
27/08/2008, 01:53 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
@@ الجزء الثلاثون @@
مع الأيام كانت حالة مياسم تتحسن بشكل تدريجي و رجع النقاش بخصوص القدرة على المشي ، حسب كلام الأطباء كل شيء ممكن يرجع لوضعه الطبيعي باستثناء الحمل و الولادة .
أرسل المستشفى النتائج إلى مستشفيات خارج الممكلة و كان الرد يخلق فينا شيئاً من أمل ، عادت لي الحياة ، رجعت أحس بالدم في عروقي ، بالماء لما أشرب .
كنت محتاج إلى أي شيء إيجابي ، أنا واقف على حدود القبر ، يدفعني كل هم و حزن بعد ما حولي اجتمع و التم ، لكل ضعف قوة و ربنا رحيم بنا و هو ذو فضل على الناس و لكن أكثرنا لا يشكر .
الإنسان مسكين ، أقل شيء يقربه للموت و أقل شيء يبعث فيه الحياة من جديد .
يا حظ الإنسان المؤمن القوي بربه ، الإنسان اللي يربي نفسه و يرتقي بإمكاناته الروحية الأهم و الجسدية المهم .
خبر جديد ..
ولدت نجلاء و عمت الفرحة و كانت مياسم تطلع تزورها يومياً في المستشفى ، ولادة نجلاء غيرت من نفسية مياسم كثير و أتعبتني كثير ، أتعبتني لما وصلتني رسالة على الجوال من مياسم " مبروك ، يتربى في عزكم و العقبى لك "
العقبى لي ؟!
من مين ؟! من مياسم ؟!
مياسم ما تقدر تحمل و تولد !!
من غير مياسم ؟!
مستحيل .
استمرت الأيام و صار ضروري يتم اتخاذ بعض الإجراءات بخصوص أعمال عمي الله يرحمه و بالتحديد اللي يخص مياسم ، و هذا أشغلني شوي .
مياسم بدأت تتدرب على المشي و في البداية كانت تمشي معتمدة علي و على حنين ، و بعدها صارت تعتمد علي وحدي .
كنت ما أفارق مياسم إلا الصباح للعمل و تكون خالتها موجودة ، و وقت الزيارة المسائية لما يجون خالاتها و عيالهم .
كنت أصحى الصباح و أفطر مع مياسم و أطلع لدوامي ، يظل أبو سليمان هو اللي يساعدني و حلقة الوصل بيني و بين مديري .
مديري في الأخير طلب مني تقديم استقالتي أو الالتزام بالدوام ، و مع إن التلاعب في العمل كبير كنت وحدي لازم ألتزم !! ما كانت رايق للمشاكل و بهدوء قدمت استقالتي و كان الموقف سبب في خلاف أبو سليمان مع المدير بعد علاقة بينهم استمرت لأكثر من خمسة عشر عاماً ، و هذا سبب لي ضغط إضافي .
أيضاً إخباري لأمي و مياسم بالاستقالة كان مصدر ضغط إضافي ، لأنه ما كان المفروض أعلمهم .
مياسم بالذات تأثرت كثير ، يمكن تشوف نفسها مسئولة عن اللي صار .
صرت أطلع و أشرف على أعمال الوالد الله يرحمه الخاصة ، و يمكن كان في الأمر خيرة لأن الوضع صار أفضل بكثير ، و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم .
أيضاً بعض مصالح مياسم تحتاج متابعة .
رجعت للمستشفى كالعادة بعد الظهر و أشوف من بعيد مياسم تمشي لوحدها تعتمد على الحائط !!
وقفت أراقب من بعيد ، كانت كطفلة بريئة للتو بدأت تخطو ...
كانت فرحتي ما توصف ، الابتسامة رغماً عني و عن الإرهاق و عن شمس الرياض على وجهي ارتسمت ..
اقتربت منها من دون ما تشعر ..
عبدالرحمن و هو يمد يده يمسك بمياسم : " ليه التهور "
مياسم : " باسم الله ! روعتني ! "
عبدالرحمن : " خطأ تمشين لوحدك ما حولك أحد ، لكن فرحتي بالتقدم هذا راح يخليني يا مياسم أغفر لك خطأك "
مياسم : " عبدالرحمن ، لو أخطات بيوم ! كيف بتعاقبني ؟! "
عبدالرحمن : " باقول ترى ضاق صدري !! "
مياسم بنظرات مكسورة : " هذا عقاب ما أتحمله "
عبدالرحمن : " طيب كفاية مشي و خلينا نرجع ، و بالمناسبة الحلوة هذي بنحتفل اليوم "
مياسم في الطريق للغرفة : " عبدالرحمن قربنا نكمل سنة من تقدمت لي ، ندمان ؟! "
عبدالرحمن : " أفضل أعتبر نفسي ما سمعت السؤال "
سكتت مياسم ، ما علقت .
طلبت عشاء من المطعم و كلمت أمي و البنات و علمتهم بالمناسبة .
حملت حنين و كان خبر مفرح للجميع ، حتى أنا كان الخبر مفرح لي لكن أيضاً متعب ؟؟
باركت لي مياسم و حكت لي عن حلمها ببيتها و أولادها !!
مياسم أنت ما تقدرين تحملين !!
كلام مياسم أتعبني كثير ، صار لازم أحكي و فعلاً في لحظة ضعف حكيت لأمي ، و طلبت منها توعدني ما تعلم أحد حتى خالتي ، و كنت أشك في التزامها بوعدها بخصوص خالتي .
كان الخبر بالنسبة لأمي سيء ، ولدها الوحيد مرتبط بإنسانة ما راح تنجب !!
بعد أيام صحيت الصباح و أفطرنا كالعادة و طلعت و ركبت السيارة و حصلت هدية مغلفة كانت عبارة عن عطر رائحته جميلة ، و صندوق بلاستيكي شفاف مغلف بشكل رائع ، كان في الصندوق أوراق كثيرة ملونة و صغيرة و فوقها ورقة بيضاء ..
أخرجت الورقة و قرأت ..
" حبيبي عبدالرحمن ..
اليوم نكمل سنة ..
يمكن بالنسبة لنا هالسنة ما هي حلوة ، أنا هذا قدري و الحمدلله على كل حال .
لكن أنت ليه ؟! المفروض إنك مبسوط مع زوجتك .
السؤال هو بتعذرني ما دام ما بيدي حيلة ؟!
ما أدري كيف شعورك تجاه الأوضاع الحالية ؟!
أدري إنك تحبني ! و أنا كلمة أحبك ما توصف مشاعري تجاهك ،
لكن هل حبك لي كافي لإبقائك حولي ؟!
أعدك صادقة بأن أحبك دوماً ، سواءً كنت بجانبي أو حرمتني منك .
في هذا الصندوق وضعت أوراقاً كل واحدة منها فيها ( معنى ) لك ، أو ( شعور ) تجاهك ، أو ( كلمة) تستحقها بأفعالك .
هذه الأوراق عددها بعدد أيام السنة و في ظهر كل ورقة منها تاريخ اليوم المحدد لقراءتها ، سأتركها لك و أتمنى أن تقرأ كل يوم ورقة ، في آخر ورقة في السنة كتبت لك فيها ما أود قوله لك في نهاية كل عام ( كل عام و أنا أحبك ) ..
يمكن تسأل نفسك !
متى شرتها مياسم ؟!
شريتها لما طلعنا للسوق آخر مرة .
بالمناسبة شكراً لك على الطلعة ، انبسطت كثير .
شريتها من ذاك الوقت لأني خفت ما أقدر أطلع ثانية ، و ما أبي أكلف عليك و أطلبك تطلعني ثانية ، فقلت بارتبها و أخليها حتى يجي وقتها .
الأوراق سويتها بنفسي ، في الفترة الأخيرة كنت أكتب لك بيدي كل صباح ، من صرت تتركني الصباح بدأت أكتب لك و مرات أستمر أكتب حتى الظهر وقت رجعتك .
يجي الظهر و ينتهي العمر و ما أقوم بجزاك عبدالرحمن
كتبت لك 365 ورقة ، يا ليت تقرأها !
و الأهم لما تقرأ آخر ورقة يا ليت ما يكون في شيء فرق بيني و بينك .
غاليتك / مياسمك "
تتوقعون إني فرحت بالهدية ! صح ؟!
يمكن كان المفروض أفرح بالهدية ! لكن اللي صار إني بكيت في سيارتي في مواقف المستشفى لحد ما مل مني البكاء .
ألغيت ارتباطاتي و رجعت لمياسم ، تفاجأت مياسم برجعتي خصوصاً إني ما تكلمت و لا علقت ..
أعتقد إنها كانت متوقعة ردة فعلي على الكلام اللي كاتبته ، لكن أكيد كانت تتنظر مني شكراً !!
ما جتها كلمة شكراً و لا غيره !
كنت أشتعل غضباً !!
جهزت لي كوب شاي و طلبت الصحف و لما وصلت الصحف قلت لمياسم : " باطلع أقرأ الصحف في الاستراحة و أبي منك شيء واحد ، الكلام اللي في الورقة ما أبي أقرأه و لا أسمعه ثانية ، و متى ما تبين تطلعين ما في شيء يردك ، عمي الله يرحمه ما قصر و سيارتك موجودة و سواقك موجود و شغالاتك موجودين ، ما أنت في حاجتي و لا في حاجة أحد غيري أبداً ، إذا بغيتيني أخاويك فأنا ودي و شكراً ، و إذا ماتبين أنت حرة "
كنت أعتقد إني أنا الغاضب و إنها بتندم !!
توقعي غير صحيح !
لأني بس عطيتها ظهري سمعتها تقول كلام !! في الحقيقة كان صراخ مو كلام ..
" أنت تعرف إني أخاف أروح أي مكان لحالي ، أنا ما أحس بالأمان إلا معك أنت !
الشخص الوحيد اللي كنت أحس بالأمان معه مات !! تعرف وش معنى مات ؟! مات يعني راح يعني مستحيل يرجع !!
أنت ما تفهم ؟!
أنا ليه رفضت إن خالتي تقعد معي ؟! ليه رفضت بالرغم من إصرار خالتي و بالرغم من الكلام اللي يدور عني ؟! "
بصوت تغلفه العبرات ختمت مياسم ( صراخها ) بعبارة " يعني ما بقى لي إلا أنت يا عبدالرحمن !! "
تجمدت عند الباب ، التفت على مياسم لقيتها صادة عني و تناظر الشباك !
أكيد الدمعة تتمشى على خدها !!
أخذت لفة على السرير و كان واضح انعكاس أشعة الشمس على الدمعة ..
عبدالرحمن : " مياسم أنا آسف ، بس ما أعجبني كلامك "
مياسم : " يعني تبيني أترجاك تطلع بي ؟! "
عبدالرحمن : " ما قلت كذا ، لكن أنا ما أعلم الغيب ! كيف أعرف برغبتك ؟! "
رجعت مياسم تصد عني و تناظر باب الغرفة و قالت بصوت جداً هادئ " المفروض تفهم "
البنت هذي (( متعبة )) ، و أنت بعد يا عبدالرحمن الله يهديك !! المفروض تفهم !!
مياسم تقول تفهم يعني تفهم !!
عبدالرحمن : " طيب ليه تصدين عني ؟! "
مياسم : " أتركك تطلع للاستراحة "
عبدالرحمن : " هونت ، باقرأ الصحف هنا "
جلست على الكرسي ، و بدأت القراءة و لما توقعت إن حنين صحت من النوم كلمتها و قلت لها بنطلع اليوم نتمشى مع أمي و نجلاء ..
مياسم عنيدة و رأسها يابس و فيها شيمة زايدة !!
بعد المكالمة ..
مياسم : " إذا عشاني مو ضروري "
في نفس الوقت دخلت خالتها و فضلت السكوت كرد و طلعت ، جلست في الاستراحة أقرأ وصلتني رسالة على الجوال كانت من أحلى اسم في جوالي كانت من اترك اللي بيدك و رد و كان مكتوب فيها " آسفة "
كانت لهجتي الصباح فيها حدة ، و كان لازم أتصرف بالطريقة هذي عشان مياسم تشيل من بالها أفكارها السخيفة ، لكن ردة الفعل كانت أقوى .
و بالليل فعلاً طلعنا و تمشينا و أهم شيء إن مياسم انبسطت كثير ، كلمة حق مو عشانها مياسم ، أي شخص يعرف مياسم بيحبها غصب عنه .
تطمنت على مياسم قبل ما أتركها للغرفة الثانية مثل كل يوم .
عبدالرحمن : " تصبحين على خير مياسم "
مياسم : " تصبح على ألف خير "
تأكدت إن غرفتها بنفس الظروف اللي تحبها قبل ما تنوم ، و أنا عند الباب الفاصل بين الغرفتين كنت معلق نظراتي عليها هي ، على مياسم ، على الإنسانة الغالية ، و كانت هي تبادلني النظرة في البداية و من الخجل سوت نفسها تدور شيء على الطاولة اللي جنبها ، ابتسمت و قبل ما أنصرف كأني سمعتها تناديني ..
مياسم : " عبدالرحمن ، شكراً على طلعة اليوم ، انبسطت كثير مع حنين و نجلاء "
إذا في أحد يقدر يرد أرجوكم ساعدوني !!
عبدالرحمن : " مياسم ... مياسم ... مياسم تصبحين على خير "
اخر تعديل كان بواسطة » abu_riman في يوم » 27/08/2008 عند الساعة » 05:20 PM |