المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07/09/2008, 06:51 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة التحريم (1)

تفسير سورة التحريم

‏[‏وهي مدنية‏]‏
‏[‏1ـ 5‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا‏}‏

هذا عتاب من الله لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين حرم على نفسه سريته ‏"‏مارية‏"‏ أو شرب العسل، مراعاة لخاطر بعض زوجاته، في قصة معروفة، فأنزل الله ‏[‏تعالى‏]‏ هذه الآيات

‏{‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ‏}
‏ أي‏:‏ يا أيها الذي أنعم الله عليه بالنبوة والوحي والرسالة

‏{‏لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ‏}
‏ من الطيبات، التي أنعم الله بها عليك وعلى أمتك‏.‏
‏{‏تَبْتَغِيَ‏}‏ بذلك التحريم

‏{‏مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏
هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله، ورفع عنه اللوم، ورحمه، وصار ذلك التحريم الصادر منه، سببًا لشرع حكم عام لجميع الأمة، فقال تعالى حاكما حكما عاما في جميع الأيمان‏:‏

‏{‏قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُم‏}‏
أي‏:‏ قد شرع لكم، وقدر ما به تنحل أيمانكم قبل الحنث، وما به الكفارة بعد الحنث، وذلك كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا‏}‏ إلى أن قال‏:‏ ‏{‏فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُم‏}‏ ‏.‏
فكل من حرم حلالًا عليه، من طعام أو شراب أو سرية، أو حلف يمينًا بالله، على فعل أو ترك، ثم حنث أو أراد الحنث، فعليه هذه الكفارة المذكورة، وقوله‏:

‏ ‏{‏وَاللَّهُ مَوْلَاكُم‏}
‏ أي‏:‏ متولي أموركم، ومربيكم أحسن تربية، في أمور دينكم ودنياكم، وما به يندفع عنكم الشر، فلذلك فرض لكم تحلة أيمانكم، لتبرأ ذممكم،

‏{‏وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ‏}‏
الذي أحاط علمه بظواهركم وبواطنكم، وهو الحكيم في جميع ما خلقه وحكم به، فلذلك شرع لكم من الأحكام، ما يعلم أنه موافق لمصالحكم، ومناسب لأحوالكم‏.‏
‏[‏وقوله‏:‏‏]‏


‏ قال كثير من المفسرين‏:‏ هي حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، أسر لها النبي ـ صلى الله عليه وسلم

‏{‏وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا‏}
ـ حديثًا، وأمر أن لا تخبر به أحدًا، فحدثت به عائشة رضي الله عنهما، وأخبره الله بذلك الخبر الذي أذاعته، فعرفها ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببعض ما قالت، وأعرض عن بعضه، كرمًا منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحلمًا، فـ ‏{‏قَالَتِ‏}‏ له‏:‏

‏{‏مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا‏}
‏ الخبر الذي لم يخرج منا‏؟‏

‏{‏قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ‏}‏
الذي لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى‏.‏
‏[‏وقوله‏:‏‏]‏

‏{‏إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا‏}‏
الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عائشة وحفصة رضي الله عنهما، كانتا سببًا لتحريم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على نفسه ما يحبه، فعرض الله عليهما التوبة، وعاتبهما على ذلك، وأخبرهما أن قلوبهما قد صغت أي‏:‏ مالت وانحرفت عما ينبغي لهن، من الورع والأدب مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحترامه، وأن لا يشققن عليه،

‏{‏وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ‏}‏
أي‏:‏ تعاونا على ما يشق عليه، ويستمر هذا الأمر منكن،

‏{‏فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ‏}‏
أي‏:‏ الجميع أعوان للرسول، مظاهرون، ومن كان هؤلاء أعوانه فهو المنصور، وغيره ممن يناوئه مخذول وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين، حيث جعل الباري نفسه ‏[‏الكريمة‏]‏، وخواص خلقه، أعوانًا لهذا الرسول الكريم‏.‏
وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى، ثم خوفهما أيضا، بحالة تشق على النساء غاية المشقة، وهو الطلاق، الذي هو أكبر شيء عليهن، فقال‏:‏
‏{‏عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ‏}‏ ‏.‏

‏{‏عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ‏}‏
أي‏:‏ فلا ترفعن عليه، فإنه لو طلقكن، لم يضق عليه الأمر، ولم يكن مضطرًا إليكن، فإنه سيلقى ويبدله الله أزواجًا خيرًا منكن، دينا وجمالًا، وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد، ولا يلزم وجوده، فإنه ما طلقهن، ولو طلقهن، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات، الجامعات بين الإسلام، وهو القيام بالشرائع الظاهرة، والإيمان، وهو‏:‏ القيام بالشرائع الباطنة، من العقائد وأعمال القلوب‏.‏
القنوت هو دوام الطاعة واستمرارها

‏{‏تَائِبَاتٍ‏}
‏ عما يكرهه الله، فوصفهن بالقيام بما يحبه الله، والتوبة عما يكرهه الله،

‏{‏ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا‏}
‏ أي‏:‏ بعضهن ثيب، وبعضهن أبكار، ليتنوع ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يحب، فلما سمعن ـ رضي الله عنهن ـ هذا التخويف والتأديب، بادرن إلى رضا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان هذا الوصف منطبقًا عليهن، فصرن أفضل نساء المؤمنين، وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا أكمل الأحوال وأعلى الأمور، فلما اختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دل على أنهن خير النساء وأكملهن‏.‏

‏[‏6‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏
أي‏:‏ يا من من الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه‏.‏
فـ

‏{‏قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا‏}‏
موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالًا، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل ‏[‏والأولاد‏]‏، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزروجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه‏.‏
ووصف الله النار بهذه الأوصاف، ليزجر عباده عن التهاون بأمره فقال‏:‏

‏{‏وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ‏}‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ‏}‏ ‏.‏

‏{‏عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ‏}
‏ أي‏:‏ غليظة أخلاقهم، عظيم انتهارهم، يفزعون بأصواتهم ويخيفون بمرآهم، ويهينون أصحاب النار بقوتهم، ويمتثلون فيهم أمر الله، الذي حتم عليهم العذاب وأوجب عليهم شدة العقاب،

‏{‏لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏
وهذا فيه أيضًا مدح للملائكة الكرام، وانقيادهم لأمر الله، وطاعتهم له في كل ما أمرهم به‏.‏

‏[‏7‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏
أي‏:‏ يوبخ أهل النار يوم القيامة بهذا التوبيخ فيقال لهم‏:‏

‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ‏}‏
‏[‏أي‏:‏‏]‏ فإنه ذهب وقت الاعتذار، وزال نفعه، فلم يبق الآن إلا الجزاء على الأعمال، وأنتم لم تقدموا إلا الكفر بالله، والتكذيب بآياته، ومحاربة رسله وأوليائه‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07/09/2008, 11:31 AM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
\\
جزاك الله خير .. جعله الله في ميزان حسناتك
تحياتي لكـ ورده
\\
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07/09/2008, 01:08 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/08/2007
المكان: السعوديه
مشاركات: 3,077
جزاك الله كل خير على الموضووع
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07/09/2008, 03:23 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/11/2004
المكان: جـــدة
مشاركات: 5,779
الله لا يحرمك الأجر وأنا خووووووك


مشكور على مواضيعك الرائعة
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07/09/2008, 03:51 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
الله يجزاك بالخير,,

وننتظر تفسيراتك القادمه,,

اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:21 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube