المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #32  
قديم 07/11/2008, 06:16 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 24/05/2008
مشاركات: 406
-
-

إقتباس
وكان عطاء أعور أشل أفطس أعرج أسود

إقتباس

قال الأصمعي : دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك ، وهو جالس على السرير ، وحوله الأشراف ، وذلك بمكة في وقت حجة في خلافته ، فلما بصر به عبد الملك ، قام إليه فسلم عليه ، وأجلسه معه على السرير ، وقعد بين يديه ، وقال : يا أبا محمد : حاجتك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! اتق الله في حرم الله ، وحرم رسوله ، فتعاهده بالعمارة ، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار ، فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور ، فإنهم حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين ، فإنك وحدك المسئول عنهم ، واتق الله فيمن على بابك ، فلا تغفل عنهم ، ولا تغلق دونهم بابك ، فقال له : أفعل ، ثم نهض وقام ، فقبض عليه عبد الملك وقال : يا أبا محمد ! إنما سألتنا حوائج غيرك ، وقد قضيناها ، فما حاجتك ؟ قال : مالي إلى مخلوق حاجة ، ثم خرج ، فقال عبد الملك : هذا وأبيك الشرف ، هذا وأبيك السؤدد .

و انظر الا ما هو اعظم



إقتباس
هذا التابعِيّ الجليل كان مُعاصِرًا لِلخليفة الأمَوِيّ سُلَيمان بن عبد الملك ، الذي يقول عنه المؤرِّخون : إنّهُ خليفة المسلمين ، وأعْظمُ مُلوك الأرض .
سُليمان بن عبد الملِك يُؤدِّي فريضة الحجّ ، وهو في بيت الله الحرام حاسِرَ الرأس ، حافِيَ القدَمَيْن ، ليس عليه إلا إزارُهُ ، ورداء ، شأنُهُ كَشَأن أيّ حاجٍّ من المسلمين ، ومن خلْفِهِ ولداهُ ، وهما غلامان كَطَلْعَة البدْر بهاءً ، وكأكْمام الورْد نظارةً وطيبًا ، وما إن انتهى خليفة المسلمين ، وأعظمُ مُلوك الأرض من الطَّواف حول البيت العتيق ، حتى مالَ على رجلٍ من خاصَّتِهِ ، وقال أيْن صاحبكم ؟ الآن الملِكُ يسْأل أحدَ خاصَّتِهِ ؛ أيْن صاحبكم ؟ فقال : إنَّهُ هناك قائمٌ يُصَلِّي ، نحن الآن في البيت العتيق ، في بيت الله الحرام والخليفة يسأل أحد المقرَّبين إليه ؛ أين صاحبكم ؟ وأشار إلى ناحيةٍ غربيَّة من المسجد الحرام ، فاتَّجَهَ الخليفة ، ومن ورائهِ ولداهُ إلى حيثُ أُشير إليه، وهمَّ رِجال الحاشِيَة -كما هي الحال دائمًا - أنْ يتْبعوا الخليفةَ لِيَفْتحوا له الطريق ، ويدْفَعُوا عنه أذى الزِّحام ، فثنّاهم ، وقال : هذا مقامٌ يسْتوي فيه الملوك والسُّوقَةُ ‍! يسْتوي فيه الحاكمُ والمحكوم ، والقويّ والضعيف ، والفقير والغنيّ ، والآن الإنسان إذا ذهَبَ إلى الحجّ ؛ وكان من أغنى أغنياء الأرض ، وجلسَ في أفْخَر فندقٍ هناك ، فلا يستطيعُ إلا أن يطوفَ مع عامَّة المسلمين ، ولا يستطيع إلا أن يسْعى في المسْعى ، وإلا أن يقف في عرفات ، ويسير إلى مزدلفة، شأْنُ الحجّ وخصائصُهُ تقتضي أن يكون الحُجَّاج سَواسِيَةً مهما علا بعضهم على بعض .
ويقول هذا الخليفة : ولا يفْضُل فيه أحدٌ على أحد إلا بالقَبُول والتَّقوى ، ورُبّ أشْعَثَ أغبر قَبِلَ على الله فتقبَّلَهُ بِمَا لمْ يتقبَّل به المُلوك ، ورُبَّ أشْعثَ أغبر قدم على الله في بيته الحرام ، فقَبِلَهُ اللهُ بما لمْ يتقبّل به الملوك
ثمَّ مضى هذا الخليفة نحو هذا الرجل ، فوجدَهُ لا يزال في صلاته ، غارقًا في ركوعِهِ وسُجودهِ ، والناس جُلوسٌ وراءهُ ، وعن يمينه وشمالهِ ، فجلسَ الخليفة حيث انتهى به المجلس ، وجلس معه ولداهُ ، وطفِقَ الفتيان القرشِيَّان يتأمَّلان ذلك الرجل الذي قصَدَهُ أمير المؤمنين ، وجلسَ مع عامَّة الناس ينتظرُ فراغهُ من صلاتهِ ‍! مَن هو هذا الرَّجل ؟! قال : فإذا به شَيْخٌ حبَشِيّ، أسْوَدُ البشَرَة ، مُفَلْفَلُ الشَّعْر ، أفْطَسُ الأنف ، إذا جلسَ بدا كالغُراب الأسْوَد !! مَن هذا الرجل الذي سأل عنه الخليفة ؟ وتوجَّهَ إليه مع ولِيَّيْ العَهْد ؟ رآهُ يُصَلِّي ، فجلَسَ ينتظرُ مع عامَّة الناس ، ولمَّا انتهى الرجل من صلاتهِ مال بِشِقِّه على الجِهَةِ التي فيها الخليفة، فحيَّاهُ سليمان بن عبد الملِك ، فرَدَّ التَّحِيَّة بِمِثلها ، وهنا أقْبَلَ عليه الخليفة ، وجعلَ يسْألهُ عن مناسِك الحجّ ؛ مَنْسَكًا منْسكًا ، وهو يفيضُ بالإجابة عن كلّ مسْألة ، ويُفصِّلُ القَوْل فيها تفْصيلاً ، لا يدَعُ سبيلاً لِمُسْتزيد، ويُسْنِدُ كلَّ قَوْلٍ يقولهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، ولمّا انتهى الخليفة من مُساءلَتِهِ جزَّاهُ خَيْرًا ؛ أيْ قال له : جزاكَ الله خَيْرًا ، وقال لِوَلدَيْه : قومَا ‍فَقامَا ، وقام الثلاثة نحوَ المسْعى ، وفيما هم في طريقهم إلى المسْعى بين الصَّفا والمروَة سمِعَ الفتَيان من يقول : يا معْشَرَ المسْلمين لا يُفْتِي الناسَ في هذا المقام إلا عطاء بن أبي رباح ، فإن لمْ يوجَد فَعَبْدُ الله بن أبي نجِيح ، فالْتَفَتَ أحدُ الغلامَيْن إلى أبيهِ ، وقال : كيف يأْمُر عامِلُ أمير المؤمنين الناس بِأَن لا يسْتفْتُوا أحدًا إلا عطاء بن أبي رباح وصاحِبِهِ ، ثمَّ جئنَا نحن نسْتفتي هذا الرجل الذي لم يأْبَه للخليفة ، ولمْ يُوَفِّهِ حقَّهُ من التَّعظيم ؟‍!! الآن اسْتمعوا ما قاله سليمان : فقال سليمان لِوَلدِهِ : هذا الذي رأيْتَهُ يا بنيّ ، ورأيْتَ ذُلَّنا بين يدَيْه هو عَطاء بن أبي رباح ؛ هو نفسهُ ! صاحبُ الفتيا في المسجد الحرام ووارِث عبد الله بن عبَّاس ، يعني خليفة عبد الله بن عبَّاس ، الصحابيّ الجليل الذي أوتِيَ فهْمًا في القرآن الكريم ، وكان مَوْسوعةً في كلّ العُلوم ، ثمَّ أرْدَفَ يقول : يا بنيّ ، تَعَلّم العِلْم ، فَبِالعِلْم يشْرُفُ الوضيع ، سأُذكِّرُكم بِعَطاء بن رباح ؛ شيْخٌ حبشي ، أسْودُ البشَرة ، مُفَلْفلُ الشَّعر ، أفْطسُ الأنف ، إذا جلسَ بدا كالغُراب الأسْود ‍!! قال له : يا بنيّ هل رأيْتَ ذُلَّنا بين يدَيْه ؟ المُتَكَلِّم خليفة المسلمين، الذي يَحْكمُ ثلث الدنيا ، هل رأيْت ذلَّنا بين يديه ؟ يا بنيّ تَعَلّم العِلْم ، فَبِالعِلْم يشْرُفُ الوضيع ، وينْبُهُ الخامِل ، ويَعْلو الأرِقَّاء على مراتب المُلوك ، ولذلك حينما قِيل : رُتْبةُ العِلْم أعلى الرُّتَب ، ليس في هذا مُبالغة إطلاقًا ، فرُتْبةُ العِلْم أعلى الرُّتَب ، تعلَّموا العِلم ، فإنْ كنتُم سادةً فُقْتُم ، أيْ تَفَوَّقْتُم ، وإن كنتم وسطًا سُدْتُم ، أيْ أصبحْتُم سادةً ، وإن كنتم سُوقةً عِشْتُم ‍، أيْ عِشْتُم ‍بالعلم .


اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:16 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube