12/10/2008, 11:43 PM
|
| زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 13/03/2002
مشاركات: 169
| |
|
الهلال.. نظرة وتحليل
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب هذه السطور فور انتهاء مباراة الهلال والأهلي، انتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف لكن هل انتهى مشوار الهلال في الدوري؟
نحن الآن في مطلع الدوري إن صح التعبير، فوز على أبها، فالرائد، فـ "هزيمة" أمام نجران، وأقول هزيمة وليس خسارة لأنها أمام نجران، ليس تصغيراً من حجم نجران ولكن الفارق واضح بين فريق تصدر الدوري الموسم المنصرم وفريق تذيل ترتيب الفرق.
تلاها فوز "متواضع" على الوطني، ثم تعادل قبل قليل أمام الأهلي. إلى أين يسير الهلال؟
قبل إجابة هذا السؤال، علم الغيب عند الله، لكن هناك معطيات من الممكن الاستعانة بها على "توقع" مسيرة النادي.
الهلال قدم نتائج متذبذبة في مراحل مختلفة، كل الاحترام للفرق السالفة الذكر إلا أن المباراة الحقيقية الوحيدة هي التي كانت أمام الأهلي.
الهلال لم يخسر المبارة اليوم لكنه خسر نقطتين بتعادله، الفرق التي تنافس الهلال على الصدارة هي حالياً الاتحاد والنصر، من الطبيعي أن نتابع باهتمام نتائج هذه الفرق بحكم أن المسابقة تعتمد النقاط كوسيلة للفوز على الدوري.
الفرق السالفة الذكر تسير بوضوح نحو هدفها، كما أنها التقت فرقاً أكثر صعوبة من الفرق التي قابلها الهلال.
من البديهي أن كل فريق يقوم على عدة مقومات أهمها توفيق الله سبحانه وتعالى، يليها الإدارة فالجهاز الإداري فالجهاز الفني على حد سواء، فالجمهور .
الجهاز الإداري: أسماء لا يختلف عليها اثنان ويتمناها أي مشجع لفريقه، عبد الرحمن بن مساعد، نواف بن سعد، عبد الله بن مساعد، عادل البطي، سلطان البرقان إلخ.
وفر الجهاز الإداري للاعبين وللجهاز الفني كل عوامل النجاح بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل مجهودات واضحة تم لمسها ولمس آثارها خلال الفترة الماضية، لعل من أهمها المعسكر الإعدادي الأكثر من رائع في عدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى عدد من المباريات الإعدادية المهمة مع عدد من الفرق الكبيرة. من الطبيعي أن يؤتي أكله على أتم وجه، لكن مشيئة الله ثم بعض الظروف حالت دون ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر التعاقد المتأخر مع اللاعب ويلي، وإيقاف طارق التائب الذي حال دون الاستفادة من خدماته رغم استعداده التام كنتيجة للمعسكر الإعدادي لكن قدّر الله وما شاء فعل، بالإضافة إلى جدولة الدوري التي سببت من خلال البداية الخاطئة المستويات الهزيلة التي قدمتها "أغلب" الفرق في الدوري مما أدى إلى تشويه منظر الدوري.
جاءت قضية العقد الاستثماري في بداية تولي الإدارة لمهام النادي، تعامل رئيس النادي عبد الرحمن بن مساعد معها بمهنية عالية حين أوكل مهمتها لعبد الله بن مساعد لحصافته في هذا المجال وقدرته على التعامل مع الأمور الإدارية باحترافية عالية، نتج عنه زيادة العقد الاستثماري الذي تم توقيعه الموسم الماضي بما يقارب لـ 60% في إجمالي العقد كما صرح رئيس النادي عبد الرحمن بن مساعد.
تلاها إيقاف طارق التائب الغير متوقع إطلاقاً كنتيجة لقضيته المقامة لدى الفيفا من قبله النادي التركي الذي سبق أن لعب له طارق التائب قبل انتقاله للهلال، لم يختلف تعامل إدارة النادي مع هذه القضية عن القضية السابقة التي كان ديدن رئيس النادي واضحاً عندما أوكلها لمدير الاحتراف بالنادي سلطان البرقان صاحب الطلاع الواسع والالمام الكبير بشؤون الاحتراف بشكل عام.
القضيتان أعلاه كانتا من الأهمية بمكان، حيث أنهما أخذا وقتاً وجهداً كبيراً من إدارة النادي في التعامل معها وفق الأنظمة المعمول بها.
كمحصلة نهائية، الإدارة تقوم بمهامها على أكمل وجه وفق المعطيات المتاحة لها.
الجهاز الفني: بقيادة الروماني كوزمين أولاريو مدرباً للفريق الأول، وسليمان العيسى مدرباً للحراس، وعبد اللطيف الحسيني مدرباً للياقة.
أداء الفريق خلال الموسم الماضي والموسم الحالي لم يستقر على حال واحد، ولم يتمكن الفريق من تكوين صورة واضحة لمنهجيته في الأداء داخل الملعب مع أولاريو، على الرغم من تحقيقه لنصيب الأسد من البطولات المحلية الموسم الماضي، إلا ان هناك بعض الملاحظات التي أستغرب عدم القدرة على السيطرة عليها من قبل المدرب. منها عدم استقراره على تشكيلة واحدة في مباراتين متتاليتين، بالإضافة إلى عدم وضوح منهجيته في الهجوم هل تعتمد على اللعب من الأطراف أم من خلال العمق، بالإضافة إلى كثرة تجاربه في مراكز الفريق المختلفة، فتارة الخثران محوراً، وتارة ظهيراً أيسراً، وتارة وسطاً أيسراً، كما لم يتضح للمتابع فكر المدرب الهجومي، فحيناً يلعب ياسر مهاجماً وحيداً، وحيناً مع مهاجم ثانٍ، وحيناً يلعب بثلاثة مهاجمين كما حصل في مباراة الأهلي الأخيرة حين لعب بياسر والصويلح والعنبر.
من أهم الملاحظات على الجهاز الفني الانفعالات، أتكلم عن انفعالات أولاريو الواضحة إجمالاً في كل مباراة والتي قد تؤدي إلى طرده لا سمح الله كنتيجة على اعتراضه المتكرر على قرارات الحكام أو على أداء بعض اللاعبين، بالإضافة إلى أنها تشحن اللاعبين بشكل كبير وواضح كما تجلى في مباراة اليوم حين حصل أحمد الفريدي على البطاقة الصفراء والمباراة تحتضر، ولولا لطف الله لتبعه ياسر القحطاني أيضاً حين احتك مع لاعبي الأهلي في ثواني المباراة الأخيرة.
قوة الشخصية مطلب أساسي في المدرب، لكنها قد تكون سلاحاً عكسياً في تأثيرها على اللاعبين، فإذا كان المدرب غير قادر على السيطرة على أعصابه فلن يُلام لاعب في بداية مسيرته على حصوله على بطاقات متعددة وبالتالي إيقافات بالجملة تُفقد الفريق نخبة من اللاعبين أصحاب التأثير الواضح على أداء الفريق، كما يجدر بالذكر أن رئيس النادي صرّح بأن سياسة النادي في التعامل مع الأخطاء التحكيمية يعتمد على عدم الاعتراض بأي شكل من الأشكال، لكن مقولة "الإصلاح يبدأ من الداخل" تنطبق هنا بكل معانيها، آمل أن يكون لسامي الجابر هنا الدور الكبير في إيصال هذه الفكرة للمدرب واللاعبين.
الجمهور: الداعم الأول للمسيرة العظيمة لهذا النادي بعد الله سبحانه وتعالى، والرقم الصعب الذي أتعب الكثيرين، فصحف أنشأت لتحارب الهلال، وقنوات تستجدي مشاهديها عن طريق التهجم على كل ما يمت للهلال بصلة، وأفراد اخترقوا حاجز النجومية عبر التهجم على الهلال.
وفي لغة المال والأعمال، تحارب قطبا الاتصالات في المملكة على رعاية نادي الهلال، مما سبب أرقاً للأندية الأخرى وجماهيرها التي تستأنس بخداع نفسها يوماً بعد يوم عبر "التصويت" في كل ما يمكن التصويت من خلاله لتثبت أنها أكثر جماهيرية من الهلال، وبالتالي أكثر جماهيرية على المستوى الإقليمي.
حتى أن آخر المحاولات كانت بالمناصفة من عضو شرف نصراوي مع عضو الشرف الهلالي عبد الله بن مساعد، والتي جاءت نتائجها عكسية على المترقبين، حيث أنها لم تثبت فقط أن الهلال أكثر جماهيرية من النصر فقط، بل أثبتت أنه أكثر جماهيرية من النصر ومع أي نادي آخر يرغبون فيه، على طريقة واحد، والثاني مجاناً، أو على طريقة "المسيار" إن صح التعبير
لا يمكن لعاقل إنكار هذا الدور العظيم للجماهير، ولا يستطيع منصف ادعاء الجماهيرية الساحقة لغير الهلال في المملكة والخليج. لكن الكرة دائما وأبداً في ملعب الجمهور في استمرار هذه الجماهيرية، ولن يتم ذلك الا بعدة شروط ومقومات، على رأسها الرقي في طرح المواضيع في منتدى الجمهور الهلالي، المتنفس الأول للجمهور والذي يعكس فكرهم ورغباتهم وآرائهم، بالإضافة إلى الدعم المتوالي في كل المباريات التي يخوضها الهلال في أي مسابقة ومع أي فريق، فعقد الرعاية سينتهي عاجلاً أم آجلاً.
في الختام عذراً على الإطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
الوضع الشجري
