][ ^^^ كـــولــيــنــا يــحــيـيـــكــم ^^^ ][

][ تــوتــي قــاهـــر الالـــم ][

في 19 فبراير 2006 انخلعت قلوب الجميع في مباراة روما ضد امبولي عندما تعرض النجم فرانشيسكو توتي لتدخل
عنيف من مدافع امبولي في منتصف الملعب .وادرك البعض ان اصابه توتي السابقة قد تكررت ، ورغم ان مثل هذا
الخطأ يتكرر عشرات المرات في المباريات الا ان ردة فعل النجم الكبير أشعرت محبيه بخطورة الإصابه وتأكد الامر
بعد ان ركزت الكاميرات على وجه توتي وقد اتسم عليه اليأس والحزن بعد تكرار إصابته والتواء كاحله الايسر ،
واثبت الكشف والاشعه بالفعل وجود كسر في الكاحل وتمزق في الاربطه ، وكان ذلك يعني ببساطه غياب توتي عن
بقيه مباريات الدوري الايطالي .وتخلفه ايضا عن صفوف المنتخب الايطالي المشارك في نهائيات كأس العالم 2006
في المانيا ومشاهدة مباريات البطوله مع اسرته في المنزل .
وكان القرار الحتمي هو إجراء عمليه جراحيه عاجله وتركيب شرائح معدنيه ومسامير في كاحله الايسر . ورغم نجاح العمليه
الا أن المستقبل لم يكن ورديا وأصبح على الاطباء والنجم ومحبيه الإنتظار ليعرفوا متى يتم الشفاء ، وهل سيكون بمقدور قائد
روما اللعب ثانيه ام لا ؟ . .
وأعادت تلك الإصابه إلى الأذهان الإصابةالتي حدثت للنجم أليساندرو ديل بييرو الذي تعرض ايضا لإصابه خطيرة في الركبه
سببت له متاعب جمة على مدار مواسم عديدة . وخشي المعلقون من أن يتكرر الأمر من فرانشيسكو توتي ويتأثر مستواه .
ولم يكن احد يتوقع لحظتها ما سيحدث بعد 16 شهر متعاقبة وبالتحديد في 17 يونيو 2007 ..
ولنبدأ من لحظة الإصابة فبعد ثلاثة اشهر فقط استطاع النجم بإرادته الحديديه أن يتماثل للشفاء ويعود إلى الملاعب ثانيه
و بالتحديد في 11 مايو 2006 في نهائي كاس ايطاليا لكرة القدم ضد إنتر ميلانو ، ورغم أنه لم يلعب سوى دقائق قليله
لم تكن كافيه لتجنب فريقه الهزيمة ، لكنها اكدت معدن ذلك اللاعب الكبير وأكدت قناعتها بقدراته الكبيرة وصلابته وحرصه
على صيانه موهبته وتشوقه للعب ، وهو ما يدفعه إلى تنفيذ برامج التأهيل بجدية تامة حتى تماثل للشفاء .
في الوقت نفسه كانت الصحف الإيطالية تستعرض الأسماء المرشحة لخلافته في المنتخب الأزوري في كأس العالم ،
وكان هو من جانبه يزداد إصرارا على اللحاق بالبطولة وينفذ تعليمات الإطباء في صمت ، والرائع أن ذلك بتشجيع ودعم
من مدرب المنتخب وقتها مارشيلو ليبي الذي انتظر على نجمه وصبر عليه ولم يعلن عن أسماء المنتخب إلا في اليوم
الأخير الذي حدده الفيفا لإرسال قوائم اللاعبين للمنتخبات المشاركة بالبطولة ، وعندما أعلنت قائمة الأزوري كان
اسم فراشيسكو توتي يتصدرها وكان من الواضح أن النجم الكبير لم يتماثل للشفاء تماما ولم يسترد كامل لياقته
البدنيه والفنيه ، وأظهرت مباريات البطولة تلك الحقيقة رغم أنه كان السبب في ركلة الجزاء التي احتسبها
الحكم في الثانيه الأخيرة ضد المنتخب الأسترالي وأحرز منها توتي هدف الفوز ، وشق المنتخب الإيطالي
طريقه بعد ذلك لإحراز اللقب للمرة الرابعة في تاريخة ، وتم إختيار توتي ضمن أفضل 23 لاعبا في البطولة .
ومن المؤكد أن رغبتي ورغية كل الإيطاليين كانت أن يحمل توتي بيده الكأس الغالية تقديرا لتضحياته ،
وحرصه على المشاركه ضمن صفوف المنتخب رغم عدم تمام شفائه .
وبعد البطولة كان التخوف من أن يؤدي التعجل في شفائه إلى التأثير على مسيرته في الدوري الإيطالي ، أو
تعاوده الإصابه مرة أخرى ، لدرجة أن البعض اقترح في سبتمبر الماضي ألا يشارك توتي في التصفيات
المؤهلة لبطولة يورو 2008 .
وخشي البعض على الفتى الذهبي من المهمة الصعبة التي تواجهه وهو يشارك مع فريقه روما في ثلاث
بطولات قويه هي الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا .
وبدأ توتي وكأنه محارب يتعين عليه أن يقاتل على ثلاث جبهات ، وحاول الكل الوقوف بجانب اللاعب
ومساندته وتشجيعه للتغلب على مخاوفه من تكرار الإصابة ، لذلك كان يثار الجدل في كل تجمع للمنتخب
أو مباراة رسمية له حول إختيار توتي أم لا ، وهل من حق المدرب دونادوني استبعادة بعد كل تضحياته
للمنتخب ؟
توتي نفسه بدأ يراجع نفسه ويتأهب لأعلان القرار الصعب بإعتزال اللعب دوليا ليتفرغ لمبارياته مع
ناديه روما بعد أن أشعر بأنه أدى كل ما عليه .
وبالفعل ما تخوف منه البعض حدث إذ عانى توتي كثيراُ في بداية الدوري ولم يحرز هدفه الأول إلا
بعد الأسبوع السابع ، وأكمل بعده صيامه عن التهديف حتلا الإسبوع الحادي عشر عندما أحرز
هدفاُ في مرمى ميلان على ملعب سان سيرو .
وبعد ذلك أنفتحت شهية الهداف الكبير حتى بلغ عدد الأهداف التي احرزها 26 هدفاُ ، وكان
بإمكانه أن يحرز أهدافا اكثر ويزيد حصيلته من الأهداف لولا أنه اضاع خمس ركلات جزاء ،
لكن أهدافه الستة والعشرين كانت كافيه ليفوز بجائزة (( الحذاء الذهبي )) بوصفه كبير الهدافين
في بطولات الدوري الأوروبيه للموسم الحالي .
واستطاع فرانشيسكو توتي أن يتفوق على مهاجم بارز اخر هو الهولندي رود فان نستلروي
مهاجم ريال مدريد الذي احرز 25 هدفا ساهم بها في عودة ناديه إلى منصة التتويج وإحراز
بطولة الدوري الأسباني بعد ثلاثة مواسم من الغياب . وكان بإمكان نستلروي زيادة حصيلتة
من الأهداف لولا تغيبه عن المباراة الأخيرة لفريقه أمام ريال مايوركا .
وعلى أية حال فإن الموسم الكروي الذي كان يخاف منه توتي ومعجبوه أصبح موسما استثنائيا
رائعا بعد أن شارك في 50 مباراة رسمية أحرز فيها 32 هدفا قاد بها روما إلى الفوز بكأس
إيطاليا وإحراز المركز الثاني في بطولة الدوري ، إضافة إلى نتائجه الجيدة في بطولة دوري
أبطال أوروبا التي خرج منها بعد هزيمته أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في مباراة ربما
لا تتكرر نتيجتها مرة أخرى .
الطريف أن فراشيسكو توتي كان يداعب طبيبه مارياني قائلاً إنه لو أحرز جائزة الحذاء
الذهبي فإنة سيضع الشرائح المعدنية في قدمه اليمنى أيضاً ليواصل تألقه .
ما حققه فراشيسكو توتي يثبت أن لكل مجتهد نصيب وأن الكرة تعطي لمن تعطيها ،وأن
الموهبة لو صانعها صاحبها فإنها تقوده إلى النجومية الحقة والإنجازات .
من حق توتي أن يفرح ليس فقط لنيله جائزة ((الحذاء الذهبي )) بل لأنه أيضاً واحد
من أبرز الهدافين في الدوري الإيطالي على مر التاريخ ومن حقه أن يتطلع لجائزة
أفضل لاعب في العالم التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (( الفيفا )) وأعتقد
أن فرصته كبيرة مقارنة بباقي المرشحين ، ولو حصل عليها فإنه يستحقها .



_____________________________________________
:.: في الختام أحب أذكر إن هذة المقالة من كتابة الحكم الإيطالي كولينا بمجلة سوبر في العدد الصادر :.: