
15/08/2008, 02:22 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
@@ الجزء التاسع عشر @@
مقلقة لحظات ما قبل المقابلة ، مهما حاول الشخص يرتب أفكاره يظل تحت انطباع إنه ( بيحوقها ) خلال المقابلة .
في الطريق و أنا رايح استرجعت كل شيء ، استرجعت حياتي من بدايتها ، استرجعتها من البداية إلى اللحظة اللي تركت أمي و حنين و نجلاء ...
أمي تقول خلك على طبيعتك و أنا أمك ، و حنين كل شوي تناظرني من فوق لتحت و ترتب الشماغ و تتأكد من العطر ، و نجلاء تقول : " المنة عليهم " ! يا حبي لها نجلاء .
الشيء الوحيد اللي لما تذكرته رجعني للطمأنينة و السكينة كان الحدث الأحزن في حياتي ، وفاة أبوي ، وفاة أبوي هي الحدث اللي يهون علي كل شيء ، بعد أبوي ما به خساير ، لأنه لو كان حي كان هو معي الحين يخطب لي .
لو تفتح عمل الشيطان ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
وصلت للبيت و سألت عامل هندي هذا بيت العم محمد ؟! حياني و فتح الباب و دخلت .
الغريب إني ارتحت للهندي !!
جنون هذا ولا إيش !! أرتاح لهندي ؟!
من جد ارتحت للهندي هذا ، سألته وش اسمك ؟! قال : " بشير "
معقولة يكون ارتياحي في محله ؟! أو أنا أوهم نفسي بس عشان أثبت إن اختياري لمياسم صحيح ؟!
بعض الزملاء اللي مروا في التجربة يقولون من البداية راح تعرف أنت مرتاح أو لا !!
ما أدري والله ، و أنا أمشي متجه للباب الداخلي طلع عمي و رحب و هلا و سلمت عليه و جلسنا في المجلس .
التكييف ممتاز و شكلهم يحبون البراد و درجة الحرارة يمكن إنها مضبوطة على عشرين مئوية ! طيب العرق ليه ؟!
أستأذن عمي محمد و خلاني شوي ، يمكن قدر وضعي و يبيني أهدأ ، بسرعة أخذت نفس عميق و أقنعت نفسي إن الموضوع عادي .
سمعت حركة عند الباب و رفعت رأسي بس ما دخل عمي محمد !!
دخلت بنت و شايلة بيدها شغلة ما قدرت أميزها من اللخبطة .
لا مو بنت ، بنت حلوة اللي دخلت ، بنت ثقيلة واثقة من نفسها ، ما خلت إلا شعرة عن الغرور ، كأنها في مشيتها فرس منتصر ، مع إني أخجل من شوفة البنات و عادة أنزل رأسي أعتقد إني قعدت أناظر من الصدمة .
تركت اللي معها على الطاولة الرئيسية و اتجهت للكرسي المقابل بالضبط لي عند باب المجلس أبعد كرسي تقريباً ، و قتها نزلت رأسي ، و بجنبي جلس عمي محمد ! غريبة ما شفته داخل !!
ما كان اتفاقنا كذا ، اتفاقنا جلسة تعارف مبدئية !
بعدين حنينوه تدري ؟! طيب أنا وش مزعلني ؟!
كل هالأفكار قطعها عمي ...
العم محمد : " عبدالرحمن يا ولدي هذي مياسم ، إسألها اللي بخاطرك "
عبدالرحمن : " أبد يا عمي ، سلامتك "
حسيت إن إجابتي غلط ، فتداركت الوضع .
عبدالرحمن : " كيفك يا مياسم ؟! "
مياسم بصوت حد السمع بس : " الحمدلله ، الله يسلمك "
عبدالرحمن : " كيف الجامعة ؟! "
مياسم : " تمام ، خلصت سنتين و باقي لي سنتين "
استكملت أسئلة ، بصراحة أسئلة فاضية ، يعني مهما كانت الإجابة مستحيل تخليني أغير رأيي في مياسم سواءً مقتنع أو غير مقتنع .
تكلم العم محمد ..
العم محمد : " عبدالرحمن يا ولدي أنت خريج أي كلية ؟! "
سألني و كنت أجاوب ، بصراحة أعجبني !
كان واضح إنه يبي مياسم تتعرف على منطقي و طريقتي في الكلام .
بعد ما تكلمنا شوي كنت أمام حقيقة و هالمرة أكيدة ! أنا معجب جداً بعمي محمد .
ناقشني في أشياء مختلفة ، حتى قيادة المرأة للسيارة ناقشني فيها و السفر للخارج و الحجاب .
ما كان يقصد شيء محدد و لا كان يبي إجابة معينة ، كان واضح إنه يبي يعرف كيف أتناول الأشياء على اختلافها و على اختلاف نظرتي لها .
بعد نقاش دام لدقائق حانت لحظات صمت لولا الله ثم الحياء كان رفعت رأسي جهة مياسم ، قطع عمي الصمت يوم وجه كلامه لمياسم يقول : " مياسم حبيبتي خليهم يعطونا القهوة "
ما أدري كيف تجرأت و ناظرت مياسم و استمريت أناظرها و هي تمشي لحد ما تركت المجلس .
وصل صديقي الشيخ بشير و معاه القهوة ، وقتها استنتجت إن مياسم كانت شايلة التمر لما قربه بشير على طاولتي .
العم محمد : " أنت ولد ناس يا عبدالرحمن و ما نبي نطول الموضوع ، أنت الحين شفت البنت و هي شافتك ، إن حصل نصيب انتظر اتصالي دور اليوم من الأسبوع الجاي "
كملنا نقاش متنوع و كان واضح إن عمي محمد عنده كل المعلومات و أسئلته مجرد تمضية وقت ، صار وقت أذان العشاء و أستأذنت و مشيت .
ركبت السيارة مع الأذان و قبل ينتهي الأذان دقت الأستاذة حنين .
عبدالرحمن : " نعم !! "
حنين : " نعم الله عليك ، بشر ؟! "
عبدالرحمن : " قبل أقول أي شيء ؟! كنت تدرين عن دخلة مياسم ؟! "
حنين : " كيف يعني ؟! "
عبدالرحمن : " كيف يعني !! معناته تدرين ! طيب حنين أوريك "
حنين : " لحظة لحظة ، شوف والله ما كان عندي خبر ، لكن كنت متوقعة هالشيء من خلال معرفتي بطريقتهم "
عبدالرحمن : " طيب ليه ما علمتيني ؟! "
حنين : " من متى أنت تؤمن في توقعاتي ؟! "
عبدالرحمن : " صح ! في هذي معك حق !! بس و لو حنين كان المفروض تحكين لي عن توقعك و إن كان هذا أول توقع يصدق لك من جابتك أمي "
أسمع نجلاء تحكي ..
نجلاء : " عبدالرحمن خلك في موضوعك و بعدين قيم توقعات حنين ! هذا وقته عاد ؟! "
عبدالرحمن : " حنينوه ! مخليته على مكبر الصوت ؟! "
حنين : " وش رأيك يعني ؟! تبي نجلاء تفضحني ؟! أنت عارف إنه مستحيل أكلمك بالسماعة إذا نجلاء الله يطول عمرها و يخليها لي موجودة "
عبدالرحمن : " وين أمي ؟! تسمعنا ؟! "
نجلاء : " خالتي تكلم أمي على الخط ! تبي تعلمها باللي صار أول بأول ، خبرك أون لاين أسرع من إنها تأخذ الأخبار بعدين تطلب الرقم ، بعدين خالتي الله يطول عمرها من عشر سنين تطلب رقمنا و لين الحين تغلط فيه "
عبدالرحمن : " أقول نجيلوه ! كأنك تحكين عن أمي ؟! "
نجلاء : " أبداً مو صحيح !! كنت أتكلم عن خالتي بس "
عبدالرحمن : " طيب بالمناسبة هذي باعزمكم اليوم على العشاء أنتم و أمي و خالتي "
نجلاء : " يا حبك للفلسفة ، كل مرة تعزمهم و أنت عارف إنهم ما يروحون ! بس يعني إني عزمتهم "
الصراحة كلامها صح ! كل مرة أعزم أمي و كل مرة تقول لا !! لكن ما أقوى أعزمهم و أخليها .
حنين : " المهم ما له داعي ترجع ، أنت قريب من التحلية ، اختر المطعم و احجز طاولة و حنا بنطلع الحين و نخلي أمي عند خالتي و نجيك في المطعم "
نجلاء : " عبدالرحمن ! "
عبدالرحمن : " خير ، و لو إني ماني مرتاح "
نجلاء : " تتوقع تكون هالمرة آخر مرة تعشينا فيها ؟! "
عبدالرحمن : " "
بصراحة كانت إجابتي مجرد صمت شخص عاجز عن الإجابة .
حنين : " مع السلامة عبدالرحمن "
أعتقد إن الدعوة جد ، و تعدت حنين لنجلاء ، هذا تحدي جديد !
كيف أخليهم يقتنعون إن ما في شيء راح يتغير بإذن الله ؟! و إن مياسم ما راح تبعدني عنهم . |