة بين تجار المخدرات والحكومة في الآراضي الكولومبية !!

تصريحات السيد ابو الغيط أتت في وقت لم يحترم اطفالنا في شوارع غزة الذين غادروا منازلهم ومدارسهم والرعب يكسو ملامحهم البريئة من قذائف الموت التي تسقط عليهم من السماء .. لم يحترم ابو الغيط نحيب نسائنا ولم يحترم دموع شيوخنا ولم يحترم مئات الشهداء الذين استباحت دمائهم صواريخ الغدر والعدوان الصهيونية .. لم يحترم ابو الغيط تلك الشفاه التي تنطق عبارة التوحيد .. لم يحترم ابو الغيط مشاعر مئات الملايين الذين اعتصر قلوبهم الألم وذرفت اعينهم الدعم والهجت السنتهم بالدعاء .. لو كان على حدود المصرية كلاب تلهث لوجب تقديم الماء لها لأن في كل كبد رطبة أجرا .. وابو الغيط لم يقدم الماء ولم يغلق فمه ،،،



البعض يتحدث حول اسباب اطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخها داخل الاراضي الصهيونية والتي اتخذها الصهاينة مبررا لعدوانهم .. وحقيقة ان تاريخ الصهاينة مليئ بالعدوان الذي لم يكن مبررا بدأ من استباحة ارضنا المقدسة في فلسطين وانتهاء بمجازر لا تبقي ولا تذر .. من جانب اخر يبدو اننا ننسى ان تلك الارض هي ارض فلسطينية عربيه اسلامية من واجب ابناؤها الدفاع عنها .. ويبدو اننا نتناسى الشهور الطويلة التي عانى فيها ابناء القطاع من حصار ظالم جائر استهدف حياة الانسان والبهائم على الارض والطير التي تحلق بالسماء .. اذا كنا مكتوفي الايدي لا نحرك ساكنا فمن المعيب ان نتشدق على المقاومة الفلسطينية وننتقد اجتهادها وهم يسلب منهم حق الحياه ونحن مرفهين فوق اسرتنا !!



ماهي مسؤوليتنا تجاه الأحداث في غزة الفلسطينية ؟


في بادئ الأمر يجب ان نتوجه بالدعاء الى الله من قلوب صادقة يملؤها الثقة واليقين ان الأجابة قادمة ولو بعد حين .. كثيرين قد تأخذهم الأفكار والظنون بعيدا او قريبا وقد تنتابهم الخيبة وضعف الأمل ولكن الحقيقة اننا لا زلنا باقون بفضل من الله ثم بفضل دعوات قلوب مؤمنه تلهج بالقول " اللهم انصر الاسلام وأعز المسلمين " ولولا ذلك لشاهدنا ملامح عديدة على خارطتنا الاسلامية كانت قد تغيرت منذ حين .. اراد الله بكرم منه ورحمة ثم بدعاء المسلمين بنا خيرا عندما تعثرت الولايات المتحدة في العراق وافغانستان وسقط الصهاينة في جنوب لبنان وما كان لنا ان ندري ماذا كان سيحل في عالمنا العربي والاسلامي ما اذا استقر الحال بالولايات المتحدة في العراق وافغانستان وما اذا انتصر الصهاينة في جنوب لبنان والرئيس الامريكي يتحدث قبيل غزو بغداد عن حرب صليبة ووزيرة خارجيته مع قصف بيروت تتحدث عن شرق اوسط جديد !! لذلك ما نرجوه احبتنا ان نتقرب الى الله بالدعاء عند سجودنا وعقب صلواتنا وقبيل ان تغفو اعيننا عندما يحل المساء ونذكر احبتنا بذلك ونحثهم عليه ،،،

من جانب اخر كم أحبكم جميعا وكم أسعد عندما اتشرف بمشاركاتكم وملاحظاتكم سواء اتفقنا او اختلفنا فلكم جميعا في القلب محبة وسعادة غامرة عندما اتشرف بحضوركم .. ولكن هنا استميحكم عذرا فمن كان يريد مشاركتنا فنحن نقول له كم نتمنى ان تكون مشاركتك من خلال الجمعيات الخيريه وصناديق التبرعات بالمساجد لأغاثة أهلنا في فلسطين .. يمكن الذهاب اليهم ويمكن الاتصال بهم فيأتونك حيثما تكون .. لا تستهين باقل القليل ولو بشربة ماء .. فعلبة مياه مهما قل ثمنها الا انها تروى عطش أخ او أخت لنا حرموا من طعم المياه .. لا تلتفوا كثيرا لكثير من الدعايات التي تقلل من أهمية دعمكم ومساندتكم .. فالعمل يقدم لوجه الله العظيم والجزاء من عند الله الكريم .. سوف تفتح المعابر من خلال الوساطات العربيه والدولية لتسهيل عمل المؤسسات الخيريه والانسانية ويجب ان نستغل الفرصة لأننا لا نثق بالفترة الزمنية التي يمكن ان تمنح لنا لمساعدة أهلنا في فلسطين .. لذى يجب ان نستغل الفترة التي ستتاح لنا جيدا ،،،


حفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين في اول رد له على الأحداث أن أمر عاجلا غير آجل ان ينقل أهلنا الجرحى من غزة الى بلاد الحرمين الشريفين لتلقي الرعاية والعلاج .. وبارك الله خطى كل ولي أمر للمسلمين يريد ان يخفف المعاناة والمأساه التي يتذوق مرارتها أحبتنا في فلسطين .. سيبقى الخير في هذه الأمة مهما أشتد سواد الليل ،،،


في غزوة أحد ردد المسلمين كثيرا :

.. الله مولانا ولا مولى لكم ..

.. موتانا في الجنة وموتاكم في النار ..