نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=55)
-   -   تفسير سورة الاحقاف (2) (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=676243)

سامي صعب يتكرر 03/12/2008 11:05 AM

تفسير سورة الاحقاف (2)
 
‏{‏قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ‏}
‏ أي‏:‏ لست بأول رسول جاءكم حتى تستغربوا رسالتي وتستنكروا دعوتي فقد تقدم من الرسل والأنبياء من وافقت دعوتي دعوتهم فلأي شيء تنكرون رسالتي‏؟

‏ ‏{‏وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُم‏}
‏ أي‏:‏ لست إلا بشرا ليس بيدي من الأمر شيء والله تعالى هو المتصرف بي وبكم الحاكم علي وعليكم، ولست الآتي بالشيء من عندي،

‏{‏وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ‏}
‏ فإن قبلتم رسالتي وأجبتم دعوتي فهو حظكم ونصيبكم في الدنيا والآخرة، وإن رددتم ذلك علي فحسابكم على الله وقد أنذرتكم ومن أنذر فقد أعذر‏.‏

‏{‏قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُم‏}‏ أي‏:‏ أخبروني لو كان هذا القرآن من عند الله وشهد على صحته الموفقون من أهل الكتاب الذين عندهم من الحق ما يعرفون أنه الحق فآمنوا به واهتدوا فتطابقت أنباء الأنبياء وأتباعهم النبلاء واستكبرتم أيها الجهلاء الأغبياء فهل هذا إلا أعظم الظلم وأشد الكفر‏؟‏

‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏}
‏ ومن الظلم الاستكبار عن الحق بعد التمكن منه‏.‏


‏[‏11ـ 12‏]‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ * وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ‏}‏
أي‏:‏ قال الكفار بالحق معاندين له ورادين لدعوته‏:

‏ ‏{‏لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ‏}‏
أي‏:‏ ما سبقنا إليه المؤمنون أي‏:‏ لكنا أول مبادر به وسابق إليه وهذا من البهرجة في مكان، فأي دليل يدل على أن علامة الحق سبق المكذبين به للمؤمنين‏؟‏ هل هم أزكى نفوسا‏؟‏ أم أكمل عقولا‏؟‏ أم الهدى بأيديهم‏؟‏ ولكن هذا الكلام الذي صدر منهم يعزون به أنفسهم بمنزلة من لم يقدر على الشيء ثم طفق يذمه ولهذا قال‏:‏

‏{‏وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ‏}
‏ أي‏:‏ هذا السبب الذي دعاهم إليه أنهم لما لم يهتدوا بهذا القرآن وفاتهم أعظم المواهب وأجل الرغائب قدحوا فيه بأنه كذب وهو الحق الذي لا شك فيه ولا امتراء يعتريه‏.‏
الذي قد وافق الكتب السماوية خصوصا أكملها وأفضلها بعد القرآن وهي التوراة التي أنزلها الله على موسى

‏{‏إِمَامًا وَرَحْمَةً‏}
‏ أي‏:‏ يقتدي بها بنو إسرائيل ويهتدون بها فيحصل لهم خير الدنيا والآخرة‏.‏

‏{‏وَهَذَا‏}
‏ القرآن

‏{‏كِتَابٌ مُصَدِّقٌ‏}
‏ للكتب السابقة شهد بصدقها وصدَّقها بموافقته لها وجعله الله

‏{‏لِسَانًا عَرَبِيًّا‏}
‏ ليسهل تناوله ويتيسر تذكره،

‏{‏لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا‏}
‏ أنفسهم بالكفر والفسوق والعصيان إن استمروا على ظلمهم بالعذاب الوبيل ويبشر المحسنين في عبادة الخالق وفي نفع المخلوقين بالثواب الجزيل في الدنيا والآخرة ويذكر الأعمال التي ينذر عنها والأعمال التي يبشر بها‏.‏



‏[‏13ـ 14‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏
أي‏:‏ إن الذين أقروا بربهم وشهدوا له بالوحدانية والتزموا طاعته وداموا على ذلك، و

‏{‏اسْتَقَامُوا‏}
‏ مدة حياتهم

‏{‏فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِم‏}
‏ من كل شر أمامهم،

‏{‏وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏
على ما خلفوا وراءهم‏.‏


‏{‏أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ‏}‏
أي‏:‏ أهلها الملازمون لها الذين لا يبغون عنها حولا ولا يريدون بها بدلا، ‏

{‏خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}
‏ من الإيمان بالله المقتضى للأعمال الصالحة التي استقاموا عليها‏.‏


‏[‏15ـ 16‏]‏ ‏{‏وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ‏}‏
هذا من لطفه تعالى بعباده وشكره للوالدين أن وصى الأولاد وعهد إليهم أن يحسنوا إلى والديهم بالقول اللطيف والكلام اللين وبذل المال والنفقة وغير ذلك من وجوه الإحسان‏.‏
ثم نبه على ذكر السبب الموجب لذلك فذكر ما تحملته الأم من ولدها وما قاسته من المكاره وقت حملها ثم مشقة ولادتها المشقة الكبيرة ثم مشقة الرضاع وخدمة الحضانة، وليست المذكورات مدة يسيرة ساعة أو ساعتين، وإنما ذلك مدة طويلة قدرها

‏{‏ثَلَاثُونَ شَهْرًا‏}
‏ للحمل تسعة أشهر ونحوها والباقي للرضاع هذا هو الغالب‏.‏
ويستدل بهذه الآية مع قوله‏:‏ ‏{‏وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ‏}‏ أن أقل مدة الحمل ستة أشهر لأن مدة الرضاع ـ وهي سنتانـ إذا سقطت منها السنتان بقي ستة أشهر مدة للحمل،

‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ‏}‏
أي‏:‏ نهاية قوته وشبابه وكمال عقله،

‏{‏وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي‏}
‏ أي‏:‏ ألهمني ووفقني ‏

{‏أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ‏}
‏ أي‏:‏ نعم الدين ونعم الدنيا، وشكره بصرف النعم في طاعة مسديها وموليها ومقابلته منته بالاعتراف والعجز عن الشكر والاجتهاد في الثناء بها على الله، والنعم على الوالدين نعم على أولادهم وذريتهم لأنهم لا بد أن ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها، خصوصا نعم الدين فإن صلاح الوالدين بالعلم والعمل من أعظم الأسباب لصلاح أولادهم‏.‏


‏{‏وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ‏}
‏ بأن يكون جامعا لما يصلحه سالما مما يفسده، فهذا العمل الذي يرضاه الله ويقبله ويثيب عليه‏.‏ ‏

{‏وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي‏}
‏ لما دعا لنفسه بالصلاح دعا لذريته أن يصلح الله أحوالهم، وذكر أن صلاحهم يعود نفعه على والديهم لقوله‏:‏ ‏{‏وَأَصْلِحْ لِي‏}‏


‏{‏إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ‏}
‏ من الذنوب والمعاصي ورجعت إلى طاعتك ‏{‏وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏}‏


‏{‏أُولَئِكَ‏}
‏ الذين ذكرت أوصافهم

‏{‏الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا‏}
‏ وهو الطاعات لأنهم يعملون أيضا غيرها‏.‏

‏{‏وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِم‏}
‏ فِي جملة ‏{‏أَصْحَابُ الْجَنَّةِ‏}‏ فحصل لهم الخير والمحبوب وزال عنهم الشر والمكروه‏.‏

‏{‏وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ‏}
‏ أي‏:‏ هذا الوعد الذي وعدناهم هو وعد صادق من أصدق القائلين الذي لا يخلف الميعاد‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


لا اله الا الله محمد رسول الله

BRUNO CONTI 03/12/2008 11:43 AM

...


الســلامُ عليكم و رحمةُ الله و بركاتهُ ,

أهلاً و سهلاً ,


|
عافاك القوي , و جعل ما تنقلهُ لنـا في موازيـن حسناتكـ :) |


جزاكَ اللهُ خيراً و أسكنك فَسيحَ جناته :)
أخوكم المُحبُ / محمد


ورده ورده


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:29 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd