المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01/04/2009, 05:18 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة فاطر (1)

‏[‏1 - 2‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏
يمدح الله تعالى نفسه الكريمة المقدسة، على خلقه السماوات والأرض، وما اشتملتا عليه من المخلوقات، لأن ذلك دليل على كمال قدرته، وسعة ملكه، وعموم رحمته، وبديع حكمته، وإحاطة علمه‏.‏
ولما ذكر الخلق، ذكر بعده ما يتضمن الأمر، وهو‏:‏ أنه ‏{‏جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا‏}‏ في تدبير أوامره القدرية، ووسائط بينه وبين خلقه، في تبليغ أوامره الدينية‏.‏
وفي ذكره أنه جعل الملائكة رسلاً، ولم يستثن منهم أحدا، دليل على كمال طاعتهم لربهم وانقيادهم لأمره، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏
ولما كانت الملائكة مدبرات بإذن اللّه، ما جعلهم اللّه موكلين فيه، ذكر قوتهم على ذلك وسرعة سيرهم، بأن جعلهم ‏{‏أُولِي أَجْنِحَةٍ‏}‏ تطير بها، فتسرع بتنفيذ ما أمرت به‏.‏ ‏{‏مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ‏}‏ أي‏:‏ منهم من له جناحان وثلاثة وأربعة، بحسب ما اقتضته حكمته‏.‏
‏{‏يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ‏}‏ أي‏:‏ يزيد بعض مخلوقاته على بعض، في صفة خلقها، وفي القوة، وفي الحسن، وفي زيادة الأعضاء المعهودة، وفي حسن الأصوات، ولذة النغمات‏.‏
‏{‏إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ فقدرته تعالى تأتي على ما يشاؤه، ولا يستعصي عليها شيء، ومن ذلك، زيادة مخلوقاته بعضها على بعض‏.‏
ثم ذكر انفراده تعالى بالتدبير والعطاء والمنع فقال‏:‏ ‏{‏مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِك‏}‏ من رحمته عنهم ‏{‏فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ‏}‏ فهذا يوجب التعلق باللّه تعالى، والافتقار إليه من جميع الوجوه، وأن لا يدعى إلا هو، ولا يخاف ويرجى، إلا هو‏.‏ ‏{‏وَهُوَ الْعَزِيزُ‏}‏ الذي قهر الأشياء كلها ‏{‏الْحَكِيمُ‏}‏ الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها‏.‏
‏[‏3 - 4‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ‏}‏
يأمر تعالى، جميع الناس أن يذكروا نعمته عليهم، وهذا شامل لذكرها بالقلب اعترافا، وباللسان ثناء، وبالجوارح انقيادا، فإن ذكر نعمه تعالى داع لشكره، ثم نبههم على أصول النعم، وهي الخلق والرزق، فقال‏:‏ ‏{‏هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ‏}‏
ولما كان من المعلوم أنه ليس أحد يخلق ويرزق إلا اللّه، نتج من ذلك، أن كان ذلك دليلا على ألوهيته وعبوديته، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏}‏ أي‏:‏ تصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق‏.‏
‏{‏وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ‏}‏ يا أيها الرسول، فلك أسوة بمن قبلك من المرسلين، ‏{‏فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ‏}‏ فأهلك المكذبون، ونجى اللّه الرسل وأتباعهم‏.‏ ‏{‏وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ‏}‏
‏[‏5 - 7‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ‏}‏ بالبعث والجزاء على الأعمال، ‏{‏حَقٌّ‏}‏ أي‏:‏ لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية والبراهين العقلية، فإذا كان وعده حقا، فتهيئوا له، وبادروا أوقاتكم الشريفة بالأعمال الصالحة، ولا يقطعكم عن ذلك قاطع، ‏{‏فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا‏}‏ بلذاتها وشهواتها ومطالبها النفسية، فتلهيكم عما خلقتم له، ‏{‏وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ‏}‏ الذي هو ‏{‏الشَّيْطَانُ‏}‏ الذي هو عدوكم في الحقيقة ‏{‏فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا‏}‏ أي‏:‏ لتكن منكم عداوته على بال، ولا تهملوا محاربته كل وقت، فإنه يراكم وأنتم لا ترونه، وهو دائما لكم بالمرصاد‏.‏
‏{‏إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ‏}‏ هذا غايته ومقصوده ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد‏.‏
ثم ذكر أن الناس انقسموا بحسب طاعة الشيطان وعدمها إلى قسمين، وذكر جزاء كل منهما، فقال‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ أي‏:‏ جحدوا ما جاءت به الرسل، ودلت عليه الكتب ‏{‏لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ‏}‏ في نار جهنم، شديد في ذاته ووصفه، وأنهم خالدون فيها أبدا‏.‏
‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ بقلوبهم، بما دعا اللّه إلى الإيمان به ‏{‏وَعَمِلُوا‏}‏ بمقتضى ذلك الإيمان، بجوارحهم، الأعمال ‏{‏الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ‏}‏ لذنوبهم، يزول بها عنهم الشر والمكروه ‏{‏وَأَجْرٌ كَبِيرٌ‏}‏ يحصل به المطلوب‏.‏
‏[‏8‏]‏ ‏{‏أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ‏}‏ عمله السيئ، القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه في عينه‏.‏
‏{‏فَرَآهُ حَسَنًا‏}‏ أي‏:‏ كمن هداه اللّه إلى الصراط المستقيم والدين القويم، فهل يستوي هذا وهذا‏؟‏
فالأول‏:‏ عمل السيئ، ورأى الحق باطلا، والباطل حقا‏.‏
والثاني‏:‏ عمل الحسن، ورأى الحق حقا، والباطل باطلا، ولكن الهداية والإضلال بيد اللّه تعالى، ‏{‏فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِم‏}‏ أي‏:‏ على الضالين الذين زين لهم سوء أعمالهم، وصدهم الشيطان عن الحق ‏{‏حَسَرَاتٍ‏}‏ فليس عليك إلا البلاغ، وليس عليك من هداهم شيء، والله ‏[‏هو‏]‏ الذي يجازيهم بأعمالهم‏.‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ‏}‏
‏[‏9‏]‏ ‏{‏وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ‏}‏
يخبر تعالى عن كمال اقتداره، وسعة جوده، وأنه ‏{‏أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ‏}‏ فأنزله اللّه عليها ‏{‏فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا‏}‏
فحييت البلاد والعباد، وارتزقت الحيوانات، ورتعت في تلك الخيرات، ‏{‏كَذَلِكَ‏}‏ الذي أحيا الأرض بعد موتها، ينشر الله الأموات من قبورهم، بعدما مزقهم البلى، فيسوق إليهم مطرا، كما ساقه إلى الأرض الميتة، فينزله عليهم فتحيا الأجساد والأرواح من القبور، ويأتون للقيام بين يدي الله ليحكم بينهم، ويفصل بحكمه العدل‏.‏
‏[‏10‏]‏ ‏{‏مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ‏}‏
أي‏:‏ يا من يريد العزة، اطلبها ممن هي بيده، فإن العزة بيد اللّه، ولا تنال إلا بطاعته، وقد ذكرها بقوله‏:‏ ‏{‏إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ‏}‏ من قراءة وتسبيح وتحميد وتهليل وكل كلام حسن طيب، فيرفع إلى اللّه ويعرض عليه ويثني اللّه على صاحبه بين الملأ الأعلى ‏{‏وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ‏}‏ من أعمال القلوب وأعمال الجوارح ‏{‏يَرْفَعُهُ‏}‏ اللّه تعالى إليه أيضا، كالكلم الطيب‏.‏
وقيل‏:‏ والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي التي ترفع كلمه الطيب، فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يرفع له قول إلى اللّه تعالى، فهذه الأعمال التي ترفع إلى اللّه تعالى، ويرفع اللّه صاحبها ويعزه‏.‏

وأما السيئات فإنها بالعكس، يريد صاحبها الرفعة بها، ويمكر ويكيد ويعود ذلك عليه، ولا يزداد إلا إهانة ونزولا، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏والعمل الصالح يرفعه وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ‏}‏ يهانون فيه غاية الإهانة‏.‏ ‏{‏وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ‏}‏ أي‏:‏ يهلك ويضمحل، ولا يفيدهم شيئا، لأنه مكر بالباطل، لأجل الباطل‏.‏



تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله وأتوب اليه
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:56 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube