الجمعة 6 صفر 1423هـ - 19 إبريل 2002م 11:45 ص بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام : يبدو ان تنظيم القاعدة الذي يتزعمه الشيخ اسامة بن لادن المعارض السعودي المعروف، نجح في اعادة تجميع قواه علي الصعيدين العسكري والاعلامي، مما يؤكد ان الحملة الامريكية العسكرية الضخمة التي استهدفته في افغانستان لم تنجح في القضاء عليه بشكل كامل، او اضعافه، مثلما اعلن الرئيس الامريكي اكثر من مرة.
و تمضي صحيفة القدس العربي في تعليقها قائلة : فعلي الصعيد العسكري تشير الانباء القادمة من افغانستان الي تصاعد الهجمات التي تستهدف القوات الامريكية والغربية في افغانستان، وكان اخرها مقتل ستة جنود امريكيين، والهجوم بالصواريخ علي مقر حاكم قندهار، ومحاولة اغتيال وزير الدفاع في حكومة كارزاي.
و تضيف الصحيفة اما علي الصعيد الاعلامي، فقد نجح تنظيم القاعدة في تحقيق مكاسب اعلامية ضخمة تمثلت في الشريط الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية منذ أيام قليلة وظهر فيه احمد الغامدي احد منفذي الهجوم علي مركز التجارة العالمي في نيويورك، يقرأ وصيته الاخيرة، مثلما ظهر الدكتور ايمن الظواهري وهو يشيد بهذا الهجوم باعتباره انتصارا كبيرا.
ولعل بث قناة ام. بي. سي الفضائية شريطا اخر يظهر فيه الشيخ اسامة بن لادن وهو يشيد بهذه الهجمات ويعدد الخسائر الاقتصادية الضخمة التي الحقتها بالاقتصاد الامريكي، لا يقل اهمية عن اشرطة الجزيرة الاخري.
فقناة ام.بي.سي مملوكة لاشخاص مقربين جدا من الاسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، ودخولها في المنافسة مع قناة الجزيرة علي بث هذه الاشرطة يصب في مصلحة الشيخ بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه، ويفتح امامهما بابا مغلقا.
والاهم من كل هذا ان اشرطة التنظيم لن تكون حكرا علي قناة فضائية واحدة بعد اليوم، وهذا في حد ذاته مكسب اعلامي وسياسي كبير.
حرب الاشرطة التي اعاد تنظيم القاعدة شنها بفاعلية هذه الايام ضد الولايات تؤكد ان التنظيم ما زال قويا، ويملك قنوات اتصال ذكية ومعقدة، وانه توقع كل ما حدث في افغانستان، ورتب اوضاعه علي هذا الاساس فجاءت خسائره اقل بكثير مما توقع الكثيرون.
واللافت ان توقيت استئناف هذه الحرب الاعلامية تزامن مع حرب الابادة التي يشنها شارون حاليا في فلسطين المحتلة دون ان يقدم النظام الرسمي العربي علي اي خطوة ولو صغيرة لمواجهتها، الامر الذي سيزيد من حراجة وضع هذه الانظمة امام جماهيرها، وتوسيع دائرة التعاطف مع تنظيم القاعدة في بعض الاوساط الشعبية المحبطة.
http://www.islammemo.com
الوضع الشجري
