28/03/2002, 06:36 AM
|
| كاتب ومفكر إسلامي | | تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
| |
|
أين التقدم؟
أين التقدم
هذه القصيدة أنشأتها بطلب من سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كان نائباً في حينه لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكان ذلك الطلب بمناسبة الاحتفال بتخريج دفعة من المتخرجين في الجامعة، وألقيتها في ذلك الاحتفال بحضور سماحته، سنة1392هـ.
ماذا وراء تخرج وتعلم
=============== في عالم متحضر متقدم
شاد القصور فطاولت شرفاتها
============ سحب السماء لزينة وتنعم
ومضى يشق بأرضه طرقاتها
============== فغدت مذللة لكل ميمم
وبنى جواري الجبال مواخراً
============= غواصة في قعر بحر مظلم
وغدا الحديد الصلب طوع بنانه
============== بسهولة تبدو كنوع توهم
وغزا الكواكب شامخاً متبختراً
============= ومضحياً بالنفس دون تلعثم
بل قرب الزمن البعيد لناظرٍ
============== ومسافر ولهامس متكلم
وانساح في الأرض البسيطة كاشفاً
============== أسرارها سعياً وراء تقدم
صنع السلاح قنابلاً ومدافعاً
============== وبنادقاً وصوارخاً لم ترحم
وتبددت ظلمات ليل حالك
=============== بكواشف لألاءة كالأنجم
ولم التوجع والحضارة أسفرت
============= عما ذكرت من الثناء القيم
بل ما وظيفة عالم متنسكٍ
============== في عالم متمدن متقدم
هذا سؤال وارد وجوابه
============== متيسر للمسلم المتعلم
قف فوق طود شريعة ميمونة
============= وانظر إلى ما تحته وترحم
سترى الجحود لخالق ورسالة
============== ولما يغيب كجنة وجهنم
وترى من الإشراك أمراً هائلاً
============== للقبر، للأبقار، للطاغ العم
والجاحدون لربهم عبدوا الذي
========= أغوى، كما كماركس، وماو المجرم
وترى القوي له حقوق جمة
=========== وترى الضعيف مسفهاً لم يكرم
والعهد عند المستفيد معظم
============== ولدى سواه محقر لم يبرم
وترى الخيانة عادة قد أصبحت
============ في القوم دون تحسر وتندم
وعلى الحطام تقاتلوا بشراسة
============ مثل القرود تهارشت للمغنم
وغدا السلاح كلعبة الأطفال في
============= أيدي قساة لم يبالوا بالدم
قتلوا الشعوب بقتلهم للمصلحـ
========== ـين من الرجال ونصرهم للمجرم
وبنهب خيرات البلاد وجعلها
=========== تحت الوصاية والحصار المحكم
وبجعل أبناء الشعوب نفوسهم
============== أدوات إفساد وفكر مظلم
يستبدلون بعزهم وثرائهم
============== ذلاً وفقراً مدقعاً لم يفصم
وغدت عقولهم أسيرة خمرة
=========== وهم عبيد المومسات ـ ودرهم
وترجل الجنس اللطيف مخلفاً
============== فينا شباباً للأنوثة ينتمي
فترى الفتى متستراً لكعوبه
============== متخنفساً متمايلاً كالأيم
وترى الفتاة بجنبه قد أسفرت
============ عن جسمها الفتان دون تبرم
مسخ لعمري قد أحاط بجيلنا
=============== فهو بقعر رذيلة لم يعلم
والمسلمون تحاسدوا وتفرقوا
============ في الدين للدنيا وعاجل مغنم
والنزر منهم واقف لا ينثني
=========== عن نصر هذا الدين حتى بالدم
وهنا يكون سؤالنا متوجهاً
================ ماذا وراء تخرج وتعلم؟!
أين التقدم والحضارة يا أخي
============== بل أين ناس ينتمون لآدم؟
أين التقدم والخلائق تصطلي
============= نار الشقاء وحسرة المتندم
هذا فساد بالغ متأصل
============== يرنوا إليكم يراك خير مقوم
فاضرب بسهم في سهام أئمة
=========== سبقوك في هذا السبيل القيم
وافترح مغاليق القلوب لتهتدي
=========== بشريعة الهادي الرسول الأكرم
وادع العباد بحكمة وترفق
============ فالرفق للقلب المريض كبلسم
وأبن لهذا الجيل زائف عصره
============== فالجيل لم يفتأ بليل مظلم
وأبن محاسن ديننا متوسلاً
================ بأصوله والواقع المتحتم
فمذاهب الأرض الوضيعة جربت
============== وبدت مرارتها كطعم العلقم
وشريعة الإسلام أضحى أهلها
============= إذ حكموها في الملا كالأنجم
وابدأ بنفسك صائغاً وممرناً
================ لتكون عالية المرام وتمم
وبدولة البيت الصغيرة فاهتمم
============= فهي النواة لأي شعب تنتمي
وانشر رسالتك التي كلفتها
============= في كل صقع واغد خير معلم
واختر ذوي الهمم العظام وحطهم
=============== بعناية قصوى وقلب مفعم
فهم الذين سيصبحون مشاعلاً
=============== لإنارة الدنيا بهدي المحكم
ويجددون بعلمهم وببأسهم
============== مجداً تليداً شامخاً للمسلم
واحذر من اليأس المثبط آمناً
================= نصر الإله وللنهاية صمم
واحذر ولاء الكافرين وخبثهم
============== وعلى إلهك فاعتمد واستعصم
واذكر بلاء الأنبياء وغيرهم
=============== في الله دون تقاعس، وتقدم
وإذا أردت حياة عزٍ دائم
============= فأعد نفسك للوطيس إذا حمي
واصبر إذا نزل البلاء مراقباً
=============== برد الجنان وصرف حر جنهم
والموت في الوقت المحدد نازل
========== فاختر لنفسك موت ذي البأس الكمي
وأر العدو تصبراً وتجلداً
================= وثبات أطواد أمام تهجم
وإذا رأيت المبطلين تجرؤا
================ وتظاهروا بتعجرف وتعظم
فاعلم بقرب زالهم واعزم على
=============== تحطيم ما قد شيدوه وهدم
والنصر للدين الحنيف محقق
================= للقائمين بحقه المتحتم
ولسوف تشرق شمسه في حينها
============== لتضيء درب جماعة لم تسأم
هذي وظيفتها وذاك مجالاها
=============== يا ويل كل مفرط مستسلم |
الوضع العادي
