أخي الحبيب
هذه رسالة صدق خرجت من قلب امتلأ مودة ووفاء..
كيف لا وأنا أتذكر تلك الأيام التي عشناها سوياً..وتلك التي دارت بيننا جميعاً..
ابتداءً بجلوسنا في تلك الرياض النضرة..في ذلك المكان البهيج..الذي يبعث على الأنس والراحة.
في ذلك الصرح العظيم..
في مسجد الزهراء..


وكأني بك وأنت تتأمل في زملائك في مسجد الزهراء وتسمع تلك الأصوات الجميلة..وهي تتلوا تلك السور..وتلهج بتلك الآيات..وتشعر بذلك الشعور الجميل الذي يشرح الصدر..ويسعد القلب..ويزيل هموم النفس وغمومها..

لازلت أتذكر الملتقيات والرحلات والزيارات وأشاهد تلك الأخوة التي تربط بيننا..وتنير طريقنا..


كم من هم قد انفرج..وكرب قد تنفس..وحاجة قد قضيت..ومسألة قد حلت..ودعوة قد أجيبت..وبسمة قد حلت..

كل ذلك من بركة جلسونا على مائدة القرآن..وطاعتنا للملك الديان..



أي حياة أجمل من حياة القرآن..ومصاحبة أهل الإيمان..

ألم تشعر بالسعادة وأنت تحلق في سماء القرآن؟؟
ألم تبصر بنفسك طريق الخير وهو ينير الظلام؟؟
ألم تسمع من حولك من ينادي هلم إلى ما فيه الرشاد؟؟



لا طفش!!
لا هموم!!
لا فشل!!



ما دامت صلتنا بربنا قوية..



لن أنسى تلك البرامج التي كانت تنشر علينا عبق الأنس والسعادة..
وترسم على محيانا الابتسامة..
قلوب صافية..ونفوس متآخية..وأوقات عامرة..
حقاً..ما أجملها من أيام...
واليوم أقف مودعاً..
ومفارقاً..

لأحبة لهم في القلب مكانة كبيرة وإذا كان حالي وأنا معهم كقول القائل :



ومن عجب أني أحن إليهم .. وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها .. ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

فكيف سيكون الحال عند فراقهم؟؟
أقف في هذا اليوم والدمع قد انهال..والحزن هو الحال..



كيف لا وأنا أودع شباباً طموحاً..امتطى خيل العزم..وسار في سبيل المجد..هدفه أن يرتقي بنفسه..ويعلي هامة أمته..ويسعد والديه..

ولكن هذا الحزن مقرون بأمل..وموعود بإشراق..
ستعود إلينا..
لتنير الكون بإبداعك ..وتسعد الوجود بتميزك..
أخي الحبيب :
دفعني لكتابة هذه الكلمات صدق محبتي وإخلاص مودتي ..
أخي الحبيب :
دعني أهتف في أذنيك هذه الكلمات..أهديها إليك..وأرجو أن تصل إليك..



· إن الذي خلق الظلام يراني..الله معك أينما رحلت وفي أي مكان ذهبت .. راقبه حق المراقبة..ولا تجعله أهون الناظرين إليك..
· تذكر دائماً الهدف الذي من أجله رحلت..وبسببه ضحيت..وللغالي والنفيس بذلت ولا تذهب عينك إلى غيره.
· البعد عن أهلك ومحبيك سيعلمك أموراً جميلة وسيفيض عليك بفوائد عديدة منها : الاعتماد على النفس..ومواجهة المصاعب..واستغل ال الأوقات.
· اختر مكاناً مناسباً ومهيأ يناسب هدفك ويساعدك على تحقيقه وقبل ذلك اختر جلساء صالحين يعينونك على تحقيق أهدافك وقبل ذلك على حفظ إيمانك.
· احذر من الشيطان ونزغاته وخطواته..فقد يسول لك الوقوع في المعصية ويزين لك الخطيئة ويغريك بها ..ويتركك تذوق الحسرة والندامة لوحدك.
· استفد من تجارب الآخرين ((اسأل مجرب ولا تسأل طبيب))
· المؤمن كالنحلة أينما ذهب لابد أن يضع له بصمة إيجابية ..فضع بصمتك الإيجابية هناك.
· إذا شعرت بهم جثم على فؤادك .. وغم قد أحاط بك ..وسمعت المثبطين من حولك ورأيت صور الفساد تدور حولك ..فانطلق نحو القرآن ورطب لسانك بتلاوته..تجد السعادة والراحة والطمأنينة..وبع دها توجه لمن يفرج الهموم ويزيل الغموم بالدعاء والذكر.
· قد وجدت الفرصة التي كنت تنتظرها كثيراً..وتبحث عنها طويلا..وهي (( وجود الوقت وعدم الانشغال))فهيا بنا قم اقرأ كتابا تزيد فيه من معلوماتك وترتقي فيه بنفسك.
· تذكر أن هناك أناس يدعون لك بالخير ويتمنون لك السعادة والنجاح وهم ((والديك))((إخو تك))((أبوسالم)) كن متواصلا معهم وإذا احتجت شيء فلا تتردد.
· إذا عدت إلينا في أيام إجازاتك .. فتذكر: أننا في انتظارك بقلب محب وبرامج مفيدة وممتعة..((نحن في انتظارك))


وختاماً :



أسأل الله أن يحقق أهدافك ويسعد وجدانك..
وأن يحفظك بحفظه..
وأن يرجعك إلينا وأنت سليما معافى غانما فائزا
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
تقبل تحيات من يعتز بصحبتك ويرجو الخير لك

أبوسالم

هذه رسالة كتبتها على لسان أحد معلمي الحلقات لطالب تخرج من الحلقات
ويريد أن يسافر إلى خارج بلاده