سامي وبيليه... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

حينما ينضج اللاعب كرويا تمتزج المهارات الفنية العالية بنتيجة الفريق الإيجابية ويصبح اللاعب هو العقل المدبر للفريق .

فيخرج النجم من النجومية إلى عالم الأبداع والابتكار الكروي وهذا ما حدث لبيليه في كاس العالم 70 حيث تجده اللاعب المخطط والمدبر في الفريق وصانع اللعب والهداف مما جعله يستحق لقب ملك الكرة والجوهرة السوداء .

وإذا نظرت للمنتخب السعودي في التسعينات وما بعد عام2000 ستجد أن هناك تشابه كبير جدا بين ملك الكرة بيليه ، وفاتنها الذئب السعودي ( سامي الجابر ) .

فمما لا شك فيه أن هذا اللاعب خرج من النجومية التي يستطيع الوصول لها معظم اللاعبين إلى العقل المدبر والصانع الماهر ليس لأهداف المنتخب فقط بل لنتائجه وبطولاته .

فسامي الجابر أوذئب الكرة السعودية كما يلقبه محبوه هو من يصنع انتصارات المنتخب السعودي حتى لو لم يسجل أهدافا في المبارات فتجده إذا أعيته الحيلة بداء بالغزو الهجومي على الفريق المقابل وشن الغارات المتكررة من الثغرات الموجودة لدى الخصوم فيتسسلل بين المدافعين فيلدغ بقدمه المرمى أو يصنع هدفا ولذلك سمي بلاعب الحسم .

ولو حاولنا معرفة ذلك عمليا لوجدنا الهلاليون أكثر الناس دراية بلاعبهم فلم يخسروا معضم نهائياتهم والسبب وجود هذا اللاعب بين صفوفهم
وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك عدة مباريات هلالية وسعودية تثبت صحة ماقول سأتجاوز مباريات الهلال لأنها كثيرة وسأذكر مباريات المنتخبالسعودي

ففي كأس العالم 94 سجل هدف السبق أمام المغرب ومبارتين أمام ايران في التصفيات الأولية 94 و 89 واحدة سجل هدف والأخرى صنع الهدف الأول في طهران وكلاهما كان اللعبون السعوديين في وضع نفسي سيء .

وفي مباراة الكويت في كاس أسيا والسعوديون متأخرين بهدف نجده صنع هدفين لنواف على طبق من ذهب ،
وفي مباراة الذهاب أمام تايلند بعد أن دب اليأس في نفوس السعوديين وهم متأخرين بهدف عادل النتيجة مما أعاد المنتخب السعودي لجو المباراة وصنع الهدف الثالث .

ما يفعلة سامي مع المنتخب السعودي هو ماصنعه بيليه مع المنتخب البرازيلي مع الفارق بين مستوى المنتخبين .

ما أريد توضيحه هو أن سامي الجابر عبارة عن فريق وليس لاعب نجم .

فسامي لا يعتمد على زملاءه فقط كبقية المهاجمين فأن خرج الفريق مهزوما وقع اللوم على لاعبين الوسط بعدم تجهيزهم الكرات أو الملعب وكثافة الجمهور أو الجو والمطر.

انما هو لاعب يجيد فن كرة القدم بكل ماتحوية هذه الكلمة من خطط تدريبية وحالات نفسية للاعبين الخصم واكتشاف الثغرات وطريقة التمرير . وتسجيل الأهداف .
هذا التكامل الجابري أجبر المنصفين على الأشادة به وجعل المنافسين يراقبون تحركاته بخوف ، ومحاولة النيل منه نفسيا وجسديا .

أيضا هذا التكامل وضع المنتخب السعودي في صدارة المنتخبات الأسيوية وجعل البطولات والألقاب تنهال على المنتخب السعودي من كل حدب وصوب ، فقد حقق المنتخب السعودي في 15 سنة ما عجز عن تحقيقه في 30 سنة مع توالي المدربين العالميين والنجوم السعوديين اللذين يفقدون بريقهم حالما تختفي الكرات ( المقشرة ) أو يواجهون رقابة صارمة .

لذلك ستفقده الكرة السعودية كثيرا في المستقبل وستفقد معه القابها وبطولاتها إلا إذا خرج سامي أخر .

سيذكرني قومي إذا جد جدهم ****** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر