مزايين » خط الستة


فيصل الغامدي

يغيب ليفربول عن بطولة الدوري الإنجليزي منذ الثمانينيات ولازال يصنف كبيرا للكرة الإنجليزية رغم غيابه الطويل، إذا هو كالأهلي . ! لكن الفرق في الإعلام هنا وهناك، هناك متحضرون وهنا متعصبون، هناك يؤمنون بالآخر وهنا يعشقون التوحد .
وهنا مربط الفرس رغم إيماني التام بعدم استيعاب هذه النوعية من الكتاب عبارة مربط الفرس بحكم علاقتهم بـ " البواخر " ، وكل ما له علاقة بالبحر . فالبحر جميل لكنه لا يقذف سوى بالنفايات .
كل ذلك الغياب لم يسلب ليفربول جمالياته وأناقته، كرائد إنجليزي في عالم الكرة، وهذا هو الأهلي رائد للكرة السعودية، فهو " أول " في كل شيء، في تأسيس المفاهيم الحديثة، في انجاز الألقاب، وفي مفهوم الحضارة، تخيلوا كرة من دون الأهلي
وستعرفون الفرق .
يتم تصنيف الأهلي خارج مربع الكبار هكذا بكل بساطة فإذا كان الأهلي خارج خارطة الكبار لأنه لم يحقق الدوري منذ ربع قرن، فماذا عن فريق لم يحقق هذا اللقب بنظامه الصريح " النقطي " طيلة تاريخه الذي شارف على الثمانين عاماً؟ ! .
للأسف هذه النوعية من الأقلام هي المسيطرة على الذوق العام ولاحظوا مثلاً برنامج خط الستة التي استبشرنا خيرا بانطلاقته، لاحظوا نوعية الخطاب الذي تكرسه قناتنا الجديدة، تتحدث دوما بلغة ثلاثية الأبعاد . . نصر، وهلال، واتحاد، ولا ذكر للأهلي رغم أن الأهلي جماهيريا حسب استفتاءاتهم الثاني، ويمتاز بميزة النادي الشامل التي تفتقدها الأندية الثلاثة المذكورة وهذه ليست بحاجة لاستفتاء .
أسلوب القناة في التعامل مع الأهلي بطريقة الغرباء لن تمسحه طبطبة مذيع حاول ضرب وطنيتنا بفتح ملف الهلال والنصر، يا سيادة المذيع عندما تؤكد على عجل بأن الأهلي كبير في حديث عابر لا يتجاوز الثواني وتفتح كامل أوقات البرنامج للحديث إعلان هاتف محمول .
بالأمس صنف الأهلي خارج مربع الكبار واليوم التالي جاء الرد عمليا على القنوات الفضائية، وعلى كتاب الأعمدة، وعلى محرري الصحف، وعلى كل أعداء الجمال، ففرق الأهلي في كرة القدم تلعب هذا الشهر على ثلاثة نهائيات، والأهلي كعادته " أول " في تشكيلة منتخب الصقور بـ " " ٧ لاعبين .
أجمل ما في الأهلي أنه مثل ليفربول تاريخ نظيف وجمهور، وهذا ما يزعج " مزايين " الإعلام الذين يهاجمون الأهلي حتى وهو يقبع في المركز السابع .
الم أقل لكم أنه " أول " حتى في عز انكساراته .



فيصل الغامدي كاتب بجريدة شمس