الحاكم والقاضيان !

يُحكى أن هناك حاكم على منطقتين مختلفتين , الأولى منطقة مليئة بالبحيرات والأنهار

والمحيطات الزرقاء , أما الثانية فهي منطقة قاحلة رملية أشعة الشمس فيها صفراء ساطعة ,

فعين هذا الحاكم قاضيان لكل منطقة واستقصد الحاكم بأن يعين القاضي الظالم ذو الطباع الحادة

للمنطقة الأولى , والقاضي الطيب صاحب المجاملات للمنطقة الثانية , ظناً من الحاكم بأن سكان

المنطقة الأولى لا يعلمون ما يخطط له وأن تعيينه للقاضي الظالم للمنطقة الأولى كان مجرد

مصادفة , ومرت الأيام ومرر سكان المنطقة الأولى الأمر بحسن نية إلا أن نفذ صبرهم وبلغ

غضبهم إلى أن يشتكوا إلا الحاكم على الرغم من معرفتهم بأعمال الحاكم ومعرفتهم عن نواياه

بأن ينغص عليهم حياتهم وليجعل البحيرات والأنهار والمحيطات من نصيب أهل المنطقة القاحلة

ولكن كي لا يقال عن سكان المنطقة الأولى بأنهم يخالفون الأنظمة فذهبوا لإبراء الذمة وتأدية ما

عليهم , فوصل سكان المنطقة الأولى إلى قصر الحاكم وحكوا ما حدث فقال الحاكم : أنتم تشتكون

من غير أدلة والتصرفات وحدها غير كافية , فعاقبهم بتهمة الإفتراء على القاضي ونفاهم إلى

خارج ديارهم , وهنأ الحاكم والقاضيان وأهل المنطقة الثانية بنعيم المنطقة الأولى وخيراتها

وذهب الضحية سكان المنطقة الأولى لأنهم بحثوا عن العدل .

واللبيب بالإشارة يفهم !!