
25/08/2008, 12:31 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
@@ الجزء الثامن و العشرون @@
باقي على الرياض 100 كلم تقريباً و كنت بين اتصال بمياسم و بين تفاصيل بيت عمرته في خيالي ، و كلمت أبو سليمان ما أنسى فضله علي هالإنسان و كلمت أمي و كلمت حنين للمرة الثانية في نفس اليوم و كانت مستغربة من اتصالي بها مع إني سامع صوتها !!
خلصت اتصالاتي و رجعت لخيالاتي ..
لبيتي و أولاد صغار في البيت و أم ليست إلا إنسانة رائعة !! حتى مجرد الخيال حلو !!
لكن حتى الخيال ما تقدر تضمن استمراره !!
انقطع خيالي بشوفة سيارات مهدية السرعة و سيارة مقلوبة كفراتها للأعلى !
لحظة !
كأنها سيارة عمي محمد !!
ما أدري كيف وصلت بسيارتي عندها ، ما أدري إذا صدمت أحد بالطريق أو لا ؟!
سبقوني ناس للسيارة متجهين للعم محمد و أنا اتجهت لمياسم ، أسمعهم يقولون مات الله يرحمه ، مياسم أسمعها تئن بين يديني ، أخذتها للسيارة و رجعت أشوف خالتي ، مغمى عليها لكن ما ماتت ، شلتها و ساعدني واحد الله يجزاه خير و وعدني يلحقني بعمي ، ركبت السيارة و انطلقت للرياض .
أنتم تشوفون معي مياسم و خالتي ؟!
أنا أؤكد لكم إن اللي معي همي و أحزاني ، دمعي و بقايا حطام من حياتي ..
كانت مياسم جنبي و أعتقد إني كنت أناظرها أكثر من الطريق !!
كنت أتسمع أنينها و كنت أسمع صمتها بعد ما غابت عن الوعي ..
كيف ابن آدم ضعيف ؟! يصبح الغياب عن الوعي كل مطلبه !!
رحمة ربي وصلتني لمستشفى الحرس و إلا أنا ما أذكرالطريق ، كل اللي أذكره نقطة التفتيش و رجال أمن مشوني بسرعة ، يمكن ربي رأف بحالي و وصلني بحفظه .
انتفضت الطوارئ بكل ما فيها ما أدري تجاوب أو مع صراخي ، مياسم على نقالة و خالتي على نقالة و للعناية المركزة في الطوارئ .
دقايق و كانت على مياسم أجهزة تغطيها ، حتى أنا كانت تغطيني من الحزن طبقات ، في لجة من الهم و حاولت أجلس عند مياسم لكن ما قدرت أتصور الوضع !!
ما زالت صورها الاولى في بالي ..
قبل ساعات بس كانت جنبي على طاولة الغداء و كانت تقول لي اطلب لي على ذوقك !!
قبلها كانت قدامي على طاولة الفطور كنت أشوفها في قمة سعادتها !
قبلها كانت تصحيني من النوم ، يا رب لا تحرمني شوفة وجهها أول ما أفتح عيوني .
يا رب تشفيها و تقومها بالسلامة يا رب تخليها لي صدق الدنيا تافهة !
قبل أيام نحكي عن آمالنا و أحلامنا و بيتنا و أطفالنا ، و اليوم ما أبي غير الله يقومها بالسلامة .
الأرض تدور ظلام و ظلام ما فيه نور ، أبي اطلع أبي أشم هواء ، طلعت للبوابة الخارجية و عمي على نقالة مع رجال عليه سمات الخير و الهداية قليلين أمثاله ..
يعزيني و أنا كأني ما أعرف عمي !!
تكفيني صدمة مياسم !!
لكن عزاءه كان بوابة لسيل دموعي ..
انكبيت على عمي و صرت أبكي ..
هذا عمي اللي تخيلته بيكون السند لي في كل أيام حياتي ، هذا عمي لقيته في لمحة بصر و فقدته في مثلها .
كلمت أمي و ردت علي و هي في الطريق جاية للمستشفى ، و حنين لازم ما تدري عن شيء ، وصلت أمي و شاركت خالات مياسم و عيالهم الجلوس حول سرير أم مياسم و التردد بين مياسم و أمها ، كانت جلستهم عند أم مياسم أكثر بحكم تواجدي الدائم عند مياسم .
راح الليل و هذا وضعنا و مع الصباح خلصنا إجراءات عمي و استخرجنا شهادة الوفاة و قررنا نصلي عليه الظهر ، قبل ما نطلع بعمي نغسله وصلوا عيال خاله و هم الوحيدين اللي له بالدنيا مريت مياسم أتطمن عليها ، و لما تركتها في طريقي للخروج من المستشفى أسمع إنذار و حركة غير طبيعية من الجهاز الطبي ..
حاولت أفهم لقيت الكل يتجه لسرير خالتي و رجعت ببطء و أسرعت أكثر وقفت عند سرير خالتي و أسمع الطبيب يوجه مرة باللغة العربية و مرات بالإنجليزية و أجهزة إضافية و فجأة !!
تراجع بطيء و مقابله للطبيب وجهاً لوجه مع أكبر أبناء أخواتها " عظم الله أجركم ، شدوا حيلكم "
حزن فوق حزن ، و هم فوق غم ، و غم فوق هم ، و يا رب إنا لك و إنا إليك راجعون .
قررنا نأجل الصلاة على عمي و نستعجل إجراءات خالتي و أرسلنا نعدل الموعد ، صلينا على عمي و خالتي بعد العصر و دفناهم ، الله يرحمهم .
تفاجأت بكثرة المصلين بالرغم من قلة أقارب عمي ، كنت أعرف إن عمي يصرف في وجوه الخير فما تفاجات بكثرتها و تنوعها ، تفاجأت بعوائل و مناديب مؤسسات خيرية و شخص معروف كان يعزيني فيه و كان يقول : " الله يرحمه ، ما مات إلا بعد ما تخلص من العيب الوحيد ، ما مات إلا بعد ما ترك الدخان "
ما كنت أدري إن عمي يدخن !!
ما أدري ليه أخذت الراية و تعهدت لكل شخص كان عمي مصدر رزق بالنسبة له ما راح يتغير شيء .
يمكن لأن عمي خلاني أعرف مخططه بخصوص بعض المصارف الخيرية بعد موته .
الله يرحمك يا عمي ، و نعم الرجل .
رجعت للمستشفى و رجعت معي بخبر لمياسم !! رحعت معي بخبر وفاة أمها و أبوها !!
مو مشكلة بس الحين تصحى و تقدر تسمع و ما يهم وش تسمع ؟!
أنا وش أبي الحين ؟! أبي مياسم ما تصحى عشان ما تدري عن وفاة أبوها و أمها ؟! أو أبيها تصحى و أعلمها !؟
يا رب ارحمني . |