قصة الحب الأول ( أنا ومشاعل ) قصة واقعية ، بأحداثها وأسماء أبطالها . 
 بسم الله الرحمن الرحيم
  ( أنا ومشاعل )
  تنبيه :
 كتبت هذه القصة بمزيج لغوي بين اللغة العربية الفصحى ، واللهجة العامية - علّها تكون أقرب للواقع ، وأصدق في نقل المشاعر - .
  # # #
  مذ كنت في مرحلة الأولى الابتدائي - بل وحتى قبل أن أدخل المدرسة - أحبها جدا .
  لدرجة أني كنت إذا قدموا لنا بالإجازة تغمرني فرحة عارمة ، حتى إذا قرب سفرهم أعيش حالة حزن لا توصف ، فإذا سافروا لا تسأل عن الحال فما بين بكاءٍ وبكاءٍ بكاءٌ ! .
  نعم ، فقد كنت أعيش حالة غريبة تجاهها .
  ولتعلم مدى هيامي بها - مع صغر سني وسنها - كنت إذا أخذت نصيبي في العيد من ( الشروخ والصواريخ ) أروح لها وهي مع البنات ، وأعطيها أكثر الذي معي - إن لم يكن كله - ! .
 فهذا أكثر وأغلى شيء كنت أملكه .
  كبرت ُ وكبرت ْ وزادت الحالة تجاهها .
  وفي يوم من الأيام بعد أن بلغ عمري قرابة الــ 18 عاما ً ، كنت في عزيمة عرس ٍ ، وكان ابن عمها - وهو أيضا قريب لي - جالسا معي فتكلمنا بحديث عابر عن الزواج - نظرا لمناسبة الوقت والمكان الذي نحن فيه - فأسر لي بحبه لمشاعل !! .
  ويا لتلك اللحظات .
  ساعتها أحسست كأني أحضر عزاءا ً وليس عرسا ً .
  تصبرت - وما لي حيلة إلا هو - وكأن شيئا لم يكن .
  لما علمت برغبة ابن عمها بها بدأت أتناساها - وأنّى لي ذلك - !! .
  في مجلس من المجالس - بعد أن درست في الجامعة وأمضيت فيها سنوات - قال لي والدها :فلان ليش ما تتزوج ؟!! .
 اختر من تشاء من بناتي ، وهي لك .
  قلت - في نفسي - : وووين هالكلام قبل معرفتي بمحبة ابن عمها لها ؟! .
  شكرت له قوله وعرضه علي ، واعتذرت بأعذار واهية ، ثم دخلت في حالة صمت مطبق .
  مما زاد آلمي وحزني أن مشاعل كانت تعلم بمدى اهتمامي بها ،
  بل وكان تظهر لي ما لا تظهره لغيري من أبناء عمومتها القريبين جدا .
  ولكن قدر الله أن أنصرف عنها مجبرا لا مخيرا بعد أن سمعت كلام ابن عمها ، ورغبته فيها ، وكنت حينها - وقت أن أخبرني - في أواخر المرحلة الثانوية ، فهاجت قريحتي بأبيات عفا الزمن على بعضها ، ونسيت بعضها ، ومنها قولي :
  قالوا علامك ؟ قلت والله مفجوع *** بفراق خل ٍ بعدته الليالي 
 الدمع من بعده كما نبع ينبوع *** والقلب من همه تقل فيه صالي
 لكن ودي من بعد كل هاللوع *** أظفر بنظرة من حسين الخصالي 
 الحب له سلطان عـــااالي ومرفوع *** يعلى زعيم القوم لو كان عالي 
  أبيات في نظري - الآن - أنها مجرد خربشات ، ولم أوردها إلا لبيان حالة كنت أعيشها - آنذاك - .
  مضت الأيام تتلوها الشهور تعقبها السنون وأنا في حالة لا توصف من التفكير والحيرة ، وتجرع الغصص ،
  بعد كل هذا - وأكثر مما لم أذكره - وقع أمر جعلني كالمجنون !.
  حيث إن مشاعل لم تتزوج بابن عمها ، وإنما تزوجها شخص من عائلتنا ولكنه بعيد عنها !!.
  حينها زادت الآلام آلاما ، وأصبح الدمع لا يُسعف ، والبكاء لا يُجدي ، وأنّى لطارد سراب أن يرتوي ! .
  مشاعل - أيتها الطاهرة - :
 أحببتك ِ حبا لا يوصف ، وانتظرتك ِ سنوات ثم فجأة أتركها لابن عمها مكرها ، وفي غمضة عين يأتي البعيد ويأخذها !! .
  تزوجت ، ولها الآن ما يقارب الــ 4 سنين .
  أدعو لها بالتوفيق والذرية الصالحة .
  ولكن لا زالت في القلب ذكرى تفرحه حينا ، وتحزنه أحيانا ، 
  تشجيه وقتا ، وتبكيه أوقاتا .
  وحسبي أن أقول :
  قدر الله وما شاء فعل ، 
  هنا أقول لكل قارئ :
  عذرا على الإطالة ، فهذي تباريح أبت إلا أن تخرج ، وذكريات أبت إلا أن تسطر ،
 وأصرت إلا أن يكون مهدها ولحدها في المنتدى العام لشبكة الزعيم ، فتقبلوها على ضعفها وهزالها ، 
  فحسبي أنها من صادق .
    محبكم .