نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

http://upload.alhilal.com/img/014/b3asmla3a.gif

http://vb.alhilal.com/banner/logo.gif
اعجبني الكلام عن الاعب الكبير نواف للكاتب على اليوسف ونقلته لكم
علي اليـوسف
سنوات التمياط

عندما أعلن (الخلوق) نواف التمياط اعتزاله ، تنامى الى فكري ظاهرة تساقط الأوراق من الشجرة التي أعطت الكثير والكثير للرياضة السعودية ، وأقصد هنا سماع قرار اعتزال العديد من النجوم خلال السنوات الأخيرة وآخرهم نواف التمياط الذي أثرى ملاعبنا بالكثير من الدروس التي لابد أن يتعلم منها الجيل الجديد لأنه وباختصار (قدوة) رياضية لابد من التعلم منها.
(الخلوق) أعطانا حتى نحن الاعلاميين دروسا في فن التعامل مع الآخرين ، فالعطاء لا يكون في التعامل مع الكرة فقط ، بل هناك فن التعامل مع الآخرين والذي أجاده التمياط مع الاعلاميين وأقصد هنا من تعامل معه خلال سنوات عطائه ، ولأن من لا يعرفه يجهله ، فنواف وضع في اعتباراته عدم الاساءة للآخرين مهما بلغ من النجومية قدرا وهو بالغها ، ومهما ملك قلوب الجماهير وهو مالكها ، فمد يده للجميع ، وأعطى بلا حدود ، ووضع حدا للغرور الذي يسيطر على من ركب درجة واحدة من سلّم نجومية في هذا الوقت من اللاعبين.
مهما اختلفت الأسباب والمسببات بشأن قرار الاعتزال لنواف ، ففي النهاية هو أعلنه أمام الجميع ولن يعود فيه أبدا ، سواء كان باصابة أو خلاف مع آخرين في ناديه أو غير ذلك من الظروف التي تصيب أي انسان في هذه الحياة ، وفي كل الأحوال نحن خسرنا نجما ستتذكره كرة القدم السعودية وليس نادي الهلال فقط ، وفي النهاية أيضا لابد أن نعترف بأننا استمتعنا بفن نواف لعبا وخلقا لسنوات من العطاء للكرة السعودية.
اعلان نواف الاعتزال في هذا الوقت بالتحديد ليس قضية ، ولكن القضية في أمر تواصل اعلان الاعتزال من العديد من النجوم من الجيل الذهبي للهلال والمنتخب ، ذلك الجيل الذي ساهم في اسعاد قلوب الجماهير ، وحمل مسؤولية كبيرة على عاتق الجيل الحالي الذي لم يراهن عليه الجميع بعد ، وربما يستغرب الأكثرية من اعلان نواف اعتزاله مع قدرته على العطاء ، فمن الجميل الرحيل وأنت قادر على العطاء حتى تشعر الجمهور بالخسارة والأسف على ذلك الرحيل خاصة اذا كان يملك اللاعب قدرا كبيرا من النجومية، كما هو الحال لنواف الذي آثر ألا يأخذ زمنه وزمن غيره.
سنقول وداعا لنواف ، وسنتذكره بأخلاقه وبعطائه الكروي وبنجوميته وبسنوات ( العطاء ) التي لم يضيّع فيها وقتا من الابداع ، حتى وهو في مرحلة الاصابات التي مرت عليه كان الجميع يتابعه ويتأسف على ابتعاده عن الملاعب ويتوق لعودته سريعا ، نعم نحن الخاسرون وليس الملاعب ، ونحن الذين سنشتاق الى اخلاق لاعب مع فن كروي، قل في هذا الزمن تواجده في الملاعب.