أهلاً بك أخي الهاوي
طبيعة الحوار تختلف بإختلاف أشخاص المتحاورين و بإختلاف الهدف من الدخول فيه.
وعلى من يدخل جدالاً ( إن توجب عليه ذلك ) أن يُحدد مُراده الذي يريد الوصول إليه.
فإن إستقر في قلبه أن دخوله للحوار ليس لإحقاق حقٍ أو إبطال باطل فالأولى أن يتجنب الدخول فيه.
أما الرُقي في الحوار مع كائنٍ من كان فأنا أرى أنه معنى سامي بل ضروري,,,
لإن إستخدام اللغات الأُخرى من الحوار يُنفر المستمع من فكر المحاور حتى و إن كان على حق!
و هذا فيه خطر كبير,
فقد يحيد الناس عن الحق ميلاً مع صاحب اللسان المعسول و السليط !
أي أنه حتى من لديه فكرٌ منحرف ويستخدم حجة الحوار الراقي لتمريرأفكاره الفاسدة
فإن علينا أن نثبت له أن الحوار الراقي قد يقلب السحر على الساحر
و لا ننسى أن الهدف في النهاية هو أن يرجع المخطئ عن فساد فكره و ليس أن نتحداه أو أن نُحرجه...
فإن لم يرجع عنه فعلينا أن نقصد بما نقدمه من أدله أن نُحَذر الغير* من فكره الفاسد.
بقي أن أقول أني لا أؤيد قراءة الكتب التي تحوي أي نوع من أنواع الإلحاد
لإنه حتى و إن سلم منه علماؤنا الكبار السابقين كابن القيم و ابن تيمية,,,
إلا أننا نعيش في زمن يختلف كثيرا عن زمنهم رحمهم الله...
نعيش في زمن كثرت فيه الفتن و ضَعُفَ فيه الإيمان ..
كما أني لا أرى أنها تفيد في ترسيخ العقائد لإن كل الكٌتاب - حتى الملحدين منهم - يسعون لإقناع الآخرين بما يكتبون
مستخدمين في ذلك ما أوتو من الحجج و البراهين
و ربما أوردوا شيئاً يقع في نفس القارئ من غير أن يشعر بذلك !
خصوصا إذا كان القارئ تنقصه الثقافة الدينية العميقة.
و أنا أقول هذا من واقع قصة شاهدتها لشخصٍ قرأ كتب الملحدين و تأثر بهم
بالرغم من تدينه الشديد قبل أن يقرأها أسأل الله له الهداية !
شكراً لك الهاوي على الموضوع الجميل و أعتذر عن الإطالة
(
* سبق و أن حذرني القاضي منذ أن كان مستشاراً من أن "ال" التعريف لا تدخل على "غير"
لكني لا أدري ما الحكم هنا

إن كنتُ أخطأتُ يا أبا عبدالله مرةً أخرى فإني أعتذر عن ذلك

فلا تؤاخذني بما نسيت و لا ترهقني من أمري عسراً )