نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=55)
-   -   تفسير سورة النازعات (1) (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=618427)

سامي صعب يتكرر 07/08/2008 05:46 AM

تفسير سورة النازعات (1)
 
تفسير سورة النازعات

وهي مكية


‏[‏1 ـ 14‏]‏

‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


‏{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ‏}‏

هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده، فقال‏:

‏ ‏{‏وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا‏}
‏ وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها‏.‏

‏{‏وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا‏}
‏ وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار‏.‏

‏{‏وَالسَّابِحَاتِ‏}
‏ أي‏:‏ المترددات في الهواء صعودا ونزولا ‏{‏سَبْحًا‏}‏

‏{‏فَالسَّابِقَاتِ‏}
‏ لغيرها

‏{‏سَبْقًا‏}
‏ فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه ‏.‏

‏{‏فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا‏}‏
الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار ‏[‏وغير ذلك‏]‏‏.‏

‏{‏يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ‏}
‏ وهي قيام الساعة،

‏{‏تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ‏}
‏ أي‏:‏ الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها،

‏{‏قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ‏}‏
أي‏:‏ موجفة ومنزعجة من شدة ما ترى وتسمع‏.‏

‏{‏أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ‏}
‏ أي‏:‏ ذليلة حقيرة، قد ملك قلوبهم الخوف، وأذهل أفئدتهم الفزع، وغلب عليهم التأسف ‏[‏واستولت عليهم‏]‏ الحسرة‏.‏

يقولون
أي‏:‏ الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب‏:‏

‏{‏أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً‏}‏
أي‏:‏ بالية فتاتا‏.‏

‏{‏قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ‏}‏
أي‏:‏ استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا ‏[‏منهم‏]‏ بقدرة الله، وتجرؤا عليه‏.‏
قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه‏:

‏ ‏{‏فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ‏}
‏ ينفخ فيها في الصور‏.‏
فإذا الخلائق كلهم

‏{‏بِالسَّاهِرَةِ‏}
‏ أي‏:‏ على وجه الأرض، قيام ينظرون، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم‏.‏

‏[‏15 ـ 26‏]‏‏{‏هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى‏}‏
يقول ‏[‏الله‏]‏ تعالى لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏

{‏هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى‏}‏
وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه‏.‏
أي‏:‏ هل أتاك حديثه

‏{‏إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى‏}
‏ وهو المحل الذي كلمه الله فيه، وامتن عليه بالرسالة، واختصه بالوحي والاجتباء فقال له

‏{‏اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى‏}‏
أي‏:‏ فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه، بقول لين، وخطاب لطيف، لعله

‏{‏يتذكر أو يخشى‏}‏


‏{‏فَقُل‏}
‏ له‏:‏

‏{‏هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى‏}
‏ أي‏:‏ هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح‏؟‏

‏{‏وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ‏}
‏ أي‏:‏ أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه‏.

‏ ‏{‏فَتَخْشَى‏}‏
الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى‏.‏

‏{‏فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى‏}‏
أي‏:‏ جنس الآية الكبرى، فلا ينافي تعددها
‏{‏فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ‏}‏


‏{‏فَكَذَّبَ‏}
‏ بالحق

‏{‏وَعَصَى‏}‏
الأمر،

‏{‏ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى‏}‏
أي‏:‏ يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته،

‏{‏فَحَشَرَ‏}
‏ جنوده أي‏:‏ جمعهم

‏{‏فَنَادَى فَقَالَ‏}
‏ لهم‏:‏

‏{‏أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى‏}‏
فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم،

‏{‏فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى‏}
‏ أي‏:‏ صارت عقوبته دليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،

‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى‏}
‏ فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن ‏[‏بها‏]‏‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

مصاحب احساس 07/08/2008 10:18 AM

جزاك الله خير ....

إقتباس:

‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى‏}
‏ فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن ‏[‏بها‏]‏‏.‏

اللهم اجعلنا من المتبعين والمتعظين يا ارحم الارحمين



طرح موفق ونقل مبارك من كتاب الشيخ السعدي

بوركت أخي الكريم ونفع الله بما كتبت

اشكرك


ورده

أوَار 07/08/2008 08:24 PM

جزاك الله خير اخي .. ووفقك لما يحبه ويرضآه

طــرح رآئــع ونقل مييز ..ورده:)

فهد ذوالقبعة الزرقاء 08/08/2008 02:07 PM

وفقك الله لكل خير..

ونفع الله بما كتبت..

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ..


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:29 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd