بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الزعماء الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لفت نظري في الآونة الأخيرة موضوع طغى على الساحة الرياضية وخاصة كرة القدم على مستوى واسع سواء داخليا أو خليجيا ، فقد لاحظت كما لاحظتم أن الغالبية منا يتداول كلمة ( مؤامرة )

فكل من خسر بطولة أو مباراة هامة اتهم الآخرين بها ، ورمى الآخرين بوزر اخفاق فريقه دون النظر إلى الأخطاء التي وقع فيها مهما كانت واضحة للعيان

وحيث أن ما يهمنا هو الزعيم فسوف أتطرق إليه فقط

فقد أصبحت هذه الكلمة ملجأ لغالبية الهلاليين وملاذا لهم عن نقد مسئوليهم ومحاسبة لاعبيهم وأجهزتهم الفنية والإدارية مخالفين بذلك ما تعودناه منهم من مسئولية وحكمة ودراسة متأنية لمشاكلهم وإيجاد الحلول الناجعة لها

فنحن مع كل تصرف لا يعجبنا نوردها

وكل كلام لا يتماشى مع رغباتنا نقولها

وكل طرح يخالف توجهاتنا نغمزه ونلمزه بها

وكل حادثة ندان فيها نؤكد عليها

فهل يا ترى فعلا نحن نقع ضحية لمؤامرة كبرى تحاك ضدنا ؟

وهل فعلا ما يحدث من هرج ومرج حول الهلال وأوضاعه يستحق أن يطلق عليه ( مؤامرة ) ؟

فإذا راجعنا أحداث هذا الموسم نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام :-

1- داخلية
والمقصود بها ما يحدث داخل النادي من أحداث أو اختلافات تكون بين منسوبي النادي مثل ( الإدارية – الفنية – الشرفية – الخ )

فهناك من قال بأننا نتعرض لمؤامرة داخلية وغايتها تقويض أركان الزعيم وإنهاء عصره الذهبي مستند في ذلك على انقسام أعضاء شرف النادي وانصراف البعض عن دعمه

وهناك من اتهم إدارة الكرة بالتآمر على كبار النجوم لغرض تطفيشهم من النادي واحلال لاعبين واعدين يدينون بالسمع والطاعة لإدارة الكرة

وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك ووصل به الحد بأن اتهم رئيس النادي بأنه دسيسة على الهلاليين كل غايته تحطيم النادي والتفريط بنجومه

2- محلية
وهي ما يحدث للنادي ويكون طرفا به ( الاتحاد السعودي أو أحد لجانه ) أو أحد الأندية المحلية

فمع خسارتنا من الطائي في بطولة كأس ولي العهد برزت ( المؤامرة ) واتهم فيها التحكيم

ومع انتقال العويران تم توجيه الاتهام لفريق الاتحاد بأنه يحيك مؤامرة لشراء نجومنا

ومع خسارتنا من الهلامي كذلك

ومع قبول الاحتجاج على النصر وتثبيت النتيجة

ومع قبول بعض الأندية مقابلة نادي الاتحاد بجدة على أرضه وبين جماهيره بمقابل مادي


3- خارجية
وهي ما يتعرض له الفريق من أحداث يكون طرفها ( الاتحاد الآسيوي ) أو أحد الأندية الآسيوية

فمع إيقاف الثنيان والكاتو أسيويا برز هذا الصوت

ومع إيقاف سامي كذلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه بعض الأمثلة البسيطة فقط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل هذا معقول ؟

لماذا وصل بنا الحال إلى هذه القناعة ؟

هل للإعلام دور في ذلك ؟

هل للمنتديات دور في ذلك ؟

أم هو التقليد الأعمى لبعض من هذا ديدنه ، وتعود على التشكيك بالجميع ؟

لماذا ننظر إلى الأحداث من هذه الزاوية ؟

لماذا لا نعترف بأن الحكام واللجان الاخرى بشر ومعرضون للخطأ ولا يوجد من هو معصوم ؟

لماذا دائما نوجد المبررات ولا نراجع أنفسنا ولاعبينا بل أننا نمنحهم العذر عند كل هزيمة أو تعادل بدلا من محاسبتهم على تقصيرهم ؟

أليس لاعبونا محترفون ؟ وهم مسئولين امام الجميع عن انخفاض مستواهم ؟

كيف نريد من لاعبينا التقيد بتعليمات الأجهزة الفنية والإدارية ومقتضيات الاحتراف وأعذارنا لهم جاهزة عند كل إخفاق ؟

لماذا نلقي باللائمة دوما على الغير ولا نلوم أنفسنا ؟

لماذا لا نعترف عند الهزيمة أو التعادل بأن هناك تقصير وأن مستوى نادينا هو السيء وأن من فاز علينا أو تعادل معنا يستأهل ذلك لأنه بذل مجهودا يستحق معه ما آلت إليه المباراة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعلم كما تعلمون أنتم علم اليقين بأن هذه ليست أخلاقياتنا نحن الهلاليين ولم يكن هذا ديدننا في يوم من الأيام ، انما نحن أول من ينكر على من يلجأ لمثل هذا الأسلوب ونصفه بأنه اسلوب العاجز ، الذي يؤول اخفاقات فريقه ويحمله الآخرين .

وأعلم أيضا كما تعلمون بأنه لايوجد عدل مطلق ، ولا بد من هفوات وأخطاء مهما حاول الجميع تحري الدقة العدل ، فالجميع بشر

فهل من تبرير مقنع لذلك ؟