
20/09/2008, 03:58 AM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
قد تكون من المثالية ان يتحول مجتمع بأسره الى لغة مشتركة وفكر مشترك وتوجهات مشتركة وانطباعات مشتركة واراء مشتركة ... ولكن ذلك حقيقة صعب المنال !!!
ماهو الدور الذي يجب القيام به تجاه صوت مخالف لنا ؟ هل يتم اقصاؤه ؟ هل تتم محاربته ؟ ماذا يمكننا ان نفعل به طالما هو لا يقدم سوى وجهة نظر ويحق لك تفنيدها بوجهة نظر أخرى ...
هل يوجد في ديننا ما يجعلنا ان نخاف من اصوات الآخرين ؟ وهل الآية الكريمة " وجادلهم بالتي هي أحسن " تدعونا الى الحوار في مواجهة من يطالبونا بالحوار أم تدعونا الى أجراءات أخرى ؟
وهل من الصواب ان نقصي الآخرين في مجتمعاتنا أم الصواب في وضع طريقة لأحتوائهم ؟
من السهل ان اقول لمن يخالفني انك على ضلاله او انك فاسق او انك جاهل او جميع التسميات القطعيه الجاهزة التي تضع حاجز عملاق بيننا وبين الآخرين .. ولكن هل هذه هي الطريقة المثلى ؟!!
" الاسلام " جادل الكفر المطلق مع منحهم المساحه الكامله للحديث .. هل وصل بنا الحال ان لا نستطيع الحوار مع من يشاركنا العقيده ويختلف معنا في مجرد وجهات نظر أو اجتهادات واراء معينه ؟ في السيرة النبويه الطاهرة تذكرت ما حدث لرسول الله الكريم عندما ذهب الى " الطائف " يدعوهم الى عبادة الله وترك عبادة الأوثان .. وخرج رسول الرحمة المهداه من تلك المدينه وهو يرشق بالحجارة وتدمى قدماه " جعلني وابي وامي وكل من احب فداء لقدميه الكريمتين " واتي اليه جبريل عليه السلام يستأذنه ان يطبق الجبال عليهم فماذا كان رد رسول الرحمة المهداه .. قال بما معناه : لعله يأتي من اصلابهم من ينصر دين الله ،،،
اذا كنا صادقين في دعوتنا ونحب الخير للآخرين ونحمل على عاتقنا الدعوه الصادقه لوجه الله فعلينا ان " نحاول " ان نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام والذي كان بمقدوره ان يجد حلول جذرية لكل مخالفيه واعدائه من عبدة الأصنام الذين يمثلون الشر المطلق والذنب الذي لا يغتفر ،،،
كنت في مرحله عمريه سابقه وبناء على بيئتي الاجتماعيه ارى ان كشف الوجه هو التفاف على الدين وضعف في الالتزام ولم يكن لدي مانع ان اتهم الأخريات بالفسق فقد تعلمنا ان غطاء الوجه " واجب " شرعي .. أكتشفنا فيما بعد ان هنالك " علماء " أجلاء كانت لديهم مصادرهم الشرعية الصحيحه التي تفيد ان لا حرج من كشف الوجه .. فماذا عساني ان افعل ؟ هل اختصر على نفسي واقول ان هؤلاء العلماء ايضا الذين لم يكونوا متوافقين مع رؤيتي أنهم ايضا " فساق " !!! يجب ان نكون رفقاء بانفسنا والآخرين فالدعوه الخيره من وجهة نظري هي قدرة على احتواء الآخرين او صناعة خطوط مشتركه معهم وليس القدرة على الاصطدام واعلان العداء ... فالأخيرة " الصدام والعداء " من السهل ان يقوم بها العالم والجاهل ولكن الأولى " الأحتواء وبناء صيغ مشتركه " لا يقوم بها الا العظماء من المفكرين والدعاه ،،،
شيخنا الفاضل وأخينا العزيز " عبدالرحمن "
بارك الله فيك وبارك جهدك وبارك حرصك
والله يعطيك العافيه |