#1  
قديم 18/09/2008, 10:49 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 15/08/2008
مشاركات: 328
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة alhawey

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



صبحكم/مساكم الله بالخير.



يتردد على أسماعنا بين الفينة والأخرى عبارات جملية في شكلها، هادفة في مضمونها ومتناغمة في صياغتها، وبالرغم من جميل أوصافها إلا أنها قد تبدو بصورة مشوهة وقبيحة حين يتلاعب بها مخادع، أو يرددها مجادل، أو تخرج من فم جاهل ..


"دعونا نرتقي بحوارنا"

أتصور أن هذه العبارة هي إحدى الجميلات اللاتي تشوهن بألسنة وأقلام ثلة من الجهلة إجمالاً..

فحين يخرج لنا شاب مسلم انتهى للتو من قراءة روايتين إحداهما لعربي ملحد والأخرى لغربي مسيحي، ولم يقرأ سواهما، ثم يصرخ بأعلى صوته بأن إبليس غير موجود ولا يوجد دليل صريح على وجوده وإغواءه للبشر، ولا يتحرج من أن يطلب منك الرقي في الحوار حين تستشهد وتقرأ عليه آية قرآنية كريمة تدحض معتقده، فإن هذا هو الجهل بعينه وإن ذلك هو القبح الذي أعنيه..

وحين يخرج لنا آخر، وعلى خلفية أنه رجل مطلع وله عقل واع ومدرك، كيف لا وهو قد قرأ روايتين بمئات من الصفحات وأتبعهما بكتاب تاريخي، ويقول بأنه لا صحة على وجوب إعفاء اللحى ولا دليل على حرمة الإسبال، ويطلب منك الرقي في الحوار حين تستشهد بحديث نبوي صحيح ، فإن هذا هو الجهل والجدل الذي جعل من الرقي قبحاً نذمه ونستنكره..

وعندما تشوّه مبادئ الإسلام السمحة من قبل مثقفين ومطلعين ومتفتحين لم يأخذوا من حاضر الغرب سوى عدائهم للإسلام ومحاربتهم لمبادئه، ويفخرون بعلمانيتهم جهاراً نهارا، ويسوّقون لمبادئ العلمنة والماسونية، ويدّعون بذلك حبهم لأوطانهم ولصالح مجتمعاتهم ولأجل تقدمها وتحضرها، ويصدحون في المجالس والصحف والملتقيات والمنتديات بعبارات تهتم بالرقي بالحوار والبعد عن التطرف، فإن هذا هو الخداع والمكر الذي يجعلنا نحمد الله على أن جنبنا رقياً كرقيّهم ومكراً كمكرهم..

ولك أن تلحظ عزيزي القارئ أن كثيراً ممن يرددون عبارات الارتقاء بالحوار والعقلانية في النقاش ليسوا إلا أصحاب عقول فارغة أو مملوءة بفكر غير سوي، فلا يملكون الحجة لما يدّعون الإيمان به ، وتنقصهم الأمانة عند ذكر مراجعهم، ويعتمدون الكذب والخداع لإظهار جمال ورقي أهدافهم وتصوراتهم..

لو أن أحدهم كان صادقاَ مع نفسه ومعترفاً بضعفه وسيطرة أهواءه عليه، لما احتاج لعبارات مبرِّرة يُظهر فيها طلباً للرقي والتحضر والعقلانية في الحوار والنقاش، ويخفي في باطنه حقيقة بطلان دعواه وضعف حجته، ولقال إني عبد مسلم مقصر وأسأل الله أن يغفر لي ويمن علي بعفوه وهدايته..

أعيد ما أؤمن به بأن هناك فرق شاسع من حيث الصدق والإخلاص بين من يقع في الخطأ ويعترف به ويسعى لتجنب الوقوع فيه، وبين من يقع في الخطأ ويصر على صحته وتبريره..

هناك فرق شاسع بين من يستغفر الله العظيم ويتوب إليه عن ذنب اقترفه وبين من يذنب ويكابر ويتبنى أفكار الضلال أو يبحث هنا وهناك عن قول شاذ أو شبهة غامضة ليحلل لنفسه ما حرمه الله جل وعلا عليه أو يحرم ما أحله..

وتكون المصيبة أكبر والقبح أعظم حين تجد جاهلاً أو متجاهلاً لا يكتفي بذنوبه وإباحتها لنفسه، بل يتجاوز ذلك إلى الدعوة إليها بتحسين صورتها وإظهار لذتها وإبرازها كمظهر من مظاهر التقدم والتغير والتخلص من الرجعيات والتخلف..

سبحان الله العظيم!، كيف يجرأ على ذلك مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، يقرأ قول الله تعالى (( اقتربت الساعة وانشق القمر))، ألا تكفينا أوزارنا؟! كيف سنتحمل أوزار غيرنا؟! كيف نجعل من أنفسنا دعاةَ لتحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحله؟!

يجب أن نعترف بذنوبنا وتقصيرنا وأن لا نجعل من ضعف أنفسنا وإيماننا وغلبة أهوائنا سبباً في تهاوننا وتجاوزنا لأحكام الله سبحانه وتعالى، فالدنيا دار ممر وسنحاسب ممن لا يظلم مثقال ذرة..


نفرح جميعاً حين نرى شبابنا وفتياتنا يتوجهون نحو القراءة والاستزادة من شتى المجالات، ونسعد حين تكون المكتبات مكتظة بطالبي المعرفة، لكن أتصور أنه من الأولى أن يحصن الإنسان نفسه ويتزود من علوم دينه ويتيقن من إيمانه قبل أن يتفرغ لقراءة أي كتب متنوعة أخرى وبالذات تلك الكتب التي يتفنن كتابها في تشويه مبادئ الإسلام والتقليل من سماحته سواء كان ذلك بالتصريح أو التلميح..


أخيراً لست داعياً إلى تقديس شخص العلماء والدعاة أو تقديس أقوالهم وآرائهم ولكن أتسائل وبشكل عابر، أليس الذي حفظوا القرآن الكريم، وجمعوا صحيح الأحاديث النبوية وتدارسوها، وتعلموا العقيدة والفقه في الدين، وشهد لهم الناس بالهدى والتقى، أليسوا هم أهل الثقة لدينا وهم من نستمع إليهم ونستزيد منهم في أمور ديننا؟..



شكراً لكم.

في أمان الكريم،،،



حياك الله اخي الهاوي واهلا وسهلا بك
موضوع جميل اخي الكريم وبالفعل يستحق المناقشة وهو ذو شجون.

اعجبني كثير ما ذكرت وانا معك فيه فهل هناك حوار بين المسلمين بعد (قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم؟)
المسلم الحق يجب ان يراعي الله سبحانه وتعالى ويكون وقافا عند الحق والحق قول الله ورسوله.

اما بخصوص تقديس اقوال العلماء فأنا كذلك أؤيد ما ذهبت اليه فلا قدسية الا لقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم فكل يؤخذ بكلامه ويرد الا محمد عليه الصلاة والسلام, وازيد ان هؤلاء العلماء يصيبون ويخطئون حالهم حال جميع البشر ولا ينبغي ان نساوي بين ارائهم وبين نصوص القرأن والسنه.

اخيرا فمن يدعونا جميعا الى الرقي في الحوار هو الله سبحانه وتعالى - وجادلهم بالتي هي احسن - فأقترح اخي تغيير عنوان موضوعك فهو يعطي انطباعا برفضنا نحن المسلمين للحوار الهادئ.
احترامي وتقديري لك اخي الكريم .
تقبل مروري ولك تحياتي,,

اخر تعديل كان بواسطة » بيرت بلس في يوم » 19/09/2008 عند الساعة » 03:00 AM
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19/09/2008, 05:59 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/08/2006
المكان: الرياض
مشاركات: 363
أهلاً بك أخي الهاوي

طبيعة الحوار تختلف بإختلاف أشخاص المتحاورين و بإختلاف الهدف من الدخول فيه.
وعلى من يدخل جدالاً ( إن توجب عليه ذلك ) أن يُحدد مُراده الذي يريد الوصول إليه.
فإن إستقر في قلبه أن دخوله للحوار ليس لإحقاق حقٍ أو إبطال باطل فالأولى أن يتجنب الدخول فيه.

أما الرُقي في الحوار مع كائنٍ من كان فأنا أرى أنه معنى سامي بل ضروري,,,
لإن إستخدام اللغات الأُخرى من الحوار يُنفر المستمع من فكر المحاور حتى و إن كان على حق!
و هذا فيه خطر كبير,
فقد يحيد الناس عن الحق ميلاً مع صاحب اللسان المعسول و السليط !

أي أنه حتى من لديه فكرٌ منحرف ويستخدم حجة الحوار الراقي لتمريرأفكاره الفاسدة
فإن علينا أن نثبت له أن الحوار الراقي قد يقلب السحر على الساحر
و لا ننسى أن الهدف في النهاية هو أن يرجع المخطئ عن فساد فكره و ليس أن نتحداه أو أن نُحرجه...
فإن لم يرجع عنه فعلينا أن نقصد بما نقدمه من أدله أن نُحَذر الغير* من فكره الفاسد.

بقي أن أقول أني لا أؤيد قراءة الكتب التي تحوي أي نوع من أنواع الإلحاد
لإنه حتى و إن سلم منه علماؤنا الكبار السابقين كابن القيم و ابن تيمية,,,
إلا أننا نعيش في زمن يختلف كثيرا عن زمنهم رحمهم الله...
نعيش في زمن كثرت فيه الفتن و ضَعُفَ فيه الإيمان ..
كما أني لا أرى أنها تفيد في ترسيخ العقائد لإن كل الكٌتاب - حتى الملحدين منهم - يسعون لإقناع الآخرين بما يكتبون
مستخدمين في ذلك ما أوتو من الحجج و البراهين
و ربما أوردوا شيئاً يقع في نفس القارئ من غير أن يشعر بذلك !
خصوصا إذا كان القارئ تنقصه الثقافة الدينية العميقة.

و أنا أقول هذا من واقع قصة شاهدتها لشخصٍ قرأ كتب الملحدين و تأثر بهم
بالرغم من تدينه الشديد قبل أن يقرأها أسأل الله له الهداية !

شكراً لك الهاوي على الموضوع الجميل و أعتذر عن الإطالة




( * سبق و أن حذرني القاضي منذ أن كان مستشاراً من أن "ال" التعريف لا تدخل على "غير"
لكني لا أدري ما الحكم هنا
إن كنتُ أخطأتُ يا أبا عبدالله مرةً أخرى فإني أعتذر عن ذلك
فلا تؤاخذني بما نسيت و لا ترهقني من أمري عسراً )
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:12 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube